(الى تلك الروح المرفرفة في عالم الحقيقة والى ذلك (الملاح التائه) أقدم هذه الباقة الشعرية تحية إكبار وإعجاب)
عبق يفعم النفوس شذاه ويثير الهوى عبير صباه
شاع فيه الجمال واتسق الفن وفاحت بعطره دفناه
واستفاضت به ينابيع فكر عبقرى الخيال ضاح سناه
ينظم اللفظ جوهرا ويصوغ الشعر خمرا تهفو عليه الشفاه
جال فيه النهى يتيه ويصحو فى سطور لها وميض ولمح
كللتها الرموز من كل معنى فيه من عالم الحقيقة روح
حملت قلب شاعر عطر الدنيا شذاه وهزها منه صدح
تاه فى لجها فهل ادرك (الملا ح) فى تيهه من الحق صبح ؟!
لحظة ، شاعر الجمال اناجيك بألحانك الرقاق العذاب
ورويدا ، أجلو عليك صبا بات غرامي وذكريات شبابي
قف أبث الهوى عواطفك الحــ رى وأجلو عليك كأس شرابى
أنت علمتنى منادمة الرو ض وأغريت بي هزار الروابى
قلم في يديك جلى على الرسـ ــم وأزرى بريشة الفنان
صور النفس فى مشاعرها العلياء واستنطق الهوى والأمانى
وجلاها عواطفا واحاسيسا وسالت على شباه المعاني
تجد الروح فى قصيدك نجوا ها فتشدو بمطربات المثانى
قلم فى يديك أم وتريشدو على مسرح الحياة طروبا ؟ !
وقواف تصوغ ام درر غرا ء تستأسر النهى والقلوبا ؟ !
هى انشودة الشباب والحا ن الأماني غناءها والنحيبا
تتطبي الفتى ويلهوبها الشيــ ــخ وتصبى الرشيقة الرعبوبا
أدب يسحر النفوس فما تنفك فى قبضة التعجب أسرى
وخيال يكاد ينفذ فى الأعماق من مخبأ السريرة سترا
لست أدرى وقد تعالى به القو م هتافا ورددوا لك شكرا
أرحيق سكبت ؟ ام سحر القوم فهم يحتسون شعرك خمرا ؟
أيها الشاعر المجيد رويدا نقص حق الوفاء فيك رثاء
شد ماروع القلوب بك الناعى ورج الحجي وغال الذكاء
قد لعمرى أثرت فى كل نفس حزنا قرح العيون بكاء
ريع قلب الفنون فيك بيان عبقرى شاء النجوم سناء
إيه يا شاعر الخيال وغريـ د المعانى وطيرها الصداحا !
يا نديم النجوم والليل والبدر سلاما معطرا فواحا
لو ترى كيف اصبح الأفق الساجي كئيبا وكان يندى سماحا
طويت بهجة السماء وغارت أنجم كنت بدرها اللماحا
ذقت طعم الحياة فى شعرك الحلــ ــو وابصرتها تفيض ضياء
وهفت بى الى رحيقك نفس اوشكت تلفظ الحياة ظماء
وجدت فى قربضك ، الأمل الزا هى وفى نفسك الضحوك، الرجاء
فمشت تنثر الزهور على الأر ض ورفت على السماء غناء
جازان
