الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 93الرجوع إلى "الرسالة"

أثر الفن الإسلامي، في فنون الغرب

Share

ورث الإسلام  فنون رومة  وبيزنطة وإيران  وكلديا وأشور  وتأثر المسلمون  بالأساليب الفنية  في البلاد التي  خضعت لهم  وانتشر فيها  دينهم، فظهر في  عالم الوجود فن  بل فنون إسلامية أثرت بدورها في فنون الغرب، وتركت فيها  ذكريات قل أن تخفى على من لهم دراية بتاريخ الفنون في العالم.

والواقع أن العالم المتمدن في القرون الأولى بعد الميلاد كان قد  سئم الفن اليوناني القديم، وتاق إلى نوع التجديد ينقذه من  منتجات هذا الفن التي أعوزها التنوع والابتكار، فتطلع إلى  تقاليد فنية أعظم أبهة وأكثر حرية في الزخارف والموضوعات  لا يعدل فيها من خيال ساحر وجاذبية ومفاجأة عظيمتين إلا  ما تمتاز به من أسرار في مزج الألوان تملأ البصر وتبهج الخاطر. تلك  الأساليب الفنية المنشودة وجدها العالم المتمدن عند الساسانيين  أولا، ثم في الفنون الإسلامية بعد أن امتدت الإمبراطورية العربية  واتسعت أرجاؤها. أما حلقتا الاتصال بين الشرق والغرب،  والمعبران اللذان اتخذتهما الأساليب الإسلامية للوصول إلى أوربا،  فهما الأندلس، والحروب الصليبية.

ففي الأندلس أينعت المدنية الإسلامية، وأدخل العرب صناعة

الورق، وأصبحت قرطبة في القرن العاشر أكثر المدن في أوروبا  ازدهاراً وأعظمها مدنية؛ وكان عصر ملوك الطوائف باعثاً على تعدد  مراكز العلم والأدب والفن في شبه الجزيرة، وجاء ملوك المرابطين  والموحدين فكان اضطهادهم للمستعربين من بني الأندلس سببا في  هجرتهم إلى الشمال، فزاد بذلك محيط المدنية الإسلامية اتساعا،  ونقل هؤلاء المستعربون إلى مهجرهم الجديد كثيرا من عادات  المسلمين وأزيائهم وصناعاتهم، وما لبث نجم المسلمين في الأندلس  أن أذن بالأفول، فتقدمت فتوحات المسيحيين، وأخذ نفوذ العرب  في التقلص، ودخل كثير منهم تحت السلطان المسيحي، فصاروا  يعملون للملوك والأمراء الأسبان، وتعلم منهم غيرهم، فانتشرت  أساليبهم الفنية؛ وكان سقوط طليطلة سنة ١٠٨٥، وقرطبة  سنة ١٢٣٦، وأشبيلية سنة ١٢٤٨، أكبر عامل على امتزاج الصناع  العرب أو المستعربين بغيرهم. ثم كان سقوط غرناطة سنة ١٤٩٢  خاتمة هذا الطور الذي تعلم فيه صناع الغرب عن المسلمين كثيراً  من أسرار صناعاتهم في العمارة والفنون الفرعية؛ ولعل أهم مظهر  لهذا الطور والطرز الأسباني الذي ينسب إلى المدجنين  أو المسلمين الذين دخلوا خدمة المسيحيين بعد زوال دولة العرب؛  وقد نشأ هذا الطرز في طليطلة واشتغل الصناع   (المدجنين)   بزخرفة الكنائس ودور الخاصة في أنحاء أسبانيا، ونبغوا في الفنون  الفرعية كصناعة الخزف والمنسوجات والنقش على الأخشاب،  وكانت لهم في ميدان العمارة آثار تذكر، وأهمها قصر أشبيلية '  الذي بنوه سنة ١٣٦٠ والذي ظل مقرا  للأسرة الملكية حتى إعلان الجمهورية منذ سنوات فأصبح متحفاً  يعجب الزائرون بعمارته العربية وبما جمعه فيه ملوك أسبانيا من   تحف إسلامية نادرة.

أما الحروب الصليبية فلا يعنينا من نتائجها إلا أنها كانت  كالأندلس وجزيرة صقلية وسيلة إلى نزاع دائم تتبعه علاقات  متواصلة بين المسيحية والإسلام، وأوجدت هذه الحروب منفذاً  لتجارة الجمهوريات الإيطالية الناشئة كجنوا والبندقية وبيزا، وكان  من النتائج العملية لتأسيس المملكة اللاتينية في بيت المقدس نمو  تجارة هذه الجمهوريات وإنشاء معاقل لها في الشرق الأدنى.

وإن صح القول بأن الأندلس وجزيرة صقلية لعبتا الدور  الأكبر في نشر الثقافة الإسلامية في المغرب، وان فضل الحروب

الصليبية في هذا الميدان لم يكن كبيراً نظراً لأنه لم يكن في الشام  في عصر الحروب الصليبية مدينة تعادل مدينة الأندلس أو صقلية  فضلا عن أن هذه الحروب لم تكن مرتعاً خصيباً للدرس والتحصيل  وتبادل الثقافة، نقول إن صح ذلك في ميدان العلوم والآداب فإنا  نعتقد أن الدور الذي لعبته الحروب الصليبية في نقل الصناعات  والفنون الإسلامية إلى أوربا خطير لا يستهان به. ولعل استعمال  الرنوك عند أمراء المسلمين في الحروب الصليبية كان أكبر عامل  في تطور علم الرنوك والأشعرة عند الغربيين فأصبحت له اصطلاحاته  الدقيقة وقواعده الثابتة؛ وكانت الحروب الصليبية أيضا وما تبعها  من انتشار التجارة الغربية السبب فيما فعله البنادقة من صك  نقود ذهبية للتعامل مع المسلمين وعليها كتابات عربية وآيات  قرآنية فضلاً عن التاريخ الهجري، وظل هذا حتى احتج البابا  أنسونت الرابع سنة ١٢٤٩.

وليس خفياً أن العمارة كانت أجل الفنون عند العرب فبلغوا  فيها شأواً بعيداً، وأخذوا من الأمم التي اختلطوا بها ما أخذوا،  وابتدعوا أساليب جديدة غاية في الجودة والإبداع، ثم أخذت  عنهم أوروبا كثيراً من هذه الأساليب. ولكن العلماء ليسوا على  اتفاق في هذا الرأي، فبعضهم يرى أن العرب لم تكن لهم عمارة  خاصة، وإن صح أن هناك أوجه شبه بين طرزهم المعمارية وبين  الطرز الأوربية فإنما ذلك لأن مصدر هذه الطرز كلها واحد. ومهما  يكن من شيء فإننا نفضل ألا نعرض للعمارة في هذا المقال مكتفين  بالتحدث عن الفنون الفرعية أو المنقولة كما  اصطلح بعضهم على تسميتها.

ولسنا نذهب إلى أن المسلمين وصلوا في هذه الفنون الفرعية إلى  ما وصل إليه الغربيون. ولكنا لا نشك في أنهم تفوقوا في بعضها  تفوقاً خاصاً وبلغوا في صناعة الزخارف مبلغاً يشهد بعبقرية نادرة  وخيال واسع.

ولما كان تصوير المخلوقات مكروهاً في الإسلام، فقد  أصبح عماد الزخارف الإسلامية الأشكال الهندسية والرسوم  النباتية مضافاً إليها عامل جديد هو حروف الكتابة بالخط الكوفي  أو بالخط النسخي أو بغيره من الخطوط، ونحن نعلم كيف اهتم  المسلمون وخاصة الفرس بتحسين الخطوط وزخرفتها؛ وقد فطن  إلى ذلك صناع الغرب، فأخذوا أحياناً يقلدون الكتابة العربية

على مصنوعاتهم، ومن أمثلة ذلك صليب أيرلندي من البرونز  المذهب يرجع عهده إلى القرن التاسع، وهو محفوظ الآن بالمتحف  البريطاني وعليه بالخط الكوفي   (بسم الله) ، وفي المتحف البريطاني  أيضا عملة ذهبية ضربها الملك حكم مرسية من  سنة ٧٥٧ إلى ٧٩٦، وهذه العملة نقلها الملك المذكور عن دينار  عربي ضرب سنة ٧٧٤ فنقل فيما قلده التاريخ الهجري والعبارة  العربية المكتوبة عليه، ولا نشك أنه في الحالتين لم يفقه العمال  الغربيون معنى الكتابة العربية، فنقلوها كزخارف فحسب،  وقلدهم في ذلك كثيرون من بعدهم.

وقد كان للخزف الإسلامي أثر كبير في تطور صناعة الخزف  في أوربا، وقد كان الغربيون ينسبون اللونين الأزرق والأبيض  الصيني في هذه الصناعة إلى بلاد الشرق الأقصى، ولكن الحقيقة  أن الصينيين كانوا يسمون هذا اللون الأزرق بالأزرق الإسلامي،  لأنهم أخذوه عن إيران الإسلامية في القرن الخامس عشر.

ومن المعروف أن صناعة الخزف ذي البريق الذهبي  قد ارتقت في أسبانيا رقياً عظيماً، فكانت مصانعها تشتغل  لحساب كثير من البابوات والكرادلة والأسرات النبيلة في  أسبانيا والبرتغال وإيطاليا وفرنسا، ويرون أن الكردينال  اكسيمينز قال عن هؤلاء الصناع   (الكفرة) :   (ينقصهم  إيماننا وتنقصنا صناعاتهم) .

وقد ظلت صناعة الخزف الأسباني العربي  - في الأندلس حتى القرن السادس عشر، وتعلمها الإيطاليون في  القرن الخامس عشر، فتأثروا في الصناعة والزخارف والأشكال  ذبما كانوا يستوردونه من أسبانيا، وأصبح أنموذجاً للصناع في  وو وأطلق على هذه المصنوعات اسم  مايولكا نسبة إلى جزيرة مايوركا من جزائر البليار  الأسبانية

هذا وقد وصل إلى الفنون الغربية من إيران وتركيا رسوم  بعض الزهور التي لم تكن معروفة فيها حينئذ إلا بفضل رسومها  على الخزف الإسلامي الوارد من الشرق الأدنى منذ القرن الرابع عشر.

ولم يكن أثر صناعة المعادن الإسلامية في أوروبا بأقل من أثر  صناعة الخزف؛ ولن يستغرب ذلك من يعرف ما وصلت إليه هذه  الصناعة من التقدم في عصر الفاطميين والمماليك ومن قرأ

ما دونه القريزي عن كنوز المستنصر بالله.

ومما أخذ الأوربيون عن الشرق الإسلامي الاسطرلاب،  وهو آلة فلكية لقياس بعد الكواكب. اخترعها الإغريق  وحسنها بطليموس الجغرافي ثم علماء الفلك من المسلمين، حتى  أخذها عنهم علماء الغرب في القرن العاشر. وفي المتحف البريطاني  أقدم إسطرلاب عليه تاريخ صنعه أحمد ومحمود ابنا إبراهيم الاسطرلابى الاصفهانى سنة ٩٨٤ ،وفى المتحف نفسه اسطرلاب الإسطرلابي الأصفهاني سنة ١٢٦٠ - وقد ظل البحارة يستخدمون  الإسطرلاب في مراقبة الجو وشؤون الملاحة، حتى خلفته  اختراعات أخرى في القرن السابع عشر.

وقد كان للأوربيين في القرون الوسطى نوع من أواني المياه  كانوا يستعملونه في غسل أيديهم قبل الأكل وبعده، وأطلقوا  عليه اسم ولا ريب أن صناعته متأثرة بما كان عند  المسلمين من أوان مماثلة على شكل طيور أو حيوانات من البرونز  والنحاس، ولعل أحسن مثل مكبر لتلك الأواني - وإن كان  عظم حجمه يفرقه عنها - هو ذلك العقاب النحاسي الكبير  المحفوظ الآن بالكامبو سانتو بمدينة بيزا في إيطاليا، والذي يظن  أنه من عصر الفاطميين بدليل ما عليه من نقوش كوفية وزخارف  هندسية، وصور حيوانات، وليس معروفاً من الذي  نقله إلى إيطاليا، ولا في أي المناسبات كان ذلك.

وقد صنع المسلمون الثريات والأواني والصناديق والكراسي  والتنانير والمباخر من النحاس المكفت بالفضة والمذهب،  وكثر الإقبال على هذه التحف في أوروبا، وخاصة بعد أن عظمت  تجارة الجمهوريات الإيطالية في الشرق منذ الحروب الصليبية،  وبلغت أوج عزها في القرن الخامس عشر.

والواقع أن اضمحلال هذه الصناعة بدأ في الشرق منذ القرن  الخامس عشر بعد ظهور المغول وغارة تيمورلنك على دمشق  سنة ١٤٠١، ولكن المدن الإيطالية وخاصة البندقية ورثتها عن  الشرق؛ وظهرت في المدينة الأخيرة مدرسة من رجال الفن  عملت على التوفيق بين ذوق الغربيين في عصر النهضة، وبين  الصناعة والزخارف الإسلامية. ومن المعروف أن صناعاً من  الشرق اشتغلوا بصناعات أجدادهم في البندقية وجنوه وبيزا  وفلورنسا. وفي المتاحف والمجموعات الأثرية أمثلة كثيرة من  التحف الفنية النفيسة المصنوعة في إيطاليا في القرنين الخامس  عشر والسادس عشر، والتي تشهد بحسن الذوق وجمال الزخرف  ودقة الصناعة. هذا ولا يفوتنا الإشارة إلى ما في اللغة الإيطالية  وغيرها من اللغات الأوربية من الألفاظ الاصطلاحية المنسوبة إلى  المدن الإسلامية في صناعة المعادن كدمشق وبلاد العجم. وكان  لصناعة الزجاج المموه بالمينا شأن كبير عند المسلمين كما يتجلى من  مجموعة المشكاوات النفيسة المحفوظة بدار الآثار العربية بالقاهرة،  والتي يرجع عهدها إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر.

وقد تقدمت صناعة الزجاج في البندقية منذ القرن الثالث  عشر تقدماً كبيراً، وبدأ البنادقة منذ القرن الخامس عشر يقلدون  صناعة الزجاج عند المسلمين، فما لبثوا أن برعوا مثلهم في تمويه  الزجاج بالمينا، وانتشرت هذه الصناعة من البندقية إلى غيرها  من المدن الأوربية، وظهرت زخارف وطرز جديدة دون أن  تزول القرابة بينها وبين النماذج الإسلامية الأولى.

أما أساليب المسلمين في نقش الخشب وزخرفته وتطعيمه،  فقد ظهر تأثيرها في فنون البلاد الأوربية التي كان لها بالعرب  اتصال مباشر كالأندلس وجنوب فرنسا وصقلية، ولكن هذا  التأثير لم يكن كبيراً، لأن هذه البلاد لم تكن أحوالها الجوية  تستدعي ما اضطر إليه المسلمون من استعمال طريقة المربعات بله

أن رسم الخطوط والزخارف الهندسية لم يكن ليلعب فيها الدور  الكبير الذي لعبه في بلاد الإسلام.

وكذلك قلد البنادقة صناعة التجليد الإسلامية في القرنين  الخامس عشر والسادس عشر، ونقلوا بعض أساليبها، ونقلها  عنهم غيرهم من صناع الغرب، فلا عجب إن وجدنا حتى الآن  في صناعات التجليد الأوربية المختلفة كثيراً من  تفاصيل الصناعة الإسلامية وزخارفها. ومعروف  أيضاً أن بعض المجلدين المسلمين نزحوا إلى البندقية  وعلموا البنادقة اختراعات المسلمين في هذا الميدان.  ولا يزال   (اللسان)  المعروف في صناعة التجليد  العربية موجوداً في تجليد بعض الكتب  الأوربية، ولا سيما المحاسبين وأصحاب  المصارف. ومما أشتهر به المسلمون في الأندلس  وصقلية صناعة الصناديق من العاج، وفي  المتاحف أمثلة عديدة منها، وبينها وبين أمثالها  من صناعة أوربا في القرون الوسطى قرابة تنبئ  عن تأثير الصناعة الإسلامية.

بقي أن نتحدث قليلاً عن المنسوجات في البلاد الإسلامية  وعن أثرها الكبير في صناعات النسيج الأوربية ولسنا نجهل أن

صناعة النسيج كانت زاهرة في فارس ومصر وسورية قبل  الفتوح العربية، ولكن تعضيد الخلفاء والأمراء، وتولي  الحكومة إدارة المصانع، وعادة الخلع التي كان يمنحها الملوك وأولوا  الأمر، كل هذا جعل الصناعة تخطو في سبيل الكمال خطوات  واسعة، وكثر الإقبال على المنسوجات الإسلامية وتهافت على  شرائها التجار فعمت شهرتها أوربا في العصور الوسطى، وأصبحت  أكثر أنواع المنسوجات في ذلك العهد تحمل أسماء شرقية أو  تنسب إلى مدن إسلامية. ولما رأى التجار ذلك هب كثير منهم  لإنشاء المصانع في أنحاء أوروبا المختلفة لمنافسة مصانع الشرق  الأدنى والأندلس، وكان العرب قد أقاموا في صقلية مصانع شهيرة  للنسج ظلت عامرة بعد أن تقوض سلطان المسلمين في الجزيرة،  فتعلم الإيطاليون في هذه المصانع أسرار النسيج الإسلامي ودقائقه  ونقلوه إلى بلدان إيطاليا المختلفة، وحفلت المنسوجات الحريرية  الإيطالية في القرن الرابع عشر بالزخارف الشرقية حتى الكتابات  العربية منها.

وبدأ النساجون الأتراك والإيطاليون منذ القرن السادس  عشر ينافس كل منهما الآخر ويقلده، حتى لقد يصعب أحيانا  التفرقة بين مصنوعاتهم؛ وظهرت في الأسواق بعد ذلك أحزمة  من القماش من صناعة أوروبا على الطراز الشرقي وأطلق عليها  اسم الأحزمة البولونية نسبة إلى بولندة حيث كثرت صناعتها.

وكان السجاد أيضاً مما أخذه الأوربيون عن الشرق منذ  القرن الرابع عشر، فتعلم الصناع الغربيون صناعته من المسلمين  واحتفظوا مدة طويلة بالأساليب العربية في زخارفه.

وأما أثر المسلمين في النقش والتصوير الأوربي فيكاد لا يستحق  الذكر، وما نقله الغرب في هذا الميدان من أساليب في تصوير  الحيوان ليس إسلامياً في جوهره؛ وإنما يرجع إلى الفنون القديمة  في الشرق الأدنى؛ وليست لدينا أمثلة لمصورين مسلمين اشتغلوا  في أوربا في القرون الوسطى، اللهم إلا أولئك الذين عملوا في بلاط  روجر الثاني ملك صقلية في أوائل القرن الثاني عشر لنقش بيعة  في بالرمو تعرف باسم الكابلا بلاتينا.

هذا وقد أثرت الزخارف الإسلامية على الزخارف في شمال  أوربا؛ ولا عجب فقد كان هناك اتصال بين أمم الشمال وبين الشرق

الإسلامي، وكان كلاهما يناهض أمم أوربا الوسطى والجنوبية، بيد أن  هذه الشعوب الجرمانية الشمالية لم تكن فقدت تماما ذكرى  تجوالها في آسيا قبل أن تغزوا أوربا ويسير بعضها حتى يصل إلى  شمال أفريقيا.

ولا يسعنا أن نختم هذا المقال قبل الإشارة إلى الأثر التركي الذي  نراه في كثير من زخارف أمم البلقان وسكان جزائر بحر  الأرخبيل، فقد كان استيلاء تركيا على هذه الأقاليم وحكمها إياها  قروناً من الزمان أكبر عامل على طبع فنونها والحياة الاجتماعية  فيها بطابع شرقي لم يزل كله بعد.

اشترك في نشرتنا البريدية