آمنت أن في الحمى شباباً ... أغرّض جبارَ القُوَيْ وثابا
ينتزع الثناء والإ عجابا ... ويُسمعُ الصم إذا أهابا
شاهدتهُ وقد مشى أسرابا ... يفتل لصناعة الأسباب
مرتدياً من طُهره جلبابا ... متضياً من عزمه قرضابا
تخاله إذا مشى شهابا ... كأن تل الأيدي الرطابا
تقدم الصهباء والأكوابا ... إذ بُسطت تسألُ الا كتتابا
مَنْ ناطحت أهرامهُ السحابا ... لم يعْيه أن يصتع لثقابا
أو يسبح الصوف له ثيابا ... ولا تبتنوا القصور والقبابا
بل ابتنوا المصنعَ والدولابا ... ينفثُ من دخانه ضبابا
يُمطر مصرَ ذهباً لبابا ... ترى الأكف فحمه خضابا
إنْ تفتحوه تفتحوا أبوابا ... ينصب منها الرغد انصبابا
مَنْ بَيْن مصنعاً بني محرابا ... ومن يسدْ بغير مال خابا
أَرَ شعباً بلغ الآرابا ... وماله ل يبلغ النصابا
أوطاننا عشنا بها أغرابا ... ضيوفها باتوا لها أربابا
جاسوا خلال أرضها ذئابا ... واحتكروا الطعام والشرابا
فامتلوا بذلك الرقابا ... هم في الهواء زاحموا العٌقابا
وفي العٌياب ملؤا العبابا ... يذود عن حياضه احتسابا
وشربره سقرا مذاا يذود عن حياضه احتاا
إنا شربناه فان صابا دمن سومى الشباب بحمى النايا
لا ينبغي أجراً ولا ثوابا ... وغيره يقتسم الأسلابا
ويُحز الأموال والألقابا
شبابَ مصرَ حسبُك انتسابا ... إِن سَ الجدودَ واذكر الأعقابا
لا نَسْمُ ميراثاً بل اكتسابا ... واغتصب المعالي اغتصابا
والحرُّ يدرك المنى غِلابا ... لايُمنح الحر ولا يُحابى
كن كالذئاب شرة ونابا ... فانما الحياة أن تُهابا
لا أن تجيد الخط والحسابا ... وتحذقَ العلومَ والأدابا
أضفْ إلى تاريخ مصرَ باب ... يُحدث في صفحته انقلابا
أكلما سألته أجابا ... كانوا رءُوساً فَغدَوْوا أذنابا

