الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 5الرجوع إلى "الفكر"

أصداء الفكر

Share

* حول مؤتمر الادباء العرب والقومية العربية

جاء العدد السادس والاربعون من مجلة الرسالة الجديدة المصرية حافلا بالفصول والتعاليق حول مؤتمر الادباء العرب الذى انعقد بالقاهرة والذى وفته " الفكر " حقه فى العدد الماضي ومن أطرف ما جاء فى عدد زميلتنا المذكور مقال للاستاذ محمود امين العالم بعنوان " قيمنا الادبية بين مؤتمرين " وقد ذكر صاحب المقال فيما ذكر ان جلسات المؤتمر تعرضت لازمات فكرية ثلاث : الاولى حول مفهوم القومية العربية والثانية ازمة لغوية ( العامية والفصحى ) اما الازمة الثالثة فكانت آزمة فلسفية وقد رأينا من المفيد ان ننقل فى هذا العدد الفقرة كلها على علاتها ومن دون تعليق طبعا :

" اما الازمة الثالثة فى المؤتمر فكانت ازمة فلسفية ، اثارها الاستاد محمود المسعدى عضو الوفد التونسى بمناداته بالحرية المطلقة للاديب ، ولم يكتف الاستاذ المسعدى بالمطالبة بان يعتق من رق المسؤوليات السياسية او الدعاية لاوضاع اقتصادية او اجتماعية او سياسية بل رأى كذلك الا يربط شعور الاديب بقومية معينة قد تفيض عنها نفسه الكبيرة ( ! )

وقد يكون من المغالاة ان اذكر ان هذه القضية اثارت ازمة في المؤتمر فالواقع انها اثارت عاصفة من الانتقادات والاعتراضات لم يقف فيها الى جانب الاستاذ المسعدى واحد من اعضاء المؤتمر بل لم يجرؤ الاستاذ المسعدي نفسه ان يقف للدفاع عن رأيه ووقف عنه الاستاذ محمد مزالي فلم يدافع عن رأي الاستاذ محمود المسعدى وانما دافع عن وطنيته .

وكان من الطبيعى ان يوجه احد المناقشين واظنه الاستاذ رئيف خوري هذا السؤال الى الاستاذ المسعدى " لماذا اتيت الى المؤتمر ؟ " فمؤتمرنا ينعقد لدراسة واجبات الاديب ازاء قوميته ، والاستاذ المسعدي يأتى للمشاركة في هذا المؤتمر ، فيطالب الاديب ان يتحرر من شعوره القومى ؟ !

لقد كان الاستاذ المسعدى الصوت الوجودى الوحيد الذى ارتفع فى المؤتمر

ولكنه سرعان ما خبا ولم يترك اثرا فى المؤتمر اللهم الا هذه الحيوية التى ولدتها حرارة الانتقادات والاعتراضات التى اطلع عليها القراء فى تلخيص الجلسة الرابعة فى هذا العدد وما احب ان اتعرض هنا بنقد للنظرية الوجودية فى الحرية المطلقة فما اكثر ما تعرضت لها فى مقالات اخرى وانما احب ان اقرر ان الفلسفة الوجودية الم تعد تيارا فكريا يهدد اليوم ثقافتنا الوطنية كما كان الحال فى السنوات الماضية ويرجع الفضل فى هذا الى تعاظم الحرية الوطنية فى بلادنا وانضواء الجانب الاكبر من الادباء والمثقفين العرب تحت لوائها "

أهدانا صديقنا المربى الناشط السيد على بوسلامة " مصور التاريخ " الذي جمعه واعده مع السيد احمد صفر متفقد التعليم العربي ، ومصور التاريخ مجموعات تحتوى على اربع عشرة مجموعة من الصور التاريخية تمثل التاريخ التونسى منذ فجره الى يومنا هذا . اذ المجموعة الاولى تحتوى على صور نادرة تمثل الليبين او البربر وهم سكان تونس فى القديم بينما المجموعة الاخيرة تصور الجمهورية التونسية حوادثها وشخصياتها . وهذا العمل سيفيد المعلم والمتعلم ويعين المثقف على وجه العموم ؛ فالى الاستاذين احمد صفر وعلى بوسلامة شكرنا الخالص وتشجيعنا الكامل

كما اتصلنا بكتاب " فى القومية والانسانية " تأليف الدكتور كمال يوسف الحاج ) منشورات عويدات ( وقد حاول المؤلف ان يضع " عن طريق الفكر والعقل النهج السوى لقومية صحيحة بناءة تلتقى جذورها مع انسانية كريمة سمحاء " وجاء فى فاتحة الكتاب : " انا مؤمن بالقومية والانسانية . . مؤمن بوجود حركة جدلية فيما بينهما تستوجب الواحدة الاخرى . . مؤمن بان لا قومية الا بشعور انسانى بحث ، ولا انسانية الا فى شعور قومي بحث . انا مؤمن بان لا قومية للقومية الا بالانسانية العامة ولا انسانية للانسانية الا فى القومية الخاصة ، اجل انا مؤمن بقومية الانسانية ، وبانسانية القومية . . اذن انا قومي ذهابا من الانسانية عينها " . والكتاب يقع فى ١٤٤ صفحة من الحجم المتوسط .

* تشارك تونس كما اخبرنا به قراءنا في العدد الماضي في مؤتمر اللجان القومية لليونسكو لكامل الدول العربية الذي تقرر انعقاده بمدينة فاس بالمغرب الشقيق من ٢٧ جانفى الى ٢ فيفرى ويتركب الوفد التونسي من الاساتذة العابد مزالى الكاتب العام للجنة تونس القومية لليونسكو بوصفه رئيسا ومحمد مزالي وحسين

الغويل وجابر قاسم والطاهر قيفة ، ومن ضمن المسائل المرسومة فى جدول اعمال المؤتمر :

مشروع التقدير المتبادل لقيم الشرق والغرب العليا ، مشروع الاراضى القاحلة ، تنسيق اعمال اللجان القومية بالبلاد العربية ، النظر فى مشروع ميزانية اليونسكو لسنتى ١٩٥٩-١٩٦٠

* زار تونس الممثل المصري الكبير الاستاذ يوسف وهبي على رأس فرقة رمسيس الذى يديرها ومثل على خشبة المسرح البلدى ست روايات اقبل عليها الجمهور التونسي كعادته اقبالا كبيرا وباستثناء الرواية الاولى الاخرس او الكابتن سيمون ، كانت جميع تلك الروايات باللهجة المصرية الدارجة ، فكلف يوسف وهي بذلك المتفرجين العويص وحرمهم من تذوق كامل الاثر الفتى وكل الملح ولطيف الاشارات وقد ابى الا ان يحيى جمهور المتفرجين في آخر بعض الروايات فتفضل وذكرهم بانهم عرب واكتشف امامهم مجد الامة العربية وانقذ الكثير منهم من حيرتهم وانتشلهم من مخالب الغرب الذي انساهم عروبتهم ولغتهم فكان الدرس رائعا وهكذا يكون الاستاذ يوسف وهبى قد امتع كممثل وافاد كمعلم ومرشد

الا ان البعض من " تلاميذه " ممن تاثروا ولا شك بالغرب اكثر مما يجب تساءلوا لماذا يمثل يوسف وهبى رواياته باللغة المصرية الدارجة اذا كان يؤمن بوحد الامة العربية التى تفقد معناها وتتلاشى من دون اللغة العربية الفصحى

وتساءل آخرون هل كان من الضرورى ان يكلف يوسف وهبى نفسه مشقة الخطب الحماسية للبرهان على وجود امة عربية والدعوة اليها . .

كأن الفن الحق الخالص الاصيل لا يكفي وحده لخدمة اعظم القضايا وتحبيب الشعوب بواسطة رسل فنها . . بل انظر الى الاثر الذي تركته في نفوس التونسيين الفرقة البهلوانية الصينية .

لكن لنحاول ان ننظر الى فرقة رمسيس من حيث ما جاءت لاجله اي الفن والتمثيل ، والحقيقة ان اعضاء هذه الفرقة كانوا ممتازين من حيث اتقان ادوارها وتأديتها وكانوا منسجمين انسجاما جنبهم التكلف وبراهم من النشاز وكانت امينة رزق رائعة خاصة فى الادوار التي يكثر فيها البكاء ( المائدة الخضراء ) اما يوسف وهي فقد كان هو عظيما من عظماء التمثيل العربى واستاذا بلا منازع .

* صدر اخيرا بباريس كتاب بعنوان مرض الافكار المعاصرة وهو يحتوي على نصوص مختارة مقدمة من طرف بعض الاخصائيين فى الادب والفلسفة والعلوم ، وغايته افادة القارىء بتيارات التفكير الكبرى المعاصرة اى المراكز التى ينشط حولها الفكر المعاصر سواء فى ميدان الفلسفة والاخلاق او علوم الانسان وعلوم الطبيعة او فى الرياضيات او فى علم الجمال الخ . . وقد آثر واضع الكتاب تقديم النصوص على الدراسات الطويلة والتحليلات وذلك ليفكر القارىء بنفسه ويستخلص النتائج . وهكذا تتاح له الفرصة فيكتشف بنفسه ومباشرة " برقسن " و " سارتر " و يسبرس " و " فاليري " و " انشتايين " . .

النشيد الوطني الرسمى

نشرت كتابه الدولة للمعارف البلاغ الاتى : بناء على تغيير صبغة الدولة التونسية مما يجعل الاناشيد التى وصلت حتى الان لكتابة الدولة للمعارف غير مطابقة للنظام الحالى تقرر اعادة المباراة لاختيار نظم النشيد الوطنى الرسمى مع الاحتفاظ بمبدأ الجائزة ومبلغها اى مائتى الف فرنك مع زيادة الشروط الآتية :

المعنى : يلزم ان يحوى النشيد ١ - الرمز الى الجمهورية والاشادة بالكفاح التحريرى ٢ - الدعوة الى التآخى بين جميع طبقات الشعب ٣ - الحث على البناء والتشييد والعمل لفائدة المجتمع ٤ - الاستعداد لرد كل عدوان عن الوطن الصناعة : يلزم ان يكون النشيد ايضا :

١ - من بحر المتقارب مع مراعاة ان تكون القاقية مما يتماشى مع ما تعورف في تلحين الاناشيد

٢ - ان يكون الطالع ذا بيتين والمقاطيع لا يتجاوز الواحد منها ثلاثة ابيات ٣ - ان لا يزيد عدد المقاطيع عن الثلاثة على ان يكون الطالع والمقطوع الاول قد اشتملا على المعانى المطلوبة

وقد بلغنا ان لجنة تتركب من كبار الاساتذة ستجتمع يوم ٥ فيفرى تحت رئاسة السيد كاتب الدولة للمعارف لاختيار النشيد الوطنى الرسمى ثم تنظم

مسابقة ثانية لتلحينه وذلك فى اقرب وقت حتى يكون النشيد ملحنا ومذاعا فى الهيئات الرسمية والشعبية قبل عيد الاستقلال .

* الندوة العالمية للاسلاميات

دعت جامعة البنجاب بلاهور لعقد ندوة عالمية يشارك فيها كل من له اهتمام بالشؤون الاسلامية من المسلمين والمستشرقين وتختص بالمواضيع الاسلامية التى لها مساس بالوضع الراهن

واستمرت هذه الندوة من يوم ٢٩ ديسمبر الى اليوم الثامن من جانفى الحالي ، واستغرقت الدراسات ومناقشاتها ثمانية ايام فكانت الجلسات الصباحية لالقاء الدراسات ، والجلسات المسائية لمناقشاتها ، وتحددت الدراسات فى هذه المواضيع : مادا نعنى بالثقافة الاسلامية . فكرة الدولة فى الاسلام كيف يواجه المجتمع الاسلامى الآراء والقيم الاجتماعية الحديثة ، الاجتهاد والتشريع في الاسلام ، موقف الاسلام نحو العلم ، الاقتصاد فى كيان المجتمع الاسلامى وخاصة الملكية العقارية والاراضى الزراعية ، علاقة الاسلام وموقفه نحو العقائد الاخرى ، السلام العام فى الاسلام

وانتدبت كتابة الدولة للمعارف بتونس وفدا يتركب من الاساتذة على البلهوان الفاضل بن عاشور محمد الشاذلى النيفر محمود الباجى محجوب بن ميلاد للمشاركة فى هذه الندوة ، كما ذكرنا فى عدد سابق وقد كانت مشاركته فيها مشاركة بارزة مشكورة

وكان موضوع الاستاذ البلهوان السلام العام في الاسلام ، وموضوع الاستاذ بن عاشور الاجتهاد ومدى التشريع ، والاستاذ النيفر القيم والاستغلال الفكرى والاستاد الباجي الاسلام والعلاقات بين الاديان ، والاستاذ ابن ميلاد الاجتهاد

* ألقى الاستاذ " بوهوي " عضو بعثة الصداقة الفيتنامية التي حلت بتونس فى غضون شهر جانفى والعالم الشهير بأبحاثه في مرض السرطان ونشاطه في المعهد القومى للراديوم بباريس محاضرة عن دور البلدان الناقصة التطور في السياق العلمي وذلك يوم الاثنين ١٣ جانفى بقاعة الرابطة الفرنسية ،

وقد تحدث الاستاذ عن وظيفة العلماء والبحاثين في بلدانهم المعتبرة اليوم متأخرة اقتصاديا ووجوب الانكباب على الامراض المحلية غير المعروفة في البلدان المتقدمة بحيث لم يقع بها الاعتناء مثل غيرها وبعد ذلك يمكنكم المساهمة في

الابحاث التى هى شغل علماء العالم الشاغل وهم قادرون على ذلك متى تهيأت لهم الاسباب إذ لم يخص الله قوما بشئ دون آخرين . وضرب لذلك مثل العالمين الصينيين الذين ما كادا يصلان الى امريكا ويشتغلان بالبحث في مخابرها حتى اكتشفا ما من اجله احرزا على جائزة " نوبل " الشهيرة .

وفى آخر هذه المحاضرة القيمة نوه الاستاذ " بوهوى " بنشاط الباحثين والاطباء التونسين الشبان وعبر عن املة فى ان يراهم يطوون المراحل طيا فتلتحق تونس بركب العلوم المتقدم دوما .

الموسيقى . والنباتات

أجرى العالم الهندى " بوز " فى مستهل هذا القرن تجارب غريبة في دراسة فعل الموسيقى فى النباتات ونشر ملاحظاته خلال الاعوام ١٩١٧-١٩٢٩ لكن ما كانت تفاسيره مقنعة بل كانت موضع هزل وبقيت حبرا على ورق :

ثم بعد مدة تألفت نخبة من الباحثين الهنديين واستانفوا العمل وزاولوا التجارب حتى نشروا نتائجهم الأولى سنة ١٩٥٣ . ودرس الحكيمان « سنغ » و « بنياه » على الخصوص النبات المائي المسمى « بالهيدريلا فرتسيلاتا » والذي يمتاز بوجود خلايا شفافة في اوراقه يمكن النظر اليها من خلال المجهار ، ويمكن تتبع حركاتها ، وبالاخص حركة السيتوبلازم » المسماة « بالسيكلوز» كان هذان العالمان يطربان كل صباح هذا النبات بالنغمات مدة خمس وعشرين دقيقة فلاحظا ان «السيكلوز » يتسارع مدة « الاستماع » ثم يرجع الى سرعته العادية بضع دقائق بعد ذلك وكانت هذه النتيجة منشطة لمواصلة العمل واجراء تجارب اخرى ، وفعلا اختار « فسنغ » وصاحبه نباتا ارقى تطورا من « الهيدرلا » وهو "الميموزا بوديكا " ، وبعد النقاش الطويل وضع في برنامج الطرب غناء هنديا قديما يمدح الصبح وهو « الميامالفا قوالا - راقا » ثم جعلا من النبات المنتخب قسمين قسما يطرب كل صباح بين السادسة والسابعة مدة خمس وعشرين دقيقة ، وقسما لا يطرب فكانت النتيجة مدهشة اذ القسم الأول بلغ قامة تفوق قامته المعتادة بخمسين في المائة وتوفرت اوراقه واشواكه، وبقي القسم الثاني على حاله !.. ( اطلع المؤتمر الدولي الاخير لعلم النبات على هذه النتائج )

أقامت الجامعة التونسية الحرة حفلة شاي بنزل " سان جورج " عشية لجمعة ١٧ جائزي ١٩٥٨ حضرها نخبة من اهل الثقافة والفكر ، ودار الحديث ثناءها حول مشاكل التعليم . فتحدث الاستاد الشادلي القليبي في التعليم ودوره في لبعث القومى ، والاستاذ الطاهر قيفة فى وجوب تحوير التعليم وجعل مادته تتلاء وعصرنا الحالى ، وتحدث الاستاذ الطيب التريكى فى الوظيفة التعليمية واعراض الشباب التونسى عنها ولزوم جذبهم اليها ، والاستاذ احمد عبد السلام في مشكل الكوين المدرسين ودور التعليم العالي القومى فى هذا التكوين ، وايد الاستاذ على لبلهوان زملاءه فى جميع اقوالهم ، ثم تعرض الى مشكل تعليم البنات ومشكل تعريب التعليم ، وأكد الاستاذ محمود المسعدى لزوم الاهتمام بمسائل التطبيق العملى بعد لاتفاق على المبادى ، وتناول الاستاد احمد بن صالح موضوع نشر التعليم وتخفيف البرامج واختصار مراحل الدراسة ، وتناول ايضا مشكلة التعليم الزيتونى وتوحيد لتعليم الثانوى ، وقالت الاستاذة فتحية مزالى كلمة فى تدريس العلوم بالعربية في مدارس الترشيح وفي المدارس الابتدائية ، وقالت الزميلة شريفة المسعدى كلمة في التعليم الفنى وفى تحوير المدارس الصناعية الابتدائية ، ودرس الاستاذ العربى العنابي حال الزيتونيين وبين الاسباب التى جعلت مستواهم يتفاوت ، .

ومن دواعي السرور انسجام الآراء واقتناع الجميع بوجوب ادخال تحويرات عميقة على برامج التعليم وختم رئيس الجامعة الاستاذ احمد الفانى هذه الحفلة معلنا عن عزم الجامعة فى تنظيم اجتماعات اخرى من هذا النوع حتى تدرس كل هذه المشاكل فرادى وتوجد لها الحلول السريعة الناجعة .

بعث الينا الاستاذ طه الحاجري الذي يعرفه الادباء التونسيون حق المعرفة والذى يدرس الادب العربى حاليا بجامعة بنغازي بليبيا بحثا قيما بعنوان " رسالة القيان لابى عثمان الجاحظ " سننشرها في عددنا المقبل بحول الله شاكرين للاستاذ الكبير عطفه على الفكر .

اهدى الينا صديقنا الاستاذ مصطفى الحبيب بحري نسخة من " اوراس " وهي قصيدة مطولة نشرت إحياء لذكرى الثورة الجزائرية مع مقدمة كتبها الاستاذ حسين رشيد خريس " منشورات كتاب البعث " . فالى الزميل المحترم تقدم اخلص شكرنا على هذه الهدية وتهانينا بهذا العمل الموفق .

أمل وخوف من قرننا

صدر في باريس ضمن المجموعة « حرية الفكر » مؤلف لم ريمون آرون Raymond Aron عنوانه « أمل وخوف من مستقبلنا ، وم. آرون هذا كتب في العام الماضي كتابا سماه « المأساة الجزائرية ، انتقد فيه سياسة الاستعمار واغلاطها وفي هذا المؤلف الجديد يستعرض «آرون » أهم ما وقع اختراعه في هذا القرن وأهم ما اتى به من جديد في جميع الميادين ، وهو بهذا الكتاب يعرب عن خوفه وآماله فيما اخرجه للناس هذا القرن العشرين. والكتاب مع انه موجه الى الفرنسيين فانه يفتح الجميع الناس آفاقا واسعة ويجعلهم يعضون واقع هذا القرن

* خصصت محلة " إسبرى " عدد كاملا لبحث موضوع " فرنسا " وصدرت هذا العدد بكلمة عن فرنسا " فى نظر الاجنبى وفى نظر الفرنسيين ومن خلال الصحافة والادب وكتب التاريخ " . ويشمل هذا العدد عدة مقالات تتحدث عن مشاكل اقتصادية واجتماعية وعمرانية .

بعد ان تعاطي " اندريه ملرو " فن القصة وكتب بالخصوص قصتيه الشهيرتين اللتين جعلتاه في عداد اشهر الكتاب الفرنسيين المعاصرين اعني " المنزلة البشرية " و " امل " ، انصرف الى دراسة الفن في شتى مظاهره من فجر التاريخ الى يومنا هذا وذلك من الوجهتين التاريخية والفلسفية وهكذا كتب " اصوات الصمت " و " المتحف الخيالى " وهو اليوم يخرج للناس كتابه الجديد " استحالة الآلهة " . وكتاب مالرو يثير فى القارىء كما هى عاداته مشاكل عديدة وهو لا يقتصر على تحليل المؤلفات الفنية بل هو يعلق عليها تعاليق شخصية تجعلنا نشك فى النظريات التى تخص الفن والمتعارفة بين الناس ، فهو يرى انه لم يمر طويل عهد منذ بدأ الانسان يشعر بان الفن ليس له مكان ولا زمان واصبح يذوق كل فن سواء كان للسود او المكسيكيين او غيرهم من سكان البسيطة.

النول لمحمد ذيب

الم . روبر كامب Robert Kemp ناقد معروف تعود التعليق على الكتب الجديدة في جريدة الاخبار الادبية : Les nouvelles littéraires . وله قوله في القصص والتحاليل وغيرها من الكتب . وتعاليقه لها وزنها اذ هو ينقد عادة والذوق

السليم معياره والنزاهة وصدق القول ديدنه الا انه فى نقد كتاب " النول " لمحمد ذيب تغلبت عليه العاطفة الدينية والنظر القصير فهو يقول :

" والآن ها انا اعرض لكم كتابا موضوعه شائك كتبه شاب مسلم وهو محمد ذيب وهذا الكاتب ذو مقدرة عجيبة فى الوصف . وهو يصف لنا كالكثير من الكتاب الجزائريين شقاء الشعب الجزائرى . وقد تقول ان فرنسا لم تفعل شيئا منذ 1830 لتسعد هذا الشعب . ولكن بودى لو يكتب مسلم عن حالة الجزائريين سنة ١٨٢٩ . واكبر ظنى اننى لن اجد واحدا منهم يتطوع لمثل هذا العمل المضنى لان مواطنيه حينذاك يسرعون فى اطلاق النار عليه . وقد تظنون ان الاوربيين هم الذين جلبوا معهم " التراكوم " الى الجزائر مع انى عرفت كثيرا من الاطباء الذين كرسوا حياتهم للقضاء على هذا الداء وقد رأيت كثيرا من العرب وعلى اعينهم الذباب يكرع مما خرج منها من قبح ، فلعل من واجبنا ان نداويهم بما الف العرب من الدواء ، اذن فكتاب محمد ديب لا يعطى كل ذى حق حقه . . "

ثم بعد ان يستعرض اهم حوادث القصة يقول : " إنى في الحقيقة لا يمكن لي ان احكم على هذا الكتاب لانى اكره دين محمد والبوذية وقد عاب على ذلك كثير ممن يهتمون بآثار الهند . وارى انه محبة في السلم لاوربا وآسيا وإفريقيا كان من الخير ان لا يولد فى أواخر سنة ٥٧٠ النبيء محمد . ولكنه ميلاد لا يمكن الرجوع فيه . فيا ويل الحضارة منه "

وهكذا ينقد الم . كامب كابا لجزائرى شاهد بنفسه مآساة شعبه واخذ يصفها بدقة وبراعة ثم يأتى هذا الناقد ويعترف له ببراعته ودقة وصفه ولكنه ينكره لبغضه للاسلام والمسلمين وتذهب به العاطفة الى ان يتحسر ويذهب به اليأس كل مذهب لان حوادث التاريخ لم تجر كما كان يريدها هو . فهكذا يكون النقد النزية  وهكذا يكون صدق القول

صدر الجزء التاسع عشر من " دائرة المعارف الفرنسية " وهو يبحث في الفلسفة والدين . وهذا المؤلف لا ينتفع به الاختصاص فحسب بل هو صالح لجميع الناس وفي متناول كل ثقافة فالجزء الاول خصص للفلسفة وكتب فيه مارسيل وسارتر ومولان وبونتى ولوفيفر ولاقاش وفرفيتش وميبى . فنحن نجد اذن فى هذا الجزء مادة غزيرة كتبها اكبر فلاسفة عصرنا . والجزء الثاني من هذا المؤلف خصص للدين حيث كتب كثير من الاخصائيين فى جميع الاديان المعروفة من البروتستانتية والكاثوليكية واليهودية والاسلام والبرهمانية والبوذية واديان الصين واليابان

اشترك في نشرتنا البريدية