العام الدولى للكتاب (١٩٧٢)
صادف المؤتمر العام لليونسكو على القرار باعلان ١٩٧٢ عاما دوليا للكتاب . وقد أوحت اجابة أحد موظفي سكرتارية اليونسكو البارزين الغرض من تنظيم ذلك العام وأهدافه وغاياته ومراحل نموه فيما تنقله للقارئ لسبر غوره والاسترشاد به
اذا ما دخل الانسان احدى المكتبات بمدينة كبرى كنيويورك او كوبنهاجن او باريس فان ما يلفت نظره فورا هو ضخامة كمية الكتب الموجودة بها في كل الموضوعات تقريبا ، ويبدو أن هناك تخمة في الكتب وليس نقصا فيها . والواقع أن ٧ دول : فرنسا ، ألمانيا الاتحادية ، اليابان ، أسبانيا ، الاتحاد السوفياتي ، المملكة المتحدة ، الولايات المتحدة الامريكية ، تنتج ٥٠ % من جميع الكتب الجديدة التى تصدر في العالم مع ان هذه البلاد تمثل أقل من ٢٠ % من سكان المعمورة ، أما أفريقية و آسية وأمريكا اللاتينية وبها ٨٠ % من سكان العالم ، فانها تنتج معا أقل من ٢٥ % من الكتب الجديدة ، وبعبارة اخرى فان آسية التي تضم اثنتين من اكبر الدول انتاجا للكتب - اليابان والهند - تنتج في المتوسط كتب جديدة لكل ١٠٠.٠٠٠ نسمة في حين تنتج أفريقية ٥ ر ٢ وأمريكا اللاتينية ٥ ر ٧ ،
ويجتاح العالم اجمع اليوم نهم هائل الى المادة المطبوعة ، أى الكتب ، بل يستطاع القول بأن هذا النهم كثيرا ما يتخذ شكل المجاعة في العالم النامي الذي يشكل أربعة أخماس البشرية .
وبالنسبة للبلاد الصناعية قد يسد التلفزيون والافلام والاذاعة هذه الحاجة إلى حد ما عن طريق بث الاخبار والمعلومات العامة وتنوير الاذهان وما الى ذلك .
أما في العالم النامي فهناك أسباب عملية واضحة تدعو الى تفضيل الكتاب ، فهو يحمل لأى مكان ولا يحتاج الى التيار الكهربائي أو البطاريات أو أية أجهزة أخرى . وعلى حد قول الكاتب الفرنسي روبيراسكاربي : لا يزال الكتاب أبسط وأرخص وأنجع وسيلة للاتصال
اخترعت حتى الآن ، وهو لهذا عماد عملية التطور بأسرها .
أما عن مسألة الثمن . . فان باستطاعة الناس شراء الكتب خاصة والدخول الفردية منخفضة ، فهذا لا ينطبق على مناطق كثيرة من العالم ، وقد قيل : ان ثمن كتاب الجيب يجب ان لا يزيد على أجر العامل في الساعة . فحينما تيسر هذا فبامكان القارىء أن يشترى وبطبيعة الحال هناك وسائل أخرى للقراءة خلاف شراء الكتب . فهناك مكتبات عامة ومدرسية وان كانت هذه الاخيرة تفتقر إلى المال والموظفين المدربين لادارتها . وفي المدارس تحاول السلطات المدرسية توفير الكتب الدراسية مجانا بصورة عامة بالرغم من فداحة هذا العبء على معظم الميزانيات . فاذا استطاع العام الدولى للكتاب أن يشجع على تأليف الكتب التى يحتاجها الناس - وهذا يعنى ايضا معرفة ما يريدون على وجه التحديد وان يوفرها لهم ، سواء مجانا عن طريق المكتبات أم بأسعار في متناولهم ، فانه يكون قد فعل الكثير للحيلولة دون العودة الى الأمية . ان شعار العام " كتب للجميع " : يعنى ما ينادى به . فالناس يقرؤون متى وجدوا الكتب والدوريات التى يرغبون فيها .
وفيما يتصل بالجزئيات التى تعانيها صناعة النشر في العالم النامى ، فقد حدث تقدم ملحوظ في تقنيات الانتاج والتوزيع وهذه تسمح الآن بانتاج كتب قيمة بتكاليف قليلة وبوضعها في متناول جمهور كبير من القراء . وأنا لا اقصد فقط كتب الجيب التي أحدثت أول " ثورة في الكتاب " ، بل اشير الى الجمع والإستنساخ الفوتوغرافي وهو مع
طبعات كبيرة ورخيصة ، بل ويسمح ايضا بانتاج كميات صغيرة تفي بحاجة السوق من المؤلفات التقنية والمتخصصة ، وهذه المعدات متوافرة في معظم المناطق النامية او يمكن ان تتوافر بها ، وتبقى مشكلة تدريب التقنيين على تشغيل المعدات وصيانتها .
مزيد ومزيد من الكتب للقلة
ظهر الاحصاء السنوى لليونسكو لعام ١٩٦٩ م ومنه يتضح ان ٤٨٧.٠٠٠٠ كتاب قد انتج في عام ١٩٦٨ أى بزيادة نسبتها ٧٠ % في ١٣ سنة ، وقد نشرت أوروبة التى تضم ١٣ % فقط من سكان العالم أكثر من ٤٤ % من مجموع هذه الكتب . أما افريقية التى تضم ١٠ % من السكان فلم تنشر سوى ١,٦ % منها بينما نشرت آسية ٥ ر ٢٠ % وهي تضم ٩ ر ٥٥ % من السكان . وفي عام ١٩٦٨ م كانت نسبة انتاج أمريكا الشمالية ٤ ر ١٤ % أى بنقص بنطين عن عام ١٩٦٧ م في حين ان الاتحاد السوفياتي انتج ١٥,٦ أى بزيادة بنط واحد عن عام ١٩٦٧ م بالرغم من انه كان دون الذروة التى بلغها عام ١٩٦٠ م
. وكذلك الحال بالنسبة للصحف
وفيما يتعلق بالصحف ، تأتى السويد في المقدمة بما يقرب من ٥١٨ صحيفة لكل ألف نسمة . وتنتج اليابان ٤٩٢ صحيفة للألف . أما بريطانيا التى كانت في طليعة العالم بعدد قدره ٥٧٣ صحيفة للألف فقد تراجعت الى ٤٦٠ في حين تنتج جمهورية ألمانيا الديمقراطية ٤٤٥ ، وتنتج كل من النرويج وهولندا ونيوزيلندا والانحاد السوفياتى حوالى ٣٠٠ صحيفة للألف وينتج عدد كبير من البلاد الاوروبية حوالى ٢٠٠ صحيفة .
أما في البلاد الأخرى فان ضآلة عدد النسخ يدعو للأسى . فباكستان تنتج ٦ صحف لكل ألف نسمة وسيلان ٤٤ وماليزيا ٧٥ ، وفي أفريقية تنتج جزيرة موريس ٩٦ صحيفة للألف وداهومى أقل من صحيفة للألفين ومالى ٠,٦ للألف . وقد نشرت بوتسوانا صحيفتها الاولى فانخفض بواحد المجموع الكلى السابق لعدد البلاد التى ليس بها صحيفة يومية وقدره ٤٤
. . وماذا عن الراديو والتعليم :
تستحوذ الولايات المتحدة الامريكية وحدها على نصف عدد أجهزة الراديو في العالم البالغ مجموعها ٧٦٤ مليون جهاز .
و ٣٨١ جهاز في الارجنتين وأورغواي أما في آسية فيتراوح هذا العدد بين أربعة أجهزة في بهوتان و ١٠٧٥ جهازا في البحرين - أي أربعة أضعاف هذا العدد الخاص باليابان .
ويبلغ هذا العدد بالنسبة لأفريقية ٤٩ جهازا في كينيا و ٥٧ جهازا في المغرب و ١٠٤ في جابون .
وتشير الحولية أيضا إلى أن المجموع الكلى لتلاميذ وطلبة مراحل التعليم الثلاث قد بلغ ٤٥٠ مليونا في عام ١٩٦٧ أى بزيادة قدرها ١٥ مليون بالمقارنة مع عام ١٩٦٦ ، ويتوزع هذا العدد على النحو التالى :
٣٢٠ مليون تلميذ في المرحلة الابتدائية وأكثر من ١٠٠ مليون طالب في المرحلة الثانوية ومن ٢١ الى ٢٢ مليون طالب في التعليم العالي .
أما المجموع الكلى للطالبات - وهو أقل من ٢٠٠ مليون طالبة - فهو لا يمثل مطلقا نصف مجموع الطلبة والطالبات في العالم ، وتزداد هذه الشقة في البلاد النامية ، فالطالبات لا يمثلن الى الآن في آسية وأفريقية أكثر من ٣٨ % من المجموع الكلى للطلبة ذكورا وأناثا .
