امراضنا الاجتماعية كثيرة لا تحصى وان الانسان ليعجز لسانه وقلمه عن حصرها غير انى ساذكر هنا اهمها واعمها واعودها على الامة بالضرر والسوء لأنه اذا عرف الداء سهل الدواء فمن انكى امراضنا الاجتماعية اليوم الحسد ، والحسد افتك الامراض بالامم وقد ذمته الشريعة الغراء ونفر عنه النبى صلى الله عليه والحسود لا يسود ، ان الحسد يأكل قلب صاحبه ويحرق ماحو ليه بناره فهو :
كالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله
ويسبب وجود هذه الخصلة الذميمة في امتنا انفصام عرى اتحادها من قديم ومن امراضنا الاجتماعية التغني بالوطنية والارتكان عليها دون الأخوة الاسلامية العامة التى قال عنها الله جلت حكمته : " انما المؤمنون اخوة " وهذه النعرة جاءتنا من الغرب وتلقفناها بدون نقد ولا تمحيص فالوطنية الاسلامية هي اهم وانفع من الوطنية التى تنتمى للبقاع والاماكن ، لان تلك روحية قدسية ، وهذه مادية مصطنعة :
ومن امراضنا الاجتماعية الغيبة والنميمة وهاتان الخصلتان هما اكبر باعث لاضمحلال قوانا الاجتماعية وهما مما ابتلى به المسلمون اليوم وقد قيل :
( لسانك سبع ان عقلته حرسك ، وان اطلقته افترسك )
وقال المتنبى : -
احفظ لسانك أيها الانسان لايلدغنك انه ثعبان
ومن امراضنا الاجتماعية حب الذات والحرص على المصلحة الخاصة ، والاعراض عن المصالح العامة ، وهذا الداء الوبيل هو الذي فتك بامم الاسلام ، ولا يزال ساريا الى هذه الايام .
ومن أمراضنا تقليد الغرب ، تقليدا أعمى تأخذ منه القشور التى تخلب ابصارنا ، ولانتوصل لاجتذاب الفوائد التى جناها ، والحقائق التى اكتشفها لضعف بصائرنا .
والخلاصة ان امراضنا الاجتماعية كثيرة ، وهذا قليل من كثير وخير الكلام ماقل ودل .
