تطورنا الصحفى فى ربع قرن

Share

( هذا هو العنوان الذى ارادني الاستاذ الانصارى ان )

اكتب مقالا حوله لاساهم به فى اخراج العدد الممتاز من مجلته المنهل ومع ان الكتابة فى موضوع يفرض على الكاتب فرضا قد لا يجعله يوفيه حقه من البيان لانه يكتب عن فكرة لم تكن وليدة حسه فانى ارجو من حضرات القراء ان يتجاوزوا عما فى مقالي هذا من ركاكة أوقصور أو خروج عن الموضوع )

ليس من شك فى ان هذه البلاد التى أخذت تتدرج فى مدارج الثقافة  الحديثة بخطى ثابتة قد كان لها نصيب لا باس فيه فى الحياة الصحفية فكانت  بذلك قد آدت شيئا من مهمتها وسايرت الامم المجاورة على قلة انتاجها وضعفه . ومع ان جريدة البلاد السعودية ومجلة المنهل فى مكة علاوة على جريدة ام القرى وجريدة المدينة المنورة وغيرهما قد سدت جميعها الثغرة التى كانت مفتوحة  فى بناء حياتنا الصحفية فاننا لا ننكر أننا لم نبلغ بعد الشأو المقصود من الصحافة واننا لم نزل منها فى دور الحبو المتأرجح بين النهوض تارة والسقوط تارة أخرى ، والسبب فى ذلك كما يبدو ان الثقافة الصحفية عندنا محدودة فى نطاق ضيق خامل وان بعض الكتاب الذين اعتادوا الكتابة فى كل تلك الجرائد انما يكتبون بمداد اقلامهم لابدماء قلوبهم أودموع أماقهم . . يكتبون ليملأ واحقول الجريدة بمقالاتهم وقصائدهم ، لا ليملأ و حقول النفوس بما يفيدها خلقيـ  واجتماعيا أو علميا وأدبيا أو سياسيا واقتصاديا .

اننى لا أريد كما يبدو أن أشهر بانفسنا او اغضب اخوانى الكتاب ، ولكن هى الحقيقة المرة اقولها والاسف يملا جوانحى ، لاهيب بشباب الامة كى ينهضوا للاخذ بيد الصحافة والسمو بها الى المكان اللائق بها فى افق سؤددهم ومجدهم : إن الصحافة هى رمز حياة الامة ولسان الشعب والمرأة التى تنعكس على صفحاتها

صور نفوس الافراد والجماعات . فاذا كنا لانعبا بهذه الناحية فى حياتنا فاننا قد اهملنا الشق المهم منها وحكمنا على انفسنا بالركود والجمود ، إن صحفنا الحالية وان كانت تعد بمثابة حركة انتقال وضئ بين عهد الجمود الفكري الذي كانت البلاد ترزح تحت نيره زمنا غير قصير ، وهذا العهد الذى أخذت العيون تتفتح فيه على بصيص من العلم والحرية فانها وان لم تؤد المهمة الجسيمة المطلوبة منها بالصفة المرجوة فانها قد قامت ( مشكورة )  ببعض الواجب ففتحت بذلك الباب من لمن يريد الولوج منه الى جو أرحب وحقول اخصب .

إننا لا نريد أن تكون فى بلادنا الف صحيفة وصحيفة ولكنا نريد أن بخون فيها الف كاتب وكاتب والف فكرة وفكرة والف سياسي وسياسي ليقوم كل واحد منهم بدوره بملء صفحات جرائدنا المعهودة بما يغذي الارواح ويهذب النفوس ويصقل صفحات العقول فيجعل من أناسنا - قوما آخرين يسيرون مع ركب القافلة المغذ في سيره فيبنون لامتهم صرح عزهم ويسيرون مع الامم امثالهم جنبا الى جنب .

يقول المتفاخرون منا بامجادنا الغابرة : إن اجدادناهم أساتذة الحضارة العقيدة وان اوائلنا قد دوخوا العالم فملكوه من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه ونحن نقول : كان الأولى بنا بعد أن اضعنا ذلك الماضى المجيد ان لا نفخر به بعد ان تقاعسنا وأخذه الفرنجة من أيدينا فاحاطوه بعقول نيرة وعزم لا يعرف الكلل وشكيمة لا تعرف الوهن قاستا ثروا بما استأثر به اجدادنا من قبل وقبعنا تحت أستار الجهالة التى رضينا بان نسد لها على وجوهنا حبا فى الراحة والبطالة ، ننظر اليهم بعين الكبرياء ونقول : إنهم لم يأتوا بالجديد وان اجدادنا قد سبقوهم اليه من قبل . . السنا ياسادتى القراء قد تجاوزنا حدودنا وانكرنا انفسنا ؟ أو لم يكن من واجبنا أن نذكر قول شاعرنا الحكيم :

ان الفتى من يقول ها أنذا      ليس الفتى من يقول كان ابي

اظنكم تقولون معى : نعم ! ولكن أترانا نقول ما لا نفعل ؟ ام اننا ان شاء الله فاعلون ؟

اشترك في نشرتنا البريدية