الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 10الرجوع إلى "المنهل"

اذا انهارت المدينة الحاضرة

Share

ان الاسلام اذا نفض غبار التوانى والتقاعس ووحد صفوفه استطاع ان يصمد للعاصفة صمود الصنديد الثابت فتمر عليه بسلام ويبقى بعدها ثابت الاركان ويحيى حياة القوة والسؤدد .

العالم اليوم يقف على بركان ثائر من الاضطراب ، وتهب على انحائه زوابع قاسية من الفوضى وعدم الاستقرار . و" تمثال " الحضارة الغربية المسيطرة على الميدان ،  فد صوبت اليه السهام الفتاكة ، وسدت عنه وجوه " الامل " فى الخلود . وابتسامه الساحر تبدل وجوما ، وشموخه الرهيب انقلب حسوما . ولقد شعر بحراجة الموقف ، واحس بدنو الساعة ، وانه ليخشى ان تحطمه هذه العواصف وان يقتلعه هذا البركان .

واذا فرض انهيار هذا " التمثال " العظيم الهائل ، فمن هو يا ترى يتقدم الى الميدان ، ليقيم على انقاضه حضارة " المستقبل " المنشودة ، المفعمة بروح النبل والطهر ، والتسامح والصفاء ، والروعة والخلود ؟

هذا هو سؤال الساعة !!

وللاجابة على هذا السؤال اجابة عملية ، لا قولية ، ارى انه يتحتم على الاسلام ان يستعد من الآن ، ليكون فارس " الميدان المجلي ، وهذا يكون إذا استيقظ بنوه من غفلتهم ، واطرحوا عن كواهلهم اعباء الكسل ، والقوا من ادمغتهم اردان الخمول والتواكل ، واذا عرفوا ان الفرصة سانحة لهم اليوم ، للنهضة المجيدة ، واذا فطنوا لأن عليهم اهتبال هذه الفرصة ، فاضاعتها شعار التدهور والغفلة الشائنة ، وما كل حين تواتى الفرص ، وما على الاسلام ان يتجرع كل

حين مرير الغصص . وانا زعيم بان الاسلام اذا نفض عنه غبار التوني والتقاعس واذا وحد صفوفه ، استطاع - والحالة هذه - ان يصمد للعاصفة ، صمود الصنديد الثابت ، فتمر عليه بسلام ، ويبقى بعدها ثابت الاركان ، ويحيى حياة القوة والسؤدد وانا كفيل بأنا اذا وزنا الموقف العالمي الحاضر بميزان الدقة والنظر الثقب اثار منا هذا الصنيع عوامل التحفز لنبث ما أقبره الهادمان : الجهل والجمود ، من تراث مدنية الاسلام ، وانا اذا نقبنا عن هذا التراث القيم واعملنا مطايا العزم الحديدى فى التهام ما أثلته هذه الحضارة الغربية القائمة اليوم قبل انهيارها من فنون ميكانيكية مستغربة ، وصناعات كهربائية مدهشة ، نتلقفها عنهم تلقف الجوعان المشغوف ، مستعينين في سيرنا الحثيث بوثبات الجد والطموح والاقدام والشغف والاهتمام التام - اذا فعلنا ذلك كله فسرعان ما نتملك ازمة الصناعة الحديثة ، وسرعان ما نستولى على  " مفتاح " العلم الصناعي وسرعان ما نكتشف " سر " العلم الفنى . واذا تملكنا كل هذا ، واستمددنا فى تقدمنا المنشود من النورين : نور علمنا القديم  " المختفى " وهذا النور الجديد الذي اوشك ان " ينطفى " - هناك نستطيع ان نكون بحق مشيدى يروح الحضارة القادمة

وهناك نتمكن من ان نصبح سادة العالم الهادين ، وقادته الراشدين ، كما كان اسلافنا الا ماجد ، بناة الحضارة الاسلامية الزاهيه وفى طليعة موكبهم المهيب الزاهر منقذ سفينة " البشرية " من تعاريح الضلال ، ومهاوى الانحطاط " سيدنا محمد " ابن عبد الله ، صلى الله عليه وسلم ،  ومن ورائه اسود الاسلام وسيوفه ، ومجومه ومصابيحه يتقدمهم العمران والخالدان ( ١)  والسعدان( ٢ ) ، ومن جاء بعدهم من الفاتحين البواسل كموسى بن نصير ، وطارق بن زياد ، بطلى الاندلس ، وكالمنصور بن ابى عامر وعبد الرحمن الغافقى ، بطلى الأرض الكبيرة(٣)  وكصلاح الدين الايوبي والمعتصم

العباسى ، بعالمى الشرق الادني ؛ وسوى هؤلاء الفاتحين من رجال "الفتوحات " العلمية كجابر بن حيان والبيروني ، وابن سينا والفارابى ؛ وابن حوقل والبلخى وابن بطوطة وابن خلدون ، وابن ماجد وابن فرناس وغيرهم من رافعى علم الحضارة الاسلامية من كل ندب همام ، اوقف نفسه ، وارخص نفيسه فى سبيل رفع منار ملته ، ففاز بالحسنيين ، وكان من الخالدين .      "كاتب " ٠

اشترك في نشرتنا البريدية