الحديث ذو شجون

Share

لقيني بالمدينة منذ أيام حاج قروي وفد من مصر فدار بيننا الحديث عن أمن الطريق واستدرجته فى ذلك فأبان عن أشياء رأيت أن أجعلها أساسا لقصيدة شعرية

الشوق أركبه الطريق مبكرا فضي مضي السهم سددوا نبرى

قطع الفدافد ما أحس ظلامة بل كان بين القاطنين مؤمرا

تقضى حوائجه ويسمع أمره ويرى حدود الشرع سيفا مشهرا

وينام ملء جفونه ما راعه حتى من الأحلام ما ينئ السكرى

حتى إذا الحادي تنبه سحرة شد الرحال على البعير وأسحرا

لله در مملك ما فاته تأمين من سلك الفيافي أو سرى

سار الزمان بذكره متحدثا والدهر أصدق شاهدا إن أخبرا

قد أمن الركبان فى أسفارهم وأخاف فى البيداء آساد الثرى

مشت العدالة فى الحجاز مخيلة ومضى كلام الله فيه معزرا

والعدل بند للملوك ومعقل والشرع كالجيش العظيم مظفرا

هي همة فى الفرقدين مقامها وعزيمة تمحو من الجبل الذرى

فشريعة الإسلام قد رضيت به لما رأته شهمها المتخيرا

سارت سفينتها بعون الله فالر بان أم بها الطريق النيرا

ما زال هذا الشيخ يسرى آمنا حتى رآى لذرى ( المدينة ) منظرا

فأهاجت الذكرى العيون فحدرت من دمعها ما شاء أن يتحدرا

ومشى على الترب المطهر خاشعا وسعى الى الحرم الشريف مكبرا

هذا مقال الشيخ عن أسفاره ما شابه حسن الخيال وغيرا

أزجى الحقيقة لم يوش جبينها وأشاد بالصنع الجميل وما افترى

والله إن شاء انتشار حقيقة ساق العباد لذكرها بين الورى

حكم أفلض بهن فى أقواله والشعر سجل ما أفاض وأشهرا

يا شيخ إني باعث ما قلته والشعر قد يحكى النسيم إذا سرى

ولربما مر القصيد على الربا ومضى على قمم الجبل وأوعرا

لم يثنه البحر الخضم بمائه ويسير فى الأقطار بعد معبرا

يا من سعيت الى الحجاز ويبتغي أن يجزل الله الثواب ويغفرا

طف بالتي نشر ) الحنيف ( بأهلها والعلم منها فى البلاد تفجرا

فإذا قضيت من ) المدينة ( مأربا وفعلت خير المكرمات محررا

فأفض وأنت متيم لفراقها وانزح على شوق الى أم ( القرى)

وتزور فى الجم الغفير ( المشعرا) فهناك تنهض ( للحطيم ) و ( زمزم)  

فإذا قضيت بذى البقاع مناسكا وأصخت للدين الحنيف - بما يرى

ورجعت للوطن العزيز فادين هذي الرسالة للمقيم مذكرا

فلطالما رد المذكر من سها وهداه للنهج القويم مبشرا

اشترك في نشرتنا البريدية