الادارة المغربية في مطلع القرن السادس عشر
يتعرض المؤرخ المغربى الكبير ليون الافريقى ( محمد حسن الوزان الفاسى ) الى أحوال الادارة المغربية فى مطلع القرن ١٦ فيذكر ان الملك كان - اذا تمت له البيعة - يختار وزيرا تكون له من الاجرة ثلث أجرة الملك ، ثم يختار كاتبا وخازنا وأمينا للقصر ، ويعين قوادا لجيش الفرسان ، وهؤلاء ( أى جيش الفرسان ) يشكلون الحرس الخاص للملك ( الحرس الملكى الآن ) ثم يعين على رأس كل مدينة عاملا يتكلف بجمع الضرائب وصرفها على شؤون المدينة وحاجياتها وبالاخص فى تكوين جيش من حيث متطلباته وأسلحته ليكون هذا الجيش على أتم الاستعداد كلما طلبه الملك .
والملك هو الذى يعين القواد على سكان الجبال وعرب السهول ، وهؤلاء الحكام عليهم مسؤولية جمع الضرائب وضبط الشؤون العامة للادارة .
والملك يقوم بتعيين جماعة من القادة يرافقونه فى جميع الاحوال والمناسبات ويكلفهم الملك بالسهر على الاعتناء بقوات الفرسان سواء من حيث المحاربون أم من حيث الخيول ( اى فيما يتعلق بجميع اللوازم ) .
أما الذين يكلفون بخدمة مصالح القصر فجميعهم كانوا عبيدا نصارى ( من المأسورين ) توضع فى أرجلهم سلاسل من حديد ويسهر على أمرهم قائد خاص .
وهناك رئيس التموين الذى يتكلف بخدام المطبخ وطعام القصر وكذا مؤونة الجيش . وأمين القصر هو الذى يرجع اليه النظر فيما يخص حاجيات أسرة الملك . والملك هو الذى يعين رئيس البريد الذى تحت أمرته عدد من الفرسان وذلك لتنفيذ أوامر الملك ، ويعين الملك ايضا رئيس الشرطة السرية الذى يساعده فى مهامه عدد من الرجال ، مهمتهم اطلاع الملك على أحوال البلاد سواء فيما يتعلق بالاحداث أم فيما يرجع للاوامر التى أصدرها الملك هل نفذت أم لا ؟
وللملك حاجب خاص يكلفه بالسهر على الطابع الملكى ( خاتم الدمغة ) ، والحاجب هو الذى يملى على الكاتب أوامر الملك ، ويطبع عليها ثم يدفعها بعد الكتابة الى من تهمهم شؤونها .
وهناك أيضا رئيس الحفلات والتشريفات الذى ينظم المقابلات مع الملك ويعين الاشخاص الذين يحضرون مجالس الملك فى أماكن جلوسهم وكذا أثناء المحادثة مع الملك .
هذه بعض الملامح عن تنظيم الادارة المغربية خلال مطلع القرن السادس عشر ، أوجزناها مما وقع فى أيدينا من مخطوطات ووثائق تتعلق بتاريخ المغرب ، وفى بحث قادم سنطلع القارئ الكريم على جانب آخر من جوانب تاريخنا حيث سنتناول بالبحث الناحية الاقتصادية والثقافية على عهد المنصور الذهبى .
( الرباط - المغرب الاقصى )
