يا صاحبي سعدت حياتك...وان من مآسيك فى الحياة- يا صديقي - انك كبير النفس ، والنفوس اذا كبرت تعبت فى مرادها الاجساد
أجل . اذا صغرت نفسك توطنت للواقع ، ومرنت على مماشاة الحياة ومداجاتها ، ومداراة شؤونك فيها .
اما وانت كبير . اما وانت كالعود صلبا ، وكالطود شموخاً ، وكاصحاب النيل سمواً فعش بين الناس لنفسك ، أو التمس سلماً فى الجو فاعتزل
صارح أخاك ، وعلق على سلوك صديقك ، وخالف زميلك ، وعب كل ما تراه خرقا فى الرأي أو شططاً فى السبيل ثم انظر.. فى اي بؤر تستوى ؟ !!
أمش فى طريقك انفاً لا تلتوى ، وكبيراً لا نقاد ، وصريحاً لا تداجى ثم انظر . . الى اي شئ تنتهى ؟ !!
الناس لا يبالون باخلاقك بقدر ما يبالون بليونتك ، ولا يعنيهم عدلك بقدر ما يعنيهم خفض جانبك
أما شجاعتك وأما كفاءتك وأما ثقافتك فعليها العفاء اذا لم تدعمها رأس يطأطئ لكل شئ ، ولو ذعية تلون كل شئ .
صديقي : سالمتك الحياة ! تعجبني طيبتك وحبك الخير بقدر ما يغيظني أنك
غافل بادىء الرأي وليس من كذاب في الارض يساوى قلامة ظفر إذا فقد المغفلون من امثالك
انهم يستغفلونك يستغفلون طيبتك وما فى طيبتك من غفلة فينثالون عليك اطراء يتملقون به عواطفك فتمعن حباً لهم ، وبمعنون كذباً فيك وبمعن بك الغرور إلى أن تفقد فيك رجولتك وحبك الخير
النضج في الرجل - يا أخي - أ كمل خلاله والاستقلال فى الرأي اوفى ما يمتدح به عاقل وليس بين الرجل وان يفقد رجولته ، والعاقل وان يعطل عقله ، والعادل وان يهوى فى قرار سحيق . . الاكلمة منمقة يزيفها كاذب فيستلب عقله ويملك عليه عنانه .
إذا جاز عليك الزيف . وإذا سلبك التنميق
واذا انصاع عقلك لكاذب محترف . اختلط عليك الامر ، واستويت لا تعرف ما تعطى وما تأخذ ، وضاع دينك ودنياك
تركز يا صديقى وتركز دائما . وكالجب الشم والاطواد الشامخة لا تترك الاعاصير القوية تزعزعك اوتنال منك . تركز يا صديقى...! وتركز دائماً ولا تدع الهراء يغريك والخداع يستهويك . . ولرب حركة خاطئة تبدو بها فيسرعون الى تلوينها حتى تبدولك براقة ولا يلبث ان ينسيك بريقهاما تعرف من حقيقتها . هذا احتراف في الزيف بجيده اعوان الشيطان يغرون به السذج والغفل فيضطلعون بأربعة اخماس شرور الارض . فهل تظل عقلا يجوز عليك المبن ؟أم تعقد فى كل مساء جلسة على نفسك تتدبر فيها مآتيك تدبر الرجل لا بعوزه النضج ، والحكيم لا يغربه البهرج يا ابن ابى ! طابت ايامك . لا تظلمني او تمتدح اخاك الاعن بينة . لا تطر الفقير بما يبدو لك من سجاياه . وتربص به حتى تواتيه الحياة فلربما بدا لك في شأنه ما يغير رأيك . والكريم الخلق لا
تستعجلني في الحكم عليه قبل ان تمتحنه الحياة باوفى ما يمتحن الكريم . وعاطل الجاه لا تستمع الى نقداته فى أمور الحياة قل ان يضطلع بها وقبل ان يثبت لك صمود ، لما نقد . والغيور فى الحق والغصوب للدين . وصاحب الرأي الصراح . والحرو والتزيه ، والعادل . كل هؤلاء لا أكابرك في شأنهم ولكن استجديك الصبر والآناة فالزمان أبو العجائب
إذا طغت الثروة ، ووسوس المال . اذا تعارض الكمال . والمال فهناك الفصل . وهناك الحكم . وإلى الملتقي
