كلمة مهداة الى :، لجنة تحسين احوال القرية، مواقد الشمس

Share

فى العالم الحديث حركة حثيثة ترمي الى تبسيط تكاليف الاجهزة والادوات الضرورية للحياة ، ومن هذه الاجهزة ما تكون فائدته اهم للمدنية ، ومنها ما تكون فائدته اهم للقرية . . وقد قرأت اخيرا في بعض الصحف المصرية ان مصر الشقيقة بدأت تصنع ( مواقد الشمس ) وهي المواقد التى تطهى الطعام وتنضجه بوساطة حرارة الشمس وحدها من دون حاجة الى فحم او غاز او كهرباء او بوتجاز . .

وقد جاء في الكلمة التى قرأتها في هذا الموضوع : " ان الفكرة نجحت فانضج الموقد الشمسى الطعام فى ٤٥ دقيقة وانه بهذا اصبح الموقد صالحا للاستعمال داخل المدن وخارجها . . وسوف تستطيع مخيمات الصحراء المختلفة ان تعتمد عليه في انضاج الطعام ، وسوف تستطيع الفلاحة المصرية استخدامه في قريتها . . شأنها في ذلك شأن سيدة البيت في المدينة . .

والجهاز بسيط في حد ذاته . . انه مؤلف من ثلاثة اجزاء ، واهم جزء

فيه هو القرص العاكس . وهو عبارة عن شبه دائرة مقعرة قليلا مصنوعة من الالومنيوم الخفيف اللامع ، بها فتحة من الوسط يخترقها حامل مثبت في نهايته شبكة من السلك تبلغ مساحتها نفس مساحة فتحة القرص وفوق هذه الشبكة يوضع اناء الطبخ ويركز الجهاز على قاعدة من الزهر المسبوك ، ويوضع الجهاز فى مواجهة الشمس تماما بحيث تنعكس الاشعة متجمعة على الشبكة السلكية التى تحمل الاناء الذي يحوى الطعام جميعا بدرجة واحدة وتكلف الجهاز المصرى الآن ثمانية جنيهات وسوف تنخفض تكاليفه اذا اكثر استعماله وانتاجه حتى تعود الى جنيهين مصريين "

هذا ما قالته الصحيفة المصرية عن ( مواقد الشمس ) التى كانت حلما فاصبحت حقيقة واقعية بالهند اولا ، وبمصر ثانيا . .

ان بلادنا ساطعة الشمس حارة الاشعة فى اغلب فصول السنة . وبهذا يكون استعمال مواقد الشمس فيها امرا محقق النجاح والفائدة طيلة العام

تقريبا والحطب والفحم اللذان تعتمد عليهما القرى فى انضاج طعامها في هذه البلاد آيلان إلى النضوب ، وقليلا الجدوى وكثيرا المتاعب . . والقرويون عندنا وقد الفت لجنة لتحسين احوالهم هم فى حاجة الى هذا المرفق الهام . يكون لديهم دواما ويستعملونه فى طهى اطعمتهم وينقله الرحل منهم معهم لينضجوا به طعامهم بدون أية تكاليف ، مع الراحة ومع عدم التلوث بدخان الحطب والفحم ومع عدم اضطرارهم لتتبع مناطق الاشجار واجتثاث اخضرها من أصولها مما أدى الى الجفاف ومما يزيده في بلادنا . . وباستعمال مواقد الشمس يستفيد القرويون لدينا حيال استعمالهم آخر ما انتجته المدنية الحديثة من وسائل الترفيه فى اهم المرافق الضرورية

وتستفيد البلاد كذلك بالاحتفاظ ببقية اشجارها نضرة ويستفيد الجو من رطوبتها والبلاد من نتائج ذلك كله فى امطارها وخصبها .

هذا الى ان مواقد الشمس سهلة الصنع ، ويمكن لمصانعنا ان تقتبس صنعها من مصر الشقيقة ، وان تعمم بعد ذلك عندنا حتى فى المدن التى لا كهرباء فيها ، كما ان تكاليفها بسيطة وقليلة . . خاصة إذا عممت واصبحت كثيرة الانتاج وفيرة الاستعمال .

اننا نهدى هذه الكلمة عن المواقد العجيبة الى لجنة تحسين احوال القرية لعلها تسعى جادة في اتحاف البلاد سريعا بهذا المرفق الهام السهل الصنع البسيط التكاليف العميم النفع خاصة للقرى وابناء البادية .

اشترك في نشرتنا البريدية