لقيني بالمدينة منذ أيام حاج قروي وفد من مصر فدار بيننا الحديث عن أمن الطريق واستدرجته فى ذلك فأبان عن أشياء رأيت أن أجعلها أساسا لقصيدة شعرية
الشوق أركبه الطريق مبكرا فضي مضي السهم سددوا نبرى
قطع الفدافد ما أحس ظلامة بل كان بين القاطنين مؤمرا
تقضى حوائجه ويسمع أمره ويرى حدود الشرع سيفا مشهرا
وينام ملء جفونه ما راعه حتى من الأحلام ما ينئ السكرى
حتى إذا الحادي تنبه سحرة شد الرحال على البعير وأسحرا
لله در مملك ما فاته تأمين من سلك الفيافي أو سرى
سار الزمان بذكره متحدثا والدهر أصدق شاهدا إن أخبرا
قد أمن الركبان فى أسفارهم وأخاف فى البيداء آساد الثرى
مشت العدالة فى الحجاز مخيلة ومضى كلام الله فيه معزرا
والعدل بند للملوك ومعقل والشرع كالجيش العظيم مظفرا
هي همة فى الفرقدين مقامها وعزيمة تمحو من الجبل الذرى
فشريعة الإسلام قد رضيت به لما رأته شهمها المتخيرا
سارت سفينتها بعون الله فالر بان أم بها الطريق النيرا
ما زال هذا الشيخ يسرى آمنا حتى رآى لذرى ( المدينة ) منظرا
فأهاجت الذكرى العيون فحدرت من دمعها ما شاء أن يتحدرا
ومشى على الترب المطهر خاشعا وسعى الى الحرم الشريف مكبرا
هذا مقال الشيخ عن أسفاره ما شابه حسن الخيال وغيرا
أزجى الحقيقة لم يوش جبينها وأشاد بالصنع الجميل وما افترى
والله إن شاء انتشار حقيقة ساق العباد لذكرها بين الورى
حكم أفلض بهن فى أقواله والشعر سجل ما أفاض وأشهرا
يا شيخ إني باعث ما قلته والشعر قد يحكى النسيم إذا سرى
ولربما مر القصيد على الربا ومضى على قمم الجبل وأوعرا
لم يثنه البحر الخضم بمائه ويسير فى الأقطار بعد معبرا
يا من سعيت الى الحجاز ويبتغي أن يجزل الله الثواب ويغفرا
طف بالتي نشر ) الحنيف ( بأهلها والعلم منها فى البلاد تفجرا
فإذا قضيت من ) المدينة ( مأربا وفعلت خير المكرمات محررا
فأفض وأنت متيم لفراقها وانزح على شوق الى أم ( القرى)
وتزور فى الجم الغفير ( المشعرا) فهناك تنهض ( للحطيم ) و ( زمزم)
فإذا قضيت بذى البقاع مناسكا وأصخت للدين الحنيف - بما يرى
ورجعت للوطن العزيز فادين هذي الرسالة للمقيم مذكرا
فلطالما رد المذكر من سها وهداه للنهج القويم مبشرا
