تراجم إسلامية، العلامة السيد ثابت بن فيض العلوي النمنكاني

Share

الدعوة السفلية التى انتشرت في العالم الاسلامى مطالبة بالعودة الى الدين الصحيح وترك البدع والخرافات ، كان لها فى كل قطر اسلامى داعية أخلص فى سبيلها                                         وكافح من أجلها اشد الكفاح . . ففى                                         الجزيرة العربية كان الشيخ محمد بن                                         عبد الوهاب ، وفى الشمال الافريقى كان                                         السنوسى ، وفي مصر كان الامام محمد عبده .                                         وفي آسية الوسطى الاسلامية كان لها داعية                                         أيضا لكنه غير معروف الا عند قلة من                                         الناس . .

هذا الداعية المسلم هو السيد ثابت بن فيض العلوى النمنكانى وهو من اسرة علم وفضل تنتمى الى محمد بن على بن ابى طالب الشهير بابن الحنفية . وقد كانت أسرته تتولى مشيخة الاسلام فى فرغانة وما وراء النهر ، فكان والده السيد فيض شيخا للاسلام وكذلك جده أولغ بن سليمان، وسليمان بن ذاكر ، أما ذاكر فكان أحد اعلام عصره ، وكان يلقب بمفتى الثقلين ، وكان آخر من تولى مشيخة الاسلام من هذه الاسرة هو السيد (( ثابت ))

مولده :

ولد بمدينة نمنكان في اقليم فرغانة سنة

١٢٨٣ هجرية ، ونشأ في جو دينى صوفى وكان أول أستاذ له هو السيد يحيى بن فيض أكبر أخوته فدرس عليه القرآن ، ومبادئ الدين ثم ارتحل عن نمنكان وهو لا يزال صغيرا الى مدينة خوقند ، حيث درس على اشهر علمائها ثم عاد الى مدينته حيث جلس للتدريس فيها فترة من الزمن .. غادرها بعد ذلك الى المدينة المنورة فنزل على بعض أقاربه فيها وهناك درس على بعض علماء المدينة فى الحرم النبوى الشريف وطابت له الاقامة فى المدينة فأشترى له منزلا فيها وعزم على استيطانها . . ولكن نظر حوله فوجد ان عودته الى موطنه أجدى لا لشئ الا لأن هناك من هم في حاجة اليه

كانت البدع والخرافات بين سكان فرغانة وما وراء النهر تنتشر بشكل مريع . . والقوم في حاجة إلى من يرشدهم ويدلهم على الطريق الصواب .

وعاد السيد ثابت الى نمنكان وشرع يدعو الى التمسك بالسنة وترك البدع فلقى مقاومة شديدة من جهة العلماء الذين أخذوا يحاربونه كما حارب أمثالهم الدعوات الاصلاحية في البلدان الاسلامية الاخرى .

ولكن ذلك لم يفل من عزمه . . فمضى فى سبيله واستطاع أن يجمع حوله مجموعة من الذين فتح الله على قلوبهم فأتخذهم تلامذة له ، وقد تخرج على يده - كما يقول الشيخ حامد مرزا في مقدمة الفتح - مئات من العلماء النوابغ ، وذاع صيت السيد ثابت وتجاوز منطقته فشمل آسية الوسطى بأجمعها ، وفي تلك الفترة كان الشيوعيون قد سيطروا على المنطقة فهالهم ما للسيد

ثابت من مكانة فى النفوس فأخذوا يحاربونه ويكيدون له ، وثبت الرجل القوى لهم يفضح ألاعيبهم، ويدعو الناس الى مقاومتهم، وأخيرا اعتقلوه عله يتراجع ويستكين لهم، ولكن دون جدوى فقد مضى يقاومهم بعنف المسلم المؤمن الغيور على عقيدته ودينه .

وللسيد ثابت بن فيض مؤلفات عديدة منها

١ - بشارة النجاة فى اشارة الصلاة ٢ - تجهيز الاموات . ٣ - كشف النقاب عن مسألة الحجاب

كما قام الشيخ حامد مرزا الفرغانى وهو من أخلص تلامذته بجمع فتاواه ونشرها مع اضافات من لديه فى كتاب قيم يقع فى مجلدين أطلق عليه : (( الفتح الرحمانى فى فتاوى السيد ثابت أبى المعانى )) ، وقد طبع الكتاب بمطبعة دار الجهاد بالقاهرة ، سنة ١٩٦٢ الميلادية واشرف على طبعه وتصحيحه نعمان محمد طاشكندى  . والفتاوى تدلنا على الثقافة الدينية واللغوية الواسعة التى كان يتمتع بها السيد ثابت.

وقد توفى السيد ثابت فى سنة ١٣٤٦ الهجرية وخلف من الابناء أنسا ، وأعظم ، وسالما ، ومن البنات سيدة وسعيدة وبريرة وحفصة .

هذه نبذة عن حياة أحد أعلام المسلمين في العصر الحديث استفدت فى جوانب منها من مقدمة الفتح الرحمانى للشيخ حامد مرزا .

اشترك في نشرتنا البريدية