وفى الظهران اختيرت كثيرا من الرسوم والصور الفتوغرافية التى أخذت لهذه المنطقة الساحلية من الجو ولم يلفت نظرى أو يسترعى اهتمامى فى كل ذلك الا نقطة واحدة رجحت ان تكون موطنا للانسان الذى عاش فى هذه المناطق فى العصر الحجرى - اى قبل البرنزى - وانه ربما وجد بها بعض آثاره ومخلفاته . وكانت هذه النقطة هى نقطة جبل مدره (١) ( MUDRA )
وهو على بعد قليل شمال منطقة الظهران . فتوجهت اليه وصعدت الى قمته التى ترتفع عن سطح البحر (٤١٠) اقدام وبه صخرة واسعة كالمصطبة أو كالسطح تشغل مساحة كبيرة من الجبل ، ولا يبعد أن تكون هذه المصطبة بشكلها الحاضر المطلة محلات بعيدة ، ناديا لاجتماع جماعة من الانسان الذى كان يعيش على صيد الحيوانات . ووجدت كذلك فوق الجبل فى نقاط مبعثرة بعض آكام ترابية كالقبور ، وحجارة براقة تلفت النظر . وبقيت اياما هناك اجمع من تلك الحجارة ما ارجح أن يكون اثرا من آثار اهل القبور أو الروابى الترابية أو يكون آثار رجال (الاشيلين) ( ACHEULEUN ) الذين كانوا يجوبون اراضى الجزيرة العربية قبل المسيح بمائة الف عام ؛ وكانت تلك الحجارة تشبه الاسنان أو النوى واشياء اخرى مهملة الا انها ذات قيمة فنية كبيرة وقد رآنى بدويان حدثان وانا اجمع الحجارة باستغراب كبير ثم تقدم احدهما واخذ يلتقط لى حجارة ويقدمها الى ، فكنت اردها بتحريك يدى لتفاهة ما يقدمه الى واخيرا قدم لى كمية فيها ما يستحق الدرس والاختبار واخذتها منه ووضعتها فى الكيس وعندئذ انفجر الاثنان بضحكة بدوية عالية وانصرفا وهما يقولان : (( ما شاء الله )) (( ما شاء الله )) . . .
