معجم، منازل الوحي، .

Share

الابطح - شعب بني كنانة _ المحصب

مازالت رسائل القراء متتابعة على المحرر ، يتساءلون فى شغف عن مباحث سعادة الاستاذ المحقق رشدي بك الصالح ملحس وكنا على علم بان سعادته انما تأخر عن موالاة كتابة بحوثه القيمة الممتعة لانشغاله فى مهمة علمية نبيلة هي كتاب أخبار مكة للازرقي وفهارسه ، يضاف إلى ذلك عدم استقراره فى مكان واحد . واليوم وقد جادت مكارمه , بالفصل التاسع من ( معجمه النفيس ) فاننا نزفه إلى القراء شاكرين عنايته وراجين له دوام التوفيق

قال الازرقى فى بحث المحصب وحدوده . عن ابن عباس ان المحصب ليس بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه قال سفيان عن عمرو بن دينار عن صالح بن كيسان عن سلمان بن يسار عن ابى رافع وكان على ثقل النبى صلى الله عليه وسلم قال لم يأمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن انزل الابطح ولكن ضربت فيه قبته فجاء فنزل .. قال عطاء لا تحصب ليلتئذ انما هو مناخ للركبان ، قال وكان أهل الجاهلية

يحصبون . قال ابن جريج وكنت أسمع الناس يقولون لعطاء انما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم المحصب ليلتئذ المحصب ينتظر عائشة فيقول لا ، ولكن انما هو مناخ للركبان فيقول من شاء حصب ومن شاء لم يحصب . . . وعن عائشة انها قالت انما كان النبى صلى الله عليه وسلم ينزل به لأنه كان اسمح لخروجه حين يخرج فمن شاء نزله ومن شاء تركه . وحد المحصب من الحجون مصعدًا فى الشق الأيسر وانت ذاهب الى منى الى حائط حزمان مرتفعًا عن بطن الوادى فذلك كله المحصب وربما كان الناس يكثرون حتى يكونوا فى بطن الوادى ( أخبار مكة ج ٢ ص ١٢٨ ) وقال في بحث منزل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح : عن أسامة بن زيد قال : قلت يا رسول الله أين منزلك غدًا ؛ قال وذلك فى حجته . قال : وهل ترك لنا عقيل منزلا ؟ قال : ونحن نازلون غدًا ان شاء الله بخيف بني كنانة - يعنى المحصب - حيث تقاسمت قريش على الكفر ، وذلك ان بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم لا يناكحوهم ولا يوارثوهم الا ابا لهب فانه لم يدخل الشعب مع بني هاشم وتركته قريش لما تعلم من عداوته للنبي صلى الله عليه وسلم وكانت بنو هاشم كلها مسلمها وكافرها يحتمى للنبي صلى الله عليه وسلم إلا أبا لهب ، قال أسامة : ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك : لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم .

عن عبد الله بن أبي بكر قال : قال رسول الله إذا قدمنا مكة إن شاء تعالى نزلنا بالخيف الذي تحالفوا علينا به ، قال ابن جريح : قلت لعثمان أي حلف ؟ قال : الاحزاب . وبه عن الزنجى عن ابن جريح عن عطاء ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينزل بيوت مكة بعد ان سكن المدينة . قال : كان إذا طاف بالبيت انطلق الى أعلا مكة فضرب به الابنية ، قال عطاء : وفعل ذلك فى حجته أيضا نزل بأعلا مكة التعريف ، وليلة القدر نزل بأعلا الوادي ( كذاج ٢ ص ١٣١ ) .

وقال في وصف " الشعب الصفى " : شعب الصفى وهو الشعب الذي يقال له صفى السباب ، وهو ما بين الراحة - والراحة الجبل الذي يشرف على دار الوادي عليه المنارة - وبين نزاعة الشوى وهو الجبل الذي عليه بيوت ابن قطر ،

والبيوت اليوم لعبد الله بن عبيد بن العباس وله يقول الشاعر :

اذا ما نزلت حذو نزاعة الشوى

بيوت ابن قطر فاحذروا أيها الركب

وانما سمي الراحة لأن قريشا كانت فى الجاهلية تخرج من شعب الصفى فتبيت فيه فى والصيف تعظيما للمسجد الحرام ثم يخرجون فيجلسون فيستريحون فى الجبل فسمى ذلك الجبل الراحة وقال بعض المكيين : انما سمي صفى السباب لأن ناسًا فى الجاهلية كانوا إذا فرغوا من من مناسكهم نزلوا المحصب ليلة الحصبة فوقفت قبائل العرب بفم الشعب شعب الصفى فتفاخرت بآباءها وأيامها ووقائعها فى الجاهلية فيقوم من كل بطن شاعر وخطيب فيقول : منا فلان ولنا يوم كذا وكذا فلا يترك فيه شيئا من الشرف إلا ذكره . ثم يقول : من كان ينكر ما يقول . أوله يوم كيومنا . أوله فخر مثل فخرنا فليأت به ، ثم يقول الشاعر فينشد ما قيل فيهم من الشعر فمن كان يفاخر تلك القبيلة أو كان بينه وبينها منافرة أو مفاخرة قام فذكر مثالب تلك القبيلة ، وما فيها من المساوى وما هجيت به من الشعر ثم فخر هو بما فيه . فلما جاء الله تعالى بالاسلام أنزل فى كتابه العزيز ( فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا ) يعنى هذه المفاخرة والمنافرة أو اشد ذكرا وله يقول كثير بن كثير السهمى :

سكنوا الجزع جزع بيت أبي موسى

الى النخل من صفى السباب

وكان فيه حائط لمعاوية يقال له حائط الصفى من أموال معاوية التى كان اتخذها فى الحرم . وشعب الصفى أيضًا يقال له : خيف بني كنانة وذلك ان النبى صلى الله عليه وسلم وعد المشركين فقال : موعدكم خيف بني كنانه . وشعب بني كنانة من المسجد الذي صلى فيه على أبى جعفر أمير المؤمنين الى الثنية التى تهبط على شعب الخوز فى وجهة دار محمد بن سليمان بن على ( كذاج ٢ ص ٢٢٢ ) .

وقال ياقوت : صفى السباب . موضع بمكة . . وصفى السباب ما بين دار سعيد الحرشى التى بناها الى بيوت أبى القاسم بن عبد الواحد التى بأصلها المسجد الذي صلى على أمير المؤمنين المنصور عنده ، وكانت به نخل وحائط لمعاوية فذهب

ويعرف بحائط خرمان ( ج ٥ ص ٣٧١ )

وقال في مادة " الابطح " الابطح يضاف إلى مكة وإلى منى لأن المسافة بينه وبينهما واحدة وربما كان إلى منى أقرب وهو المحصب وهو خيف بني كنانة وقد قيل انه ذو طوي وليس به ( ج ١ ص ٨٥ )

وقال في بحث " كنانة " وشعب بني كنانة بين الحجون وصفى السباب ( ج ٧ ص ٢٨٢ )

وقال فى بحث " المحصب " وهو موضع فيما بين مكة ومنى ، وهو إلى منى أقرب وهو بطحاء مكة وهو خيف بني كنانة وحده من الحجون ذاهبا إلى منى

وقال الاصمعي حده ما بين شعب عمرو إلى شعب بني كنانة وهذا من الحصباء التي في أرضه ( ج ٨ ص ٣٩٥ )

وقال البكري في بحث " أحجار المراء " موضع بمكة على لفظ حجر كانت قريش تتماري عندها وهي صفي السباب ، روى ذر عن أبي قال لقي النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء ، فقال اني بعثت إلى أمة أمية فيهم الغلام والعجوز والشيخ العامي . فقال جبريل فليقرؤا القرآن على سبعة أحرف . ( معجم ما استعجم ص ٧٧ و ٦١١ )

( للبحث صلة )

اشترك في نشرتنا البريدية