سأل الأستاذ الفاضل الشيخ عبد القدوس الانصاري صاحب مجلة " المنهل " الزاهية الزاهرة عن الوسائل التى تعانيها مديرية المعارف العامة فى المملكة العربية السعودية فى نهضتها الحديثة .. وحيث إن هذا سؤال جدير . بالعناية به
والاهتمام بشأنه ... فنقول فى جوابه قاصدين الايجاز والاقتصار على ذكر اكبر الوسائل الحاضرة : ان مديرية المعارف العامة تحاول نهضة علمية صحيحة دينية ودينوية وقد بذلت اقصى ما فى وسعها
من الجد والاجتهاد جاعلة الاخلاص شعارها والعمل النافع دثارها . وان طول التجارب ومزاولة الاعمال والنظر في عواقبها والتبصر في نتائجها نسبه المهتمين بشئون التعليم الحريصين على رفع المستوى العلمي
واحلاله المحل الرفيع اللائق به الذي يقصده العاملون بنصح واخلاص وارشدهم الى ان العلاج الوحيد لنشر العلم الصحيح هو اصلاح طرق التعليم وتقرير الكتب النافعة وتمديد زمن الدراسة والا تثار من فتح المدارس الابتدائية والثانوية والعناية الشديدة بتقوية طلاب المدارس الابتدائية والثانوية وتطبيق النظم الموافق عليها من المقامات العالية والتفتيش الصحيح .. فهذه امور مهمة وقواعد كلية للاصلاح التعليمي يجب تطبيقها والتزامها لانها اهم قواعد الاصلاح ، ونشير
في هذا المقال الى بعض فوائدها على طريق الايجاز والاختصار فنقول :
اصلاح طرق التعليم
اما اصلاح طرق التعليم فهو امر مهم جدا فكم رأينا عن انسان لديه علم كثير واطلاع واسع ومع هذا يقل الانتفاع بعلمه لعدم اتقانه طريق التعليم وعدم معرفته بافهام الطلاب وما تقبله اذهانهم من المسائل وتدركه عقول لهم من المعاني باسرع وقت وادنى اشارة . وراينا من هو اقل علما منه ينتفع الطلاب منه بمدة وجيزة لحسن بيانه ومعرفته بما يأتي وما يذر ، فينشط تلامذته وتقوى عزائمهم ويفوزون بالنجاح السريع . لهذا اهتمت مديرية المعارف بهذا الامر المهم وسعت في جلب اساتذة من ذوى الخبرة والمعرفة بطرق التعليم وستوزعهم فى المدارس الابتدائية والثانوية .. وستنهض بهم المدارس نهضة علمية على اساس قوي تحمد عقباه ، بحول الله
الكتب الدراسية
وأما الكتب الدراسية التى يقرر تدريسها فى المدارس الابتدائية والثانوية والاقسام العالية فلا بد من ان تكون من الكتب المحررة الصادرة عن علماء ثقاة قد اتقنوا العلم الذي صنفوا فيه فهم يضعون المسائل فى المواضع اللائقة بها ويذكرون ما يحتاج اليه من شرط وتقييد وما تدعو الحاجة الى ذكره من دليل وتعليل فهم فى اعمالهم على بصيرة علمية .. وقد لاحظت مديرية المعارف العامة ذلك واختارت للتدريس جياد المؤلفات المحررة الواضحة المبسوطة بعض البسط .. ولهذا مددت زمن الدراسة واطالت مدته بالزمن الكافي وألزمت الاساتذة بتكميل المقرر ولا يترك منه مسألة واحدة في جميع الفصول والمقررات لئلا تكون معرفة التلميذ ناقصة مبتورة . . وكما ان مديرية المعارف العامة اهتمت اهتماما شديدا باصلاح الكتب الدراسية كذلك بذلت غاية الاجتهاد فى اختيار الرجال الكفاة الذين يتولون مهنة التدريس فاختارت لكل فن من فنون العلم من يكون متخصصا فيه متاهلا لتدريسه وتعليمه .
تطبيق النظم
واهتمت مديرية المعارف العامة بتطبيق النظم الموافق عليها من المقامات العالية لان الاخلال بذلك يحدث الفوضى والاضطراب ويعوق سير المعلمين والمتعلمين لأن الاختلاف والمخالفات اعظم صاد عن العلم ومانع من الاجتهاد
فى تحصيله .. ولأجل هذا وامثاله كثرت المعارف عدد المفتشين الامناء والزمتهم بالتحقيق والتدقيق عن سير المدارس فى جميع المملكة .
التفتيش
ولا يخفى ان عمل التفتيش بالمعارف من اهم الاعمال التى تسير بها الى الأمام لاسيما فى هذا الوقت الذي كثر فيه فتح المدارس الابتدائية والثانوية ليلية ونهارية وصار للناس رغبة شديدة فى التعلم مما يؤذن بسعادة البلاد والعباد .
ولقد اهتمت مديرية المعارف بالامور الدينية اهتماما عظيما فى جميع مراحل التعليم ولهذا طلبت عددا كثيرا من اساتذة كليات الازهر الثلاث للتعليم فى مدارسها الثانوية بمكة والمدينة والطائف وعنيزة كما انها ستطلب من مصر اساتذة لتحضير البعثات وفروعها فى مكة والمدينة والاحساء وأبها يتولون تدريس العلوم الدينية مع زملائهم الجامعيين القائمين بتدريس العلوم الدنيوية .
مدرسة حفظ القران
ولما رأت مديرية المعارف قلة حفاظ القران الكريم عزمت على فتح مدرسة لقراءة القرآن بالقراءات السبع مع حفظه وتجويده وفهم معناه وستفتح فى فى أول هذا العام مدرستين لذلك احداهما بمكة والأخرى بالمدينة وستجتهد لفتح ثالثة بعنيزة ينضم اليها من له عناية بحفظ كتاب الله ورغبة بتجويده من اهل نجد
مدرسة تحسن الخطوط وغيرها
ومما لاحظته مديرية المعارف في اكثر الطلاب ضعف الاملاء ورداءة الخط فلهذا عزمت على فتح مدرسة لتحسين الخطوط وتعلم الكتابة بالالة الكاتبة بانواعها .. كما انها عزمت على فتح مدرسة صناعية هامة بجدة وقد اخذت باسبابها والسعى فى تحصيل ادواتها .
كليتا الشريعة واللغة العربية
ومن اهم ماقررته فتح كليتي الشريعة واللغة العربية فى مكة المكرمة ولا شك ان كلية الشريعة فى حرم الله ستزيل الازمة القضائية وتكثر العلماء الوطنيين الاقوياء وتسير بطلابها سيرا علميا منتظما بحول الله تعالى .
وكل ما ذكر في هذا المقال الموجز قد حصلت الموافقة عليه من جلالة المعظم وسمو ولي العهد وسمو النائب العام . . ادام الله لهم السعادة والسيادة
