أرسلت الشاعرة السورية ناديا نصار من بانياس تسألنى : ما رأيك فى الحضارة والعالم والأدب ؟ فكانت قصيدتى على ذلك :
أشاعرتى سألت عن الحضاره وعالمنا وعن أدب اناره
وعشت مع النهى ساعات صمت وأذهل خافقى شئ أثاره
وحيرنى سؤال كيف يبدو فسيحا لا تطاوله الاشاره
حضارتنا وعالمنا رياض بها قمم تطل على مغاره
وعنصر هذه الدنيا طباق وزيف لا تفارفه استعاره
فدنيا الخير يتبعها شرور ودنيا الشر تعقبها مراره
ولكن في نهاية كل عيش نقلد عالم الخير الأماره
. . . .
أشاعرتى حنانك كل نفس مع الفتن العتيقة في تجاره
وانى قد حرمت الراح نفسى فلا خمرا شربت ولا سجاره
واخشى أن يفوت علي وقت سدى ضيعت عمرى أو خساره
وان الروح يسعدها لقاء مع الافكار تعمره بشاره
فليس الشر شاعرتى حياة وأغصان له ليست خضاره
ولكن مركبات الجو علم وصاروخ الفضاء يشيد داره
وحاسبة تذلل كل صعب وعقلا لا نرى يوما مداره
وترجمة اللغات تتم فورا من الآلات صدقا في مهاره
وتصوير النباتات العذارى مع الاطوار تحضنها نظاره
بهذى المذهلات فان عصرى وهذا الغرب يحتل الصداره
ونقضى في الملاهي كل ليل وتخبو جذوة فينا شراره
وحتى وحدة الاوطان طيف يلوح ويختفى بين العباره
ونهتف يا رفاق الا لقاء ؟ ! ويهتف بعضنا : هدم جداره
. . . .
أشاعر أحب الناس طرا عدا مستمرا ، أرسى بذاره
فمزقنا وصيرنا جموعا وأشعل في صفوف العرب ناره
ولكن في القلوب لنا بحق شعاع لا تذوبه الحجاره
شعاع لا تمزقه الدواهى سنعبر كالألى يوما مطاره
. . . .
أشاعرتى عوالمنا شعاب سيقذف بعضها يوما دماره
ويغنى البعض والأهات تترى وأنات الورى تبلى خماره
وما هز الغزاة سوى حروب وللمستعمرين بدت مناره
سيطفؤها الأباة ببذل جيل سيلحظ جيلنا يوما غماره
وواقعنا أشاعرتى مرير كبار القوم لن يبكوا صغاره
اشاعرتى فلا أدب لدينا اذا الاحداث لم تصنع قراره
سيخلد في الزمان لنا نتاج اذا كانت عدالتنا شعاره
( الاحساء )
