الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 9الرجوع إلى "المنهل"

من سماء الشعر

Share

وافتنا هذه القصيدة العصماء من الشاعر العربى المطبوع الاستاذ السيد صالح الحامد العلوى . وقد القاها فى الحفلة التى اقامها النادى الأدبى العربى بسنغافورة تكريما له تقديرا لشعره البليغ وشاعريته الخصبة ،

دائى لأنت فهل لديك دوائى ! ؟

اين المفر وانت فى سودائى ؟ !

يا منية شام الفؤاد يروقها ما بين يأس دونها ورجاء

برحت تشب الحب ملء دمائي

أن ترحمى سهرى وطول عنائى ؟ !

حتى يكون الهجر بعض جزائى ؟ !

ذابت مع الأشواق غير ذماء

بالفجر والشفق الجميل النائى

أقضى الحياة محلا بسمائى

اهفو على الأمواه والأضواء

الا على الأزهار والانداء

أحيت موات الشعر فى خلدى وما

طال الجفاء فهل تراك وشيكة

ماذا صنعت وهل جنيت خطيئة

زورى على عجل تلا فى مهجة

وارثى لمن لولا طلابك ما صبا

أو فاتركينى والخيال بمعزل

وأعيش فى دنيا الفراش مرقرقا

متجولا غردا ولست بواقع

مترنحا لا لريح تزعجنى ولا صوت الزعازع مخفت لحسدائى

متبسا تفجر فى آفاقه

متهللا للبرق فى الانواء

قطر الندى والنور فى الاجواء

مزر به فى ورقة ورواء

عن ذاك الا بسمة استهزاء

تيها على الواشين فضل ردائى

ناء عن الحساد اي تناء

ان يبلغ الحساد أنس بنائى

فى جنة وكواكب وضياء

يكسو الجمال بنوره الوضاء

دنيا الخيال وعالم الشعراء

هيان دأبى هائما مترشفا

وإذا الربيع مضى حلمت بقابل

وإذا رمانى كاشح لم اجزه

وأطير فى جو الامانى ساحبا

متحصنا فى برج  قنى فى حمى

أفبعد هذا البعد يصبح ممكنا

واظل فى منطاد فكرى سابحا

ارنو إلى الدنيا بمقلة شاعر

واعيش أحلم بالجمال مفضلا

.

لا نكر ان ابديت مابى انما

أصفيتهم شعري وان لم يكفهم

ما روضة غناء عاودها الحيا

وبدا فحياها الصباح فزادها

جليت فكانت صورة مرسومة

عنى الربيع بها فجاءت منظرا

ربضت عليها وبوة فينانة

نامت فقام السر فى جنباتها

بجوارها ( كشك ) تكامل لطفه

متسلسل ينساب صوب بحيرة

اصبحت فى اهلى وفى خلصاتى

اصفيتهم دمعى ومحض دمائى

فغدت به موشية الارجاء

حسنا على حسن شعاع ذكاء

بيد الربيع بديعة الانشاء

عجبا من الالوان والأضواء

فى حلة من سندس خضراء

حرسا يقيها طارق الارزاء!

وبجنبها صخر ومنبع ماء

رقراقة كوذيلة الحسناء

للحن وهى ترف بالانداء

فى غفلة عن أعين الرقباء

نثرت عليه مدامع الخنساء

انس الاديب وملء عين الرائى

فالطير تصدح والفصون مصيخة

فنسائم الاسحار زارت زهرها

باتت تقبله وعند وداعه

بأجل او ابهى سنى من محفل

طافت به روح الجلال ورفرفت فى جانبيه بشائر السراء

حال بزينات الرياض وما لها ما زانه من رهبة وبهاء

بالسحر فيه بلابل الفصحاء

بالنابهين الصيد والنبلاء

جالت به بزل البيان وغردت

ناهيك من ناد تألف عقده

لما دعانى جئت أقدر فضله ورميت اعباء الهموم ورائى

وأتيت الهج بالوفاء مجسما والفضل فى اعضائه الكرماء

الكاسبين المجد جهد كفاحهم لم يكتفوا بمفاخر الآباء

والمخجلين تواضعى بشوارد من بارعات المدح والاطراء

فاهت بها الفاسهم فكأنما

فاحت على بعنبر وكباء

اثقلتمو عنقى بكل ثناء      ورفعتمونى فوق كل سماء

فلكدت اذهب فى الغرور    لنشوة هزت كيانى هزة الصهباء

ولكدت ارقص بالسرور      معربدا فى الحقل رغم رزانتى وحيائى !

مهلا رويدا انثى انا عارف    نفسى بما يخفى على الخلطاء

لا تثقلوا بثنائكم وبيانكم     شخصا ينوء بهذه الأعباء

اغرقتمونى فى عواطفكم فما   يجدى على شخصى جميل وفائى

ومتى درت نفسى حقيقتها سمت   عن خادعات النقد والاطراء

لم يزهنى مدح المحب ولم يكن   قدح العدو يغض من خيلائى

لا ازدهى كذبا ولست بمنكر ما للاله على من آلاء

فلقد عرفت حقيقتى ودخائلى ايكون فضلى فوق ما انا راء ؟

للعلم والآداب لا لى كلما ابداه ظنكم الجميل ازائى

معنى نزلت به لحكم وعائكم وأتيت رغم تواضعى وابائى

وخطرت اعثر فى السرور معافا قيثارتى مترنما بغنائى

ودعوت شعرى للوقاء فجاءنى كالماء منحدرا على الصفواء !

متدفقا فكانما سالت به اخلاقكم من رقة وصفاء

لو قمت انشد بالقوافى مدحكم وكسوتها جهدى شعور ولائى

فتنسقت درا يكال عقده ما فى النجوم الزهر من لألاء

وانت تشيد بكم وتعلى مالكم من اشرف الالقاب والاسماء

لم توفكم حقا ولو طارت بكم فوق السماك كانفس الشهداء

حسبى لصحبى ان أؤدي شاكرا لهم شعور صداقتى واخائى

ولعهدكم ذكر لدى تحفني ما عشت عند ترحلى وثوائى

وخيالهم ما زال ملء خواطرى ومرافتى فى بكرتى ومسائى

ولسنغفورا ذكريات لا تمل عما لها فى القلب من اصداء

بلد به جلت الطبيعة خاطرى وغذت خيال الشعر خير غذاء

لا تكثروا ذكر الفراق فانه لفظ يهيج بلا بلى وبكائى

وفقا بقلب ذاب فى صبواته فكفاه ما لاقاه من برحاء

ومتى قضى الله الوداع قلم يكن الا وداعا مؤذنا بلقاء

ولئن نآى شخصى فروحى بينكم طواقة فانا القريب البائى

اشترك في نشرتنا البريدية