ليس الخبر كالخبر
خرج عاهل ايطاليا بينيديتو موسلينى متنكرا ليختبر بنفسه قلوب مواطنية فى محبتهم له ، وكان يعلم أن أصدق الشعور ما اوحته البداهة فى جو الطمانينة . فدخل الى بعض دور الخيالة متسللا وجلس بين النظارة وهم لا يشعرون ، وما ان اظلمت القاعة حتى بزغت على الشاشة البيضاء صورته فى اروع مظهر وعزفت الموسيقي بنشيد الوطن المحبوب فوقف الناس كلهم اجلالا للعاهل المفدى والمصلح الامين وتعالت الهتافات باسمه حتى كادت الارض ان تميد بهم . وكل ذلك والسنيور موسوليني جالس في مقعده مستغرق في هدوئه كالمخالف لامر الجماعة لا يشاركهم فيما يقولون وما يفعلون . ثم لما عاد الهدوء الى نصابه وجلس كل الناس فى مقرهم ما راعه الا وجليسه القريب قد مال عليه وهمس له على حدة : لله ابوك يا حبيب قلبي . وانا كذلك على رأيك ؛ ثم غمزه بالعين واللسان وقال له : وانما هو أمامهم لاغير!! ..
ابوكاتو
تعلقت ببعض الفلاحين المصريين قضية عدلية خطيرة وكان لا يعرف كيف يتناولها لسذاجة عقله وكثرة انقطاعه الى حياة الريف . فقصد الى بعض سماسرة المحامين وشكا اليه امره . فقال له السمسار امض معي . وحمله الى مكتب محامية وعرض عليه القضية بصفة وجدانية حتى تحركت مشاعر الفلاح بالعطف على نفسه واجهش بالبكاء . فرق له المحامي وطمأن خاطره حتى جاشت نفس السمسار فقال له : ارفق بنفسك يا اخي وهدىء بالك . هذا سي فلان " ابو كاتو " مشهور بربح القضايا عند كل الناس . فظن الفلاح ان " ابو كاتو " كنية المحام فأقبل عليه يتوسل اليه ويقول : بحياة رأس سى كاتو ان تبذل جهدك اقر الله عينك به ، والنبى مظلوم يا معلم !!...

