أعلام العلم والأدب في جزيرة العرب، الزبير بن بكار

Share

مقدمة

فى هذا العصر اشتدت النعرة الشعوبية القديمة التى قصدها تجريد الأمة العربية من كل خير ، ووصف تلك الأمة بأنها ذات أثر ضعيف فى ميدان تقدم العلوم والفنون والآداب ، وأن ما أثر عنها فى ذلك فالفضل الأكبر فيه لمسلمي الأعاجم الذين سبقوها فى ميدان الحضارة وبرزوا عليها فى تدوين آثارها وتسجيل أخبارها ولا أدل على هذا الرأى فى نظر اصحاب تلك النعرة - من أن الأمة العربية عالة على أولئك الأعاجم في ابرز مميزاتها وهى الناحية التاريخية والأدبية فاساتذة هاتين الناحيتين جلهم من الموالى ، كحمدين إسحاق والواقدى والأصبهانى والقالي ونحوهم .

ولا أريدهنا أن ادحض هذا الرأى بإراد الحجج والباهين القاطعة فلذلك مقام وله جهابذة اعلام قاموا بوجبهم خيرقيام ، وإنما أريد أن اذكر ترجمة علم من اعلام العلم والأدب الأول ، فى ابراد ترجمته عبرة وعظة وحجة دامغة تعكس تلك القضية ، وتقلبها رأساً على عقب !

الأسرة الزبيرية

أسرة الزبير بن اسد بن عبد العزي بن قصى أسرة قرشية من ابرز مزايا كثير من افرادها الشحاعة والثراء والعلم بالنسب وما يتعلق به ، فالعوام بن أسد من فرسان قريش المشهورين فى العصر الجاهلى قتل فى إحدى وقعات الفجار ،

وابنه الزبير حواري الرسول صلى الله عليه وسلم وابن عمته من خيار الصحابة وشجعانهم وكان ذا ثراء عظيمة قدرت بآلاف الألوف ( تسعة وخمسين مليونا وثمانمائة الف) من الدراهم ، وقد قتل شهيدا فى وقعة الجمل وعبدالله بن الزبير كاد ان يستتب له أمر الخلافة بمبايعة كثير من المسلمين له لولا صمود عبد الملك بن مروان لمحاربته وتجهيز الجيوش لغزوه حتى قتل شهيداً بمكة بعد أن أبلى بلاًء حسناً وأخوه مصعب بن الزبير فتى قريش فى عهده مروءة وشجاعة وعزة نفس قتل شهيداً أيضاً

أول من صنف فى السير

وأخوهما عروة بن الزبير أحد الفقهاء السبعة ، ومن أروى الناس للشعر هو أول من صنف فى المغزى قبل ابن اسحاق . الواقدى بما يقرب من نصف قرن وكان حافظاً ثبتاً حجة عالماً بالسير ، وكان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه ويرجعون اليه فيما جهلوه من السنن وكان سرياً نبيل القدر مثلم حائطه للناس ايام الرطب فيدخلون ويأكلون فاذا ذهب الرطب اعاد بناءه ، وله آثار عمرانية فى عقيق المدينة ، منها البئر المعروفة باسمه فى هذا العهد . وهو شقيق لعبد الله أمهما أسماء بنت ابى بكر الصديق رضي الله عنهما .

سبب اشتهار الزبيريين بعلمي النسب والأخبار

روى المؤرخون ، أن أبابكر من أنسب قريش وأعلمها بأخبارها وآثارها وان ابنته عائشة رضى الله عنها آخذت عنه علم النسب والآخبار ، وأن صلة ابن أختها عروة بها وثيقة جداً ومن المعلوم ايضاً أن النفوس الموتورة تتلذذ بسماع اخبار من يضاهيها ، تحرص على رواية تلك الاخبار وحفظها ، ومن هذين السببين - صلة الزبير بين بآل أبي بكر ، وموت كثير منهم بظبي السيوف وشبى الآسنة - اشتهر كثير من رجال تلك الأسرة بسعة الاطلاع في علمي النسب والآخبار وما يتعلق بهما من رواية الشعر وقرصه ، يضاف الى ذينك

السببين صلة الأسرة بالخلفاء وذوى المناصب العالية فى الدولتين الأموية والعباسية . قال هشام بن عروة : (العلم لواحد من ثلاثة ، لذى حسب يزين به حسبه ، أوذي دين يسوس به دينه ، أو مختلط بسلطان يتحفه بنعمه ويتخلص منه بالعلم ، فلا يقع في هلكة قال : ولا أعلم أحداً اشترط لهذه الثلاثة إلا عروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز).

بعض مشاهير الزبيريين

من مشاهير رجال تلك الأسرة - عدا من تقدم ذكره - عبد الله بن مصعب من الزبير كان عاملا لهرون الرشيد على المدينة واليمن ونجد ، وصفه الحافظ ابن حجر بأنه كان محموداً فى ولايته جميل السيرة مع جلالة قدره ، وكان شاعرا فصيحاً ، وقد ترجمه صاحب " الأغاني " واورد شيئاً من خبره وشعره وكذا صاحب سمط اللآلى وكان يقال له " عائد الكلب " لقوله :

مالي مرضت فلم يعدنى عائد

                    منكم ويمرض كلبكم فأعود ؟ !

وكان الرشيد معجباً بهذه الابيات من شعره : -

وإبى وإن أقصرت عن غير بغضة     كراع لأسباب المودة حافظ

وما زال يدعوني الى الصرم ما أرى       فآبى وتثنيني عليك الحفائظ

وانتظر الأقبال بالود منكم        وأصبر حتى اوجعتنى المغايظ

وانتظر العتبى وأغضى على القذى      ألابن طوراً مرة وأغالظ

وجريت ما يسلي المحب عن الصبى   فأقصرت والتجريب للمرء واعظ !

وتوفى سنة ١٨٤ عن ثلاث وسبعين سنة ، وأبوه مصعب من رواة الحدث ترجمه ابن حجر في التهذيب وغيره ، وجده ثابت وصفه ابن قتيبة فى المعارف ، فقال : (كان بذيا لشناً بئيساً ) . وابنه بكار بن عبد الله بن مصعب كان حليا القدر وتولى امارة لمدينة اكثرمن اثنتى عشرة سنه واطلق الرشيد على يديه لأهلها الف الف ومائتى الف دينار (اى مليون ومائتى ألف( قال  ابن كثير : كان شريفا جواداً معظما وذكر صاحب الامالي ان الرشيد كثيراً

ما يستنشده الشعر وتوفى سنة ١٩٥ . ومصعب بن عبد الله بن مصعب كان عالما فاضلا ذا وفادة على الخلفاء وحظوة لديهم ، نقل الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد في وصفه ( وجه قريش مروءة ، وعلماً ، وشرفاً ، وبياناً ، وجاهاً وقدراً ). وقال ابن ابى صبح المزنى فيه :

إذا شئت يوماً أن ترى وجه سابق          بعيد المنى فانظر الى وجه مصعب

ترى وجه بسام أغر كأنما     تفرج تاج الملك عن ضوء كوكب

وقال :

متى ما يرى الراؤون غرة مصعب         ينير بها إشراقه فتنير

يروا ملكا كالبدر اما فناؤه      فرحب واما قدره فكبير

وحدث عنه الزبير انه خرج الى اليمن فلقي محمد بن ادريس الشافعي وهو مستحض في طلب الشعر والنحو والغريب قال فقلت له : الى كم هذا ؟ لو طلبت الحديث والفقه كان امثل بك وانصرفت به معي الى المدينة ، فذهبت به إلى مالك بن انس واوصيته به ، وكان فتى حلواً قال فما ترك عند مالك الا الأقل ولا عند شيخ من مشايخ المدينة الاجمعه ثم شخص الى العراق ثم جاء الى المدينة بعد سنين قال فخرجت به الى مكة فكلمت له ابن داود وعرفته حاله الذي صار اليه ، فأمر له بعشرة آلاف درهم ، وهو من أول من الف في علم النسب وله فى ذلك كتابان هما " النسب الكبير " و " جمهرة أنساب قريش" ويوجد من هذا الكتاب الأخير نسختان خطيتان فى دار الكتب المصرية(١) ونسخة فى مكتبة جامع القرويين بفاس . وتوفى مصعب سنة ٢٣٣ عن ٩٦ سنة

الزبير بن بكار

أما الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن الزبير بن العوام

الذي قصدناه بالترجمة فقد ولد في المدينة بلدة أسرته عام ١٧٢ ه ونشأ فى بيئة علمية من اسرة ذات فضل ونبل - كما مربك - وظهرت عليه مخايل النجابة فى صغره حتى قال عنه عمه مصعب ( لي ابن اخ في المدينة ان بلغ احد منافسيبلغ) وقد صدقت فيه هذه الفراسة فأصبح علماً من اعلام الاسلام في كل فن من فنون العلم المعروفة فى ذلك العهد .

وصفه الحافظ الذهبى فى " تذكرة الحفاظ " بالامامة والحفظ ، وقال عنه الخطيب البغدادى : (كان ثقة ثبتاً عالما بالنسب وأخبر المتقدمين ومآثر الماضيين ( وقال عنه اليافعي اليمني : ) كان من أعيان العلماء ( . ووصفه ابن النديم بأنه ) كان شاعراً أصدوقاً راوية نبيل القدر ( وقال ياقوت الحموى : ) كان علامة نسابة اخبار يائقة من اوعية العلم ولا يلتفت الى من تكلم فيه . وقال ابن فرحون المغربي : ) كان الزبير علامة قريش فى وقته فى الحديث والفقه والأدب والشعر والخبر والنسب وهذا الباب هو الغالب عليه ( . وقال ابو القاسم البغوي : ( كان ثبتاً عالما ثقة)

تردد الزبير على بغداد عدة مرات ، وكانت اذ ذاك في ازهى عصورها وازهرها ، حاملة مشعل الحضارة العربية ومباهية بما هى حافلة به من العلماء والادباء والشعراء ، وقد اتصل بكثير من علمائها وشعرائها . وتصدر للتدريس فيها فأفاد واستفاد ، وتولى تربية الموفق قبل ان يتولى الخلافة ، والف باسمه بعض مؤلفاته . روى جحظة البرمكى الاديب المعروف قال : ) كنت بحضرة الامير محمد بن عبد الله بن طاهر فاستأذن عليه الزبير بن بكار حين جاء من الحجاز ، فلما دخل عليه اكرمه وعظمه وقال له : ان باعدت بيننا الأنساب فقد قربت بيننا الآداب ، وان امير المؤمنين اختارك لتأديب ولده وأمرلك بعشرة آلاف درهم وعشرة تخوت ثياب وعشرة ابغل تحمل عليها رحلك الى حضرة ) سر من رأى ( فشكر ذلك له وقبله . فلما ودعه قال للشيخ : ان رأيت يا ابا عبد الله أن تفيدنا شيئاً نرويه عنك ونذكرك به قال احدثك بما سمعت وأنما

شاهدت قال بل بما شاهدت . قال بينما أنا بأثاية العرج (١) إذ أنا بجماعة مجتمعة فأقبلت اليهم واذا برجل كان يقنص الظباء وقد وقع ظبي في حبالته فإنتفض في يده فضرب بقرنه صدره فنشب القرن فيه فمات واذا بفتاة اقبلت كأنها المهاة فلما رأت زوجها ميتاً شهقت ثم قالت :

أضحت فتاة بني نهد علانية         وبعلها في اكف الموت يبتذل

وكنت راغبة . فيه أضن به    فحال من دون ظبى الريمة الأجل

ثم شهقت فماتت ، فما رأيت اعجب من الثلاثة : الظبي مذبوح والرجل جريح ميت والفتاة ميتة . فلما خرج قال الامير محمد بن عبد الله أي شيء أفدنا من الشيخ ؟ قالوا : الأمير اعلم قال قوله : آمست فتاة بني نهد علانية . أي ظاهرة وهذا حرف لم اسمعه في كلام العرب قبل اليوم ( . وقد ذكر الاستاذ أحمد أمين فى كتاب " ضحى الأسلام " ان الزبير كان مؤدب ولد محمد بن عبد الله ابن طاهر حيناً ، والذي ذكره المتقدمون كياقوت وابن خلكان هو ما تقدم ) ٢ ( ثم تولى الزبير بعد ذلك قضاء مكة . وكان محمد بن عبد الله بن طاهر قد قال له (ان امير المؤمنين أمرني ان ادعوك وأقلدك القضاء ، فقال له الزبير أبعد ما بلغت هذه السن ، ورويت ان من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين أتولى القضاء ؟ ! ) ولكنه فى آخر عمره تولاه ومات وهو قاض فى شهر ذى القعدة سنة ٢٥٦ عن أربع وثمانين سنة . وسبب موته انه سقط من سطح له فانكسرت ترقوته ووركه ومكث يومين لا يتكلم ثم مات وصلى عليه ابنه مصعب وحضر جنازته محمد بن عيسى بن المنصور امير مكة ودفن الى جانب على بن عيسى الهاشمي فى مقبرة الحجون .

صفاته

من ابرز صفات الزبير سعة الاطلاع - كما يدل على ذلك كثرة مؤلفاته وتنوعها - وكان جماعة للكتب ، حدث عن نفسه فقال : (قالت ابنة اختي لأهلنا : خالي خير رجل لا يتخذ ضرة ولا يشترى جارية ، فقالت المرأة : لهذه الكتب أشد على من ثلاث ضرائر واصعب). وكان على جلالة قدره ووقاره ذا نفس مرحة ، كان يحضر مجلسه رجل من بني هاشم له رواه وهيئة ، حسن الثواب طيب الرائحة ، وكان الزبير يكرمه ويرفع مجلسه فقال يوماً للزبير : الفرزدم كان جاهلياً أو تميمياً ؟ فولاه الزبير ظهره وقال : اللهم اردد على قريش اخطارها ! وقال له محمد بن اسحاق الصيرفي منذكم زوجتك معك فقال : لا تسألني ليس يرد القيامة أكثر كباشاً منها ! ضحيت عنها بسبعين كبشاً ) ١ ( وله مؤلف اسمه ) الفكاهة والمزاح ( . وكان الزبير شاعراً ، قال ابن النديم فى ) الفهرست ( : قال محمد بن داود : كان الزبير فتى فى شعره ومروءته وبطالته مع سنه وعفافه . ومن شعره :

عف الصى متجمل الصبر       يرجو عواقب دولة الدهر

جعل امنى سبباً لراحته         فيما يسكن لوعة الصدر

حتى إذا ما الفكر راجعه         قطع المنى متبين الهجر

يشكى الضمير الى جوانحه       بعض الذى يلقى من الفكر

وقال الصولى فى ) ادب الكتاب ( : كتب رجل الى الزبير يستحفيه فكتب إليه الزبير :

ما غير الدهر وداً كنت تعرفه         ولا تبدلت بعد الذكر نسيانا

ولا حمدت وفاء من اخي ثقة       الا جعلتك فوق الحمد عنوانا

مؤلفاته

للزبير مؤلفات كثيرة تدل على سعة اطلاعه ، وعلو كعبه فى علوم الادب والتاريخ ، واليك بيان ما عرفنا منها نقلا عن ابن النديم وياقوت الحموي وغيرهما :

١ - أخبار العرب وأيامها - ٢ - نسب قريش واخبارها وهو كتاب جامع قال الخطيب البغدادى : ) لقى الزبير بن بكاراسحاق بن ابراهيم الموصلي فقال له اسحاق : يا ابا عبد الله عمات كتاباً سميته كتاب النسب وهو كتاب الاخبار . قال وانت يا أبا محمد أيدك الله عملت كتاباً سميته كتاب الاغاني وهو كتاب المعاني ( . وقد ذكر صاحب ) تذكرة النوادر ( أن الجزء الثاني من كتاب نسب قريش للزبير محفوظ في مسجد كوبرلى ) فى الاستانة ( تحت رقم ١١٤١ مكتوب في القرن الخامس ) ١ ( - ٣ - نوادر أخبار النسب - ٤ - الاختلاف - ٥ - نوادر المدنيين - ٦ - العقيق وأخباره - ٧ - النخل - ٨ - تاريخ المدينة ذكره السيوطي في خصائص الجمعة - ٩ - الأوس والخزرج - ١٠ - مزاح النبي صلى الله عليه وسلم - وسماه ابن حجر : الفكاهة والمزاح ، ونقل عنه في الاصابة في ترجمة نعيمان ، - ١١ - الموفقيات فى الاخبار ، الفه للموفق ، وقد نشر المستشرق وسنتنفلد سنة ١٨٧٨ م قطعة منه في ١١٢ صفحة تحتوى على بعض أخبار عشيرة الزبير - ١٢ - وفود النعمان على كسرى - ١٣ - إغارة كثير على الشعراء - ١٤ - أخبار ابن ميادة - ١٥ - أخبار حسان بن ثابت - ١٦ - اخبار الأحوص - ١٧ - أخبار عمر بن أبى ربيعة - ١٨ - أخبار أبي دهبل - ١٩ - أخبار كثير - ٢٠ - أخبار جميل - ٢١ - أخبار نصيب - ٢٢ - أخبار أمية بن أبى الصلت - ٢٣ - أخبار العرجي - ٢٤ - أخبار أبي السائب - ٢٥ - أخبار حاتم - ٢٦ - أخبار عبد الرحمن بن حسان - ٢٧ - أخبار هدبة بن الخشرم - ٢٨ - أخبار زياد - ٢٩ - أخبار توبة

وليل - ٣٠ - أخبار ابن هرمة - ٣١ - أخبار المجنون - ٣٢ - أخبار القارى - ٣٣ - أخبار ابن الدمينة - ٣٤ - شعرا ابن الدمينة وقد طبع برواية الزبير - ٣٥ - أخبار عبد الله بن قيس الرقيات - ٣٦ - أخبار اشعب - ٣٧ - كتاب ازواج النبى صلى الله عليه وسلم ، ذكر الاستاذ سعيد الافغاني انه(١) اطلع على جزء صغير محفوظ في الخزانة الظاهرية بدمشق " المنتخب من كتاب ازواج النبي صلى الله عليه وسلم للزبير بن بكار رقمه ) مجموع ٤١ ( .

هذه هي مؤلفات هذا الرجل العظيم ، التى ذكرها المؤرخون ، وهي تدل دلالة واضحة على ثقافة واسعة . ولئن عبثت يد الحدثان بهذه المؤلفات فقد بقي منها ثروة عظيمة نجدها فى كتاب ) الاغاني ( لأبي الفرج الاصبهاني ، فكثير من اخبار الشعراء الذين ترجمهم الزبير ، نجد الاصبهاني عول عليه فيها ونقل كثيراً من كلامه ، كما نجد نقولا كثيرة من كتابه ) أنساب قريش ( فى كتب التراجم كالاصابة لابن حجر وفي معاجم الامكنة وغيرها . وفي " وفاء الوفاء " للسمهودى فصل ممتع فى اخبار العقيق ، وآثار الزبيريين فيه لا نستبعد أن يكون منقولا من كتاب الزبير عن " العقيق " وقد لا نكون مغالين إذا قلنا ان كثيرا ممن ألفوا فى الادب العربى فى آخر القرن الثالث الهجرى فما بعده ، هم عالة على الزبير بن بكار ، ومن معين علمه استقوا ، ونظرة ثاقية في "الاغاني " والأمالى " ونحوهما تؤيد هذا الرأى ، الذي نأمل ان نعود لتمحيصه فى فرصة أخرى ان شاء الله تعالى .

مصادر هذا البحث : الفهرست لابن النديم ، معجم الادباء ليافوت البداية لابن كثير ، تهذيب التهذيب ولسان الميزان لابن حجر ، الميزان وتذكرة الحفاظ الذهبي ، وفيات الأعيان لابن خلكان ، للباب والكامل لابن الأثير الديباح لابن فرحون ، مرآة الجنان لليافعي ، ضحى الاسلام لاحمد امين . معجم المطبوعات لسركيس ، تاريخ بغداد للخطيب ، تذكرة نوادر المخطوطات ، فهرس دار الكتب المصرية .

اشترك في نشرتنا البريدية