الشاهنامة هى الملحمة الفارسية التى نظمها الفردوسى فى تاريخ ملوك الفرس من بداية تاريخهم الى عهد بنى ساسان زمن الفتح الاسلامى، فبلغت ٦٠ ألف بيت نقلها الى العربية نثرا الفتح بن على البندارى من أدباء القرن السابع الهجرى وظلت هذه الترجمة سرا فى ضمير الزمان حتى كشفها الدكتور عبد الوهاب عزام فقارنها بالأصل الفارسى وأكمل ترجمتها فى مواضع، ثم صححها وعلق عليها وقدم لها مقدمة جامعة فى مائة صفحة من القطع الكبير فدل بذلك على سعة اطلاع وفضيلة صبر لا يؤتاها الا القليلون من أبطال العلم وجنود المعرفة. وإليك نبذا مما أرسله اليه المستشرقون تقديرا لجهده وتنويها بفضله. وقال الأستاذ نيكلسون أستاذ الأدب الفارسى بجامعة كمبردج ما ترجمته:
"أهنئكم على الطريقة الجديرة بالاعجاب التى أخرجتم بها هذا الكتاب الكبير الذى لابد له من بحث طويل وجهد كبير. واذا اعتبرناه ضخامة الكتاب تبين الجهد الخارق للعادة الذى بذلتموه لاخراجه فى هذا الزمن القصير"
وقال الأستاذ جيب أستاذ الأدب العربي بجامعة لندن ما يأتى بنصه العربى:
"هذا وقد اغتنمت أول فرصة لأتصفح هذا الكتاب الضخم وأستفيد بمجهوداتكم العظيمة فى نشره والتعليق على متنه ولابد من الاعتراف بتعجبى من أتساع هذا العمل الذى قد تكفلتم به وباتمامه وباعجابى بحسن نجاحكم فى ذلك ولاسيما بالمدخل الممتع الذى قدمتموه لمتنه" .
وقال الدكتور ريتر وكيل جمعية العلوم الالمانية باستانبول ما يأتى بنصه العربى: "وقد وصل خطابكم فى الشاهنامه فانه لا يفارقنى من أسابيع.
وهو والله كتاب تعجبت منه وأعجبت به. انتقدته فوجدته ذهب إبريزا. وأنا والله شديد فى الانتقاد.
قد أخذت من طريقة العلم الأورباوى صحيحها واجتنبت سقيمها وصرت لنا أخا فى العلم بل أستاذا فيه. ولو ذكرت فضائل كتابك بالتفصيل لصار هذا المكتوب كتابا آخر طويلا. ومما سرنى خاصة معالجتكم المسائل المتعلقة بتحقيق المتن والحكم فى الأصول المختلفة والتفريق بين أنواع التعاليق. فان ذلك شىء يهمله كثير من المستشرقين. ثم البحث فى مسألة التراجم القديمة للخداينامة وغير ذلك مما يدل على دقة نظركم والاعتناء فى البحث وترك ادعاء شىء بدون دليل واضح وبرهان مقنع ثم طريقتكم فى توضيح الكتاب بعضه ببعض، والاعتناء بذكر الكتب المقتبس منها، وترتيب الفهارس المفيدة. كل ذلك مما يسر عين الناظر فى كتابكم.

