لست اريد اليوم الا أنقل لشباب الجزيرة ما نشرته ) النصر ( السورية فى احد اعداد شهر رمضان . . قالت :
كلنا جنود
اننا بحاجة لأكثر من كلية عسكرية واحدة وأن نسوق الناس سوقا إلى الجندية والكليات العسكرية . .
اننا بحاجة إلى اعصاب وشباب يحملون هذه الأعصاب . . ويجب ان نخلق من كل مدرسة ثكنة ومن كل صف فرقة فتكون المدارس جميعا ينابيع فياضة تصب فى نهر كبير عجاج هو الكلية العسكرية . . وما نحن بحاجة إلى مثل ذلك مثلما نحن عليه اليوم . . دول طامعة وافعوان صهيوني جاثم مازال يلعق اطراف شفتيه من الفريسة الأولى وفي نفسه نهم إلى التهام البقايا . هذه البقايا المتفككة المبددة التى إذا لم تلتئم فى يد صناع ماهر وإذا لم تكن كل بقية منها ذات حياة وقوة وأيد تمكنها من تحطيم رأس هذا الأفعوان - على الاقل - حينما يحاول التسلل إلى ارضها فقل على ارض العرب والعروبة السلام . . علينا أن نتقن صناعة القتل لنثأر لكرامتنا ولأعراضنا . . بل للذود عن حياضنا . . ولنكون غالبين فى الممعان فليس أذل لامرئ من أن يموت رخيصا . . وليكن رمزنا دائما جنود يتقنون صناعة الموت
نيات الصهاينة
هنالك انباء تفضح نيات الصهاينة وتكشف عما يضمرون لهذا الشرق
ربي من استغلال واستثمار ومهاجمة ومفاجأة من استعدادات حربية وتنظيم جيشهم وتزويده بمختلف الاجهزة الحديثة وتضخيم موازنتهم الدفاعية وتلبية شعبهم إلى الحذر والتحضر مما لا يدع مجالا للاطمئنان والسكون . . و . إذا استطاعوا إقناع اميركا بجعل تل ابيب مركز النشاط الاقتصادى تمكنوا من بسط سيطرتهم العسكرية عن هذا الطريق . . فليس أمام العرب إلا تسخير كل ما فى الايدى من مال وشباب ونساء وغذاء للجيش . . وعلى اولئك الشباب الذين كانوا يرفعون حناحرهم بتأييد الجيش ودعم الاستقلال أن يبرهنوا على رجولتهم فيقذفوا بانفسهم في الكلية العسكرية ليذوقوا حلاوة رفع البندقية ولذة اطلاق النار وسمو العزة العسكرية وفحولة الرجولة فيها .
وقد قال بسمارك . . لن ننتزع شيئا بالخطابات ولا بقرارات الأكثرية ولن تحل قضايانا باللجان والمؤتمرات ولكنها تحل بالدم والحديد . .
تجنيد مختلف قوى الأمة
تضطرم الخواطر فى نفسي حين أفكر فى موضوع الجندية . . أو حين يندى المداد على القرطاس . . وتكاد تنعدم من نفسي اية عاطفة انسانية . . حتى لأكاد ان امسك بتلابيب كل سائل قوى وما اكثرهم ليدفع به إلى باب الثكنة ليكون جنديا مدربا . . أو حتى . . لأتخيل أن كل الشباب العاطلين - وما أكثرهم - ! يجب ان يزج بهم إلى الجندية ليتذوقوا طعمها الشهى الهنى فتصير بعدا كتمال رجولنهم شغلهم الشاغل وحبيبهم الاول عندما يشعر احدهم انه عضو فعال فى الدفاع عن الوطن ضد كل عاد وغاز ومغير وطامع . . حتى إذا ما وثبوا وثبة جديدة ، على اسرائيل كانت لهم الغلبة والظفر والنصر .
الحث والمعنوية
ومن واجب التحريض والحث والتشجيع والتنبيه إلى ما عند الغير كي يكون لنا فى ذلك قدوة لنتمثل بالغير القوى . . فاذا كنا نغتبط بالميزانيات الضخمة التى ترصدها الدول العربية المجاورة للجيش والسلاح . . وإذا كنا نغتبط لفتح
اربع مدارس عسكرية جديدة فى سوريا . . واذا كنا نفرح للتجنيد الاجباري والتعليم الأجبارى فى سوريا ومصر . . وللضريبة التصاعدية فى سوريا . . فانه لمن دواعي سرورنا جميعا اهتمام وزارة الدفاع بالتجنيد واغراؤها الشعب بالوسائل الممكنة المادية والمعنوية لجعل الاقبال على الجندية اوسع نطاقا . . فتشجيع الحكومة فى هذين السبيلين امر ملموس واقعي
أول زيارة رسمية لسمو الامير مشعل للمدرسة العسكرية
لعمل جيش قوي لجب ينبغي أولا ) عمل ( ضابط . . وهذه الكلية العسكرية بالطائف التى كانت بالامس منضمة على بضعة عشرات من الطلاب . . انها الآن ملأى ببضعة مئات . . والأقبال عليها من شباب البلاد أصبح بشكل منقطع النظير . . حتى أصبحت النية متجهة إلى اضافة جناح او بناء كلية اخرى ! لأنها تعج بالطلبة . . وقد غدا الهوس العسكرى عند شباب البلاد امرا ينبئ بالخير ويبشر بالوعى والادراك الصحيح .
وان من يرى طلاب المدرسة العسكرية وفصائلهم فى الطيران والصحة واللاسلكى والصنوف العسكرية الأخرى يمارسون التدريب العسكرى أو مصطفين عند باب المدرسة لاستقبال سمو الامير . . يدرك أن هؤلاء البواسل ، العقبان منهم والاشبال ، . . يتطلعون للمستقبل المشرق بأمل . . ويرتقبون . المجد العسكرى للامة بجد واهتمام وقارغ صبر . .
لقد ابدى الامير كل اهتمامه حين تفتيش هذه الفصائل . . ودخل كل حجرة ومضجع وصف وما ترك المستودع والمحاسبة والمكتبة . . الا وزارها وأبدى ملاحظاته العديدة فى كل شأن . . وأبدى رغبته فى توسيع مكتبة المدرسة . . بل قال : انه مستعد لتأمين كل ما تحتاجه المدرسة على حسابه الخاص وكان من رأيه ادخال كل العاطلين عن الاعمال والذين يمكن الاستفادة منهم فعلا فى المدرسة العسكرية وفي الثكنات العسكرية للتدريب والتعليم وسبكهم فى مصنع الرجولة والجد والاهتمام وخدمة الوطن ومن رأيه كذلك التجنيد الاجبارى فى الامة . . على ان فى الاقبال التام على التجنيد من عموم طبقات الامة
الآن ما يجعل هذا التجنيد الأجبارى أمرا سهلا ميسورا قابلا للتنفيذ .
وأخيرا تبرع بكأس فضية لمسابقة " الرمايه " وبأشياء اخرى عديدة للترفيه عن الطلاب الضباط عماد الأمة وقادة الجيل . . وقد ابدى استعداده لقبول وتنفيذ كل اقتراح من شأنه أن يرفع من مستوى المدرسة كما أبدى امتنانه من أعمال وهمة ونشاط آمر المدارس محسن بك الحارتى وقد امر سكرتيره الخاص ورئيس ديوان وزارة الدفاع محمد بك شيخو بتدوين جميع ما تحتاجه المدرسة وتأمينه .
وأن هذا الحماس والنشاط ليبعث دائما على الامل فى تسارع الخطوات نحو المجد والقوة والعمل والعلم . . وإصلاح مختلف النواحي والشؤون .
عود على اسرائيل
فى سنة ١٠٩٩ ميلادية فتح الصليبيون ابواب اورشليم ) القدس ( . . وتمزقت اجساد النساء . . وفقئت عيون الفتيات الصغيرات . . حصدت رؤوس آلاف فى المساجد . . وغاصت خيول الظافرين إلى ر كبها فى بحر من الدماء فى معبد سليمان وذبح فى القدس نفسها اكثر من سبعين الف مسلم . .
وبعد ! . . لم يترك المسلمون لا القدس ولا فلسطين . . لم يترك مليون عربي فلسطين . . ولكن لم يكن هنالك ) اجانب ( فى رئاسة أركان حرب الجيوش العربية إذ ذاك ولم تكن فلسطين محتلة من قوات ) أجنبية ( . . تأخذ العهد على نفسها " صوريا " أمام العالم بأنها ستحافظ على الوضع الراهن بفلسطين حتى ١٥ مايو ولكن تسلم حيفا . . طبرية . . صفد . . ويافا الخ قبل رحيلها وتهرب أهل البلاد وتسلمهم للبلاد العربية المجاورة . . وتأخذ البلاد العربية المجاورة العهد على نفسها إثر ذلك بأن تعيد العرب إلى بلادهم إلى فلسطينهم ! . . وتنقلب الاية من مشغولية إعادة وطن إلى استجداء إعادة لاجئين تحت النير اليهودى ! . .
عوامل النصر
ولكن بعد حوالى ) قرن ( من سنة ) ١٠٩٩ ( نعم بعد قرن من طغيان
الافرنج بفلسطين يتبدل وجه التاريخ ويتجه فكرك يا عزيزي القارىء الى صلاح الدين حالا . . فمهلا . .
كل الاسباب كانت تتهيأ لظهور هذا المنقذ . . وكل حاكم ) تقريبا ( كان بجاهد في اعادة بيت المقدس . . ولو ان هذا النفور الذى نجده الآن بين الحكام العرب كان موجودا لحد ما بين العرب من ذلك الزمان . . الا انه حين قال ) شاور ( لأبنه ) الكامل ( انه يعتزم الغدر بشيركوه الذي اخذ نجمه يتألق فى محاربته للصليبين . . أبى الكامل أن يوافق على هذا الغدر وقال كلمته الخالدة : لأن نقتل ونحن مسلمون والبلاد اسلامية . . خير من ان نقتل او نعيش وقد ملكنا الفرنج .
وكان أن قتل بالفعل شاور . . ولكن كان يردد وهو يلفظ انفاسه الأخيرة هذا القول . .
انها اقصى درجات التضحية . . اننا نريد ان نرددها فى اليوم مع كل صلاة ونذيعها من كل محطة لاسلكية عربية على مسامع العرب لعلهم يستيقظون . فالأشخاص فانون . . وإذا سلم الوطن . . وإذا سلمت التربية عاشت الأجيال الابناء او الاحفاد . . بمثل هذه الروح . . وبمثل هذه العوامل والاسباب وهذه الاجيال . . هيأت الظروف لاظهار بطل كصلاح الدين . .
أفق من ذهولك
إلى الآن ما ذبح من العرب فى بلدة واحدة سبعون الفا . . وإلى الآن ! يخسر العرب من مجموعة البلاد العربية ما كانوا خسروه الصليبيين . . فلا بأس إذا . . فاليأس آخو الموت أو هو الموت بعينه . . ولكن فليرسخ فى الاذهان امر هام جدا وهو ان صلاح الدين وكل مجاهد طماح من امراء وفرسان العرب إذ ذاك . . لم يعرف عنهم اللهو واللعب وتجاهل الحقائق . . بل كان صلاح الدين واضرابه يقضون كل اوقاتهم في جهاد حقيقى داخلى وخارجى . . فى جهاد النفس أولا . . واصلاح في الداخل . . وتنظيم كل موارد البلاد فى سبيل الاستعداد
للوصول الى الهدف الاسمى : تطهير البلاد والابقاء على عروبتها . . فهل مثل هذا الهدف فى رؤوس القادة والزعماه ؟ . . أو بعدى الطوفان ؟ . .
ولكن رؤوس الجيل الجديد تعلن دائما وبقسوة وعناد وعزم واصرار وحزم قائلة : المجد للوطن . . واننا فى النهاية لغالبون . . فتحية لكل هؤلاء الضباط الفتيان . . وتحية لكل من ينتمي الى المدرسة العسكرية . . مصنع القوة والرجولة والعزة . . والامير الشاب الراعي والمشجع لجيل القوة الجديد هذا ليستحق كل تشجيع واكبار واعجاب والى الامام .
