الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 66الرجوع إلى "الرسالة"

أرملة حكومة. . ., أرملة حكومة..

Share

(أرملة الحكومة) فيما تواضعنا علينا بيننا وبين قرائنا (1) هو  الرجل العَزَب، يكون مُطِيقاً للزواج قادراً عليه ولا يتزوج؛  بل يركب رأسه في الحياة، ويذهب يُمَوِّهُ على نفسه كذبا  وتدليساً، وينتحل لها المعاذيرَ الواهية، ويَمْتَلِق العللَ الباطلة،  يحاول أن يُلْحق نفسه بمرتبة الرجل المتزوج من حيث يَحُطُّ  الرجلَ المتزوجَ إلى مرتبته هو؛ ويضيف شؤَمه على النساء إلى  هؤلاء النساء المسكينات، يزيدهن على نفسه شرَّ نفسه؛ ويرميهنّ  بالسوء وهو السوءُ عليهن، ويَتَنَقَّصهُنّ ومنه جاء النقص،  ويَعِيبهُنّ وهو أكبر العيب؛ لا يتذكر إلا الذي له، ولا يتناسى  إلا الذي عليه، كأنما انقلبت أوضاع الدنيا، وتبدلت رسومُ  الحياة، فزالت الرجولة بتبعاتها عن الرجل إلى المرأة، وانفصلت  الأنوثة بحقوقها من المرأة والرجال ، فوجب أن تَحمل تلك  ما كان يحمل هذا، فتُقْدِمَ ويَقَرَّ وادعاً، وتتعتب ويستريح،  وتعاني الهمومَ السامية في الحياة الاجتماعية، ويعانَى المخنَّثُ  ابتساماِته ودموَعه، متّكئا ًفي مجلسه النّسيميّ تحتَ جناح  المِرْوحة. . . فأما المرأة فتشرِف على هَلَكَتِها، وتخاِطرُ  بحاضرها ومستقبلها، وأما هو فيبقى من ثيابه في مثل الخِدْر  الَمصُوِن. . .!

(أرملة الحكومة) هو ذلك الشاب الزائف المُبهْرَج،  يُحْسبُ في الرجال كذبا وزوراً، إذ لا تكمل الرجولةُ بتكوينها  حتى تكمل بمعاني تكوينها، وأخصّ هذه المعاني إنشاءُ الأسرة  والقيامُ عليها، أيْ مغامرةُ الرجال في زمنه الاجتماعيّ ووجودِه

القوميّ، فلا يعيش غريباً وهو معدود فيه؛ ولا طُفَيْليّا  فيه وهو كالمنفيَّ منه، ولا يكونَ مَظْهراً لقوة الجنس القوي هاربةً  هروب الجبن من حَمْل ضَعف الجنس الآخر المحتمي بها، ولا لمروءة  العشير مُتَبرِّئةً تَبَرُّؤَ النذالة من مؤازرة العشير الآخر المحتاج  إليها؛ ولا يرضى لنفسه أن يكون هو والذل يعملان في نساء أمته عملاً  واحداً، وأن يصبح هو والكساد لا يأتي منهما إلا اثُرٌ متشابه،  وأن يبيت هو والفناء في ظلمةٍ واحدة كظلمات القبر، تنتقل  الأجداثَ إلى الدور، فتجعل البيت الذي كان يقتضيه الوطنُ  أن يكون فيه أبٌ وأمٌ وأطفال - بيتاً خاوياً كأنما ثكل الأم  والأطفال، وبقيت فيه البقية من هذا الرجلِ العَزَبِ الميت  أكثرُ تاريخه. . .!

لقد رأيت بعينيّ أداةَ العزب وأثاثه المبعثر في بيته، كأنما  يقصّ عليه كلُّ ذلك قصةّ شؤمه ووحدته، وكأنما يقول له  الفَرْش والنَّجْدُ والطراز:  (بعني يا رجل وردَّني إلى السوق؛  فأني هنالك أطمع أن يكون مصيري إلى أب وأم وأولاد، أجدُ  بهم فرحةَ وجودي، وأصيب من معاشرتهم بعض ثوابي، وأبلى  تحت أيديهم وأرجلهم فأكون قد عملت عملاً إنسانياً. أما عندك  فأنت خشبة مع الخشب، وأنتِ خِرقة بين الخِرق. واسمع  الكرسّي إنه يقول: أفّ. وأصغِ إلى فراشك انه يقول: تفّ. . .)

شهد العزبُ وربِّ الكعبة على نفسه أنه مُبْتَلىً بالعافية،  مستعبدٌ بالحرية، مجنون بالعقل، مغلوب بالقوة، شقي بالسعادة.  وشهدتْ الحياة عليه ورب البيت أنه في الرجولة قاطع طريق يقطع  تاريخها ولا يؤِّمنُه، ويسرق لذاتها، ولا يكسبها، ويخرج على  شَرْعِها ولا يدخل فيه، ويعصي واجباتها ولا ينقاد لها. وشهد  الوطن - والله - عليه أنه مخلوق فارغ كالواغل على الدنيا؛ إن  كان نعمةً بصلاحه، انتهتْ النعمةُ في نفسها لا تمتد؛ وأن كان  بفساده مصيبةً امتدتْ في غيرها لا تنقطع. وأنه شحّاذ الحياة  أحسن به الأجداد نسلاً باقياً، ولا يُحْسن هو بنسل يبقى، وأنه  في بلاده كالأجنبي، مهبطة على منفعةٍ وعيشٍ لا غيرِهما، ثم يموت  وجوُد الأجنبي بالنَّقْلةِ إلى وطنه، ويموت وجودُ العزب  بالانتقال إلى ربه، فيستويان جميعاً في انقطاع الأثر الوطنيّ، ويتفقان  جميعاً في انتهاب الحياة الوطنية، وأن كليهما خرج من الوطن

أبْتر لا عَقِب له، ويذهبان معاً في لحج النسيان: أحدهما على  باخرة، والآخر على النعش!

جاءني بالأمس (أرملة حكومة) وهو مهندس موظف.  ومعنى الهندسة الدقة البالغة في الرقْم والخط والنقطة وما احتمل  التدقيق؛ ثم الحذُر البالغ أن يختلّ شيء أو ينحرف، أو يتقاصر  أو يطول، أو يزيد أو ينقص، أو يدخله السهو، أو يقع فيه الخطأ؛  إذ كان الحاضر في العمل الهندسيّ وإنما هو للعاقبة، وكان الخيال  للحقيقة؛ وكان اُلخرْق هنا لا يقبل الرُّقعة. ومتى فَصلت الأرقام  الهندسية من الورق إلى البناء مات الجمع والطرق والضرب  والقسمة، ورجع الحساب حينئذ وهو حساب عقل المهندس؛  فأما عقل دقيق منتظم، أو عقل مأفون مختلّ.

بَيّد أن المهندس - على ما ظهر لي - قد خَلَتْ حياته  من الهندسة. . . وانتهى فيها من التحريف المضحك - حتى  فيما لا يخطئ الصغار فيه - إلى مثل التحريف الذي قالوا إنه وقع في الآية الكريمة (إياك نعبد وإياك نستعين) . فقد رَوَوا  أن إمام قرية من القرى في الزمن القديم كان يخطب أهل قريته  ويصلي بهم في مسجدها، فنزل به ضيف من العلماء فقال  له الخطيب: إن لي مسائل في الدين لم يتوجّه لي وجهُ الحق فيها، ولا أزال متحّير الرأي، وكنت من زمن أتمنى أن ألقى بها الأئمة  فأريد أن أسألك عنها. قال العالم: سَلْ ما أحببت.

قال الخطيب: أشْكَلَ عليَّ في القرآن بعضُ مواضع، منها  في سورة الحمد   (إياك نعبد وإياك) . . . أيّ شيء بعده.    (تسعين، أو سبعين) . . .؟ أشكَلَتْ عليَّ هذه فأنا أقرؤها: تسعين. أخذاً بالاحتياط. . .!

كذلك مهندسنا فيما أشكل عليه من حسابه للحياة، فهو  عَزَب أخذاً بالاحتياط. قال وهو يحاورني: -

كيف تُكَلّفني الزواج وتُكرِهني عليه، وتَعنِّفني على  العزوبة وتعيبني بها؛ وإنما أنت كالذي يقول: دع الممكن وخذ  المستحيل. إن استحالة الزواج هي جعلتْني عَزَباً، والعزوبة هي  جعلتني فاسداً، وفي هذا الجو الفاسد من حياة الشباب إما أن  تكسد الفتاة، وإما أن تتصل بها العَدْوَى. والعزب لا يأبى

أن يقال فيه إنه للنساء طاعون أحمر أو هواء أصفر، فهو والله  مع ذلك موت أسود وبلاء أزرق.

قلت: لقد هوَّلت عليّ؛ فما مستحيُلك ياهذا، ولِمَ  استحال عليك ما أمكن غيرَك، وكيف بلغت مصر خمسة عشر  مليوناً؟ أمِنْ غير آباء خُلِقوا، أم زُرِعوا زرعاً في أرض  الحكومة؟ أسمع - ويحك - ألا يكون الرجال قد أقبلوا  وتراجَعْت، وتجلدوا وتوَّجعْت، أو أقْدَموا وخنسْت،  واسترجلوا وتأنَّثْت؟

قال: ليس شيء من هذا.

قلت: فان المسألة هي كيف ترى الفكرة، لا الفكرةُ  نفسها، فما حملك على العزوبة وأنت موظف وظيفتك كذا وكذا  ديناراً، وأنت مهندس يصدق عليك ما قالوه في الرجل المجدود:  لو عَمِد إلى حَجرٍ لانفلق له عن رزق.

قال: أليس مستحيلاً ثُمّ مستحيلاً أن يجمع مثِلي يده على  مائة جنيه يدفعها مهراً؛ وما طرقت - علم الله - بابا إلا  استقبلوني بما معناه: هل أنت معجزة مالية، هل أنت مائة جنيه؟

قلت: فان عملك في الحكومة يُغِلّ عليك في السنة مائة  وثمانين ديناراً فِلمَ لا تعيش سنة واحدة بثمانين فتقع المعجزة؟

قال:   (بكل أسف)  لا يستطيع الرجل العزب أن يدخر أبداً؛ فهو في كل شيء مبدَّد ضائع متفرق.

قلت: فهذه شهادتك على نفسك بالسفه والخرق والتبذير؛  تنفق ما يكفي عدداً وتضيق بواحدة، وماذا يرتئي مثلك في  الحياة؟ أعند نفسه وفي يقينه أن يتأبّد فيبقى عزباً فهو ينفق  ما جمع في شهوات حياته، ويتوّسع فيها ضروباً وألواناً، ليكون  وهو فرد كأنه وهو في إنفاقه جماعة، كل منهم في موضع رذيلة  أو مكان لهو؛ وكأن منه رجالاً هو كاسبهم وعائلهم، ينفق على  هذا في القهوة، وعلى هذا في الحانة، وعلى ذلك في الملاهي،  وعلى الرابع في المواخير، وعلى الخامس في المستشفى. . .؟ إن  كان هذا هو أصل الرأي عند العزب، فالعزب سفيه مجرم،  وهو إنسان خرب من كل جهة إنسانية، وهو في الحقيقة ليس  المتّسِعَ لنفقات خمسة، بل كأنه قاتل خمس من أبناء وطنه؛

(البقية على صفحة 1679)

(بقية المنشور على صفحة ١٦٤٤)

إذ كان بهذا مطيقا أن يكون أبا ينفق على أبنائه ,لا سفيها ينفق على شاطينه

فان كان قد بنى رابه على ان يتعزب مدة تم يتأهل , فهذا أحرى أن يعينه على حسن التدبير , وهو مضراة له على شهوة الجمع والادخار ؛ إذ يكون عند نفسه كأنما يكدح لعياله وهو فى سعة منهم بعد , وهم لا يزالون فى صلبه على الحال التى لايسالونه فيها شيئا إلا أخلاقا طيبة وهما وعزائم يرتونها من دمه فتجىء  معهم إلى الدنيا متى جاءوا

إنما العزب أحد رجلين : رجل قد خرج على وطنه وقومه وفضائل الانسانية , قاعدته 'جر الحبل ما انجر لك . وهذا داعرا فاسق , مبذر متلافإن كان من المياسير ؛ او مريب دنىء حقير النفس إن كان من غيرهم - ورجل غير ذلك , فهو وثاق الضرورة إلى أن تطلقه الأسباب , ومن ثم فهو يعمل أبدا للأسباب التى تطلقه , ويعرف أنه وإن لم يكن آهلا فلا تزال ذمته فى حق زوجة سيعولها , وفى حقوق أطفال بأبوهم ،

وواجبات وطنيخدمه بانشاء هذه الناحية الصغيرة من وجوده ، والقيام على سياستها , والنهوض بأعبانها . فانظر ويحك أى الرجلين أنت ؟

قال : فتريدني ان أقامر بتعب سنة وانا بعد ذلك وما يقدروا على ، وقد اشترى بتعب سنة من العمر تعب العمر كله ؟

قلت : فهذه هي خسة الفردية ودناءتها الوحشية فى جنايتها على أهلها , وسوء أثرها فى طباعهم وعزائمهم ؛ فهي فردية تضرب فيهم العاطفة الاجتماعية ضرب التلف , وتبتلهم بالخوف من التبعات حتى ليتوهم أحدهم أنه إن تزوج لم يدخل على امرأة ، ولكن على معركة . وهي تصيبهم بالقوة والغلظة ؛ فما دام الواحد منهم واحدا لنفسه , فهو فى تصريف حكم الأثرة , وفى قانون الفتنة بأهواء النفس ومنافعها ؛ كأنما يعامله الناس رجلا كله معدة , او هو فيهم قوة هضم ليس غير .

قال : ولكن الزواج عندنا حظ . مخبوء " لوترتة " والنساء كاوراق الحب , منهن ورقة هى التوفيق والغنى بان الاف من الفقر والخيبة المحققة

قلت : هل اعتدت أن تتكلم وأنت نائم فلعلك الآن فى نومة عقل , أولا فأنت الآن في غفلة عقل .

إن هذا المسكين الذى يمسح الأحذية ويشترى من تلك الأوراق لا يخلو منها - يعلم علما أكثر من اليقين أن عيشه هو من مسح الأحذية لا من الأخيرة التى فى هذه الأوراق , فهو لا يعتد بها فى كبير أمر ولا صغيره , وما يتزلها فى حساب رغيفه وتوبه إلا توم يخالط' فى عقله فيتنزه ان يمسح أحذية الناس , ويرى أن عظيما مثله لايمسح إلا أحذية الملائكة ..

أنت ياهذا مهندس , ولك بعض الشأن وبعض المنزلة , فهبك ارتأيت أنه لا يحسن بك أو لا يحسن لك إلا أن تتزوج بنت ملك من الملوك , فهذه وحدها هي عندك " العمرة الرابحة " وسائر النساء فقر وخيية ما دام الأمر أمر رأيك وهواك غير أنك إذا عرضت لتلك " الثمرة الرابحة " لم تعرفك هى إلا صعلوكا فى الصعاليك وأحمق بين الحمقى .

إن تلك الأوراق تصنع صنتها على أن تكون جملتها خاسرة إلاعددا قليلا منها ؛ فاذا تعاطمت شراءها فأنت على هذا

الأصل تأخذها , وبهذا الشرط تبذل فيها ؛ وما تمترى أنت ولا غيرك أن القاعدة ههنا هى الخيمة , وشذوذها هو الرمح ؛ وليس فى الاحتمال غير ذلك ؛ ومن ثم فقد بري " اليك الحظ " إن لم يصبك شىء منه , وان هذا وان النساء , وما منهن واحدة إلا وفها منفعة تكثر أو تقل , بل الرجال للنساء هم أوراق السحب فى اعتبارات كثيرة , ما دامت طبيعة اتصالهمما يجعل المرأة هي في قوانين الرجل ! أكثر مما يجعل الرجل فى قوانينها . وهل ضاعت امرأة إلا من غفلة رجل و قسوته او فسولته او فجوره ؟

قال المهندس : فانى اعلم الآن - وكنت اعلم - أن لا صلاح (إلا بالزواج , وأن طريقي الى الزوجة هو كذلك طريقى الى فضيلتى والي عقلي ٠ وتالله ماشىء اسوا عند العزب ولا اكره اليه من بقائه عزبا غير أنه يكابر فى المباراة كلما محاقرت اليه نفسه , وكلما رأى أن له حالا ينفرد بها فى سخط الله وسخط الانسانية . ولا مكذربة , فقد والله اتفقت فى رذائلى ما يجتمع منه مهر زوجة سرية تشتط فى المهز وتغلو فى الطلب ؛ ولكن كيف دبي الآن وما جبرنى من قبل الإصلاح , ولا اعاتنى اقتصاد , ومن وفى بفتاة من طبقتى بمهر لااامحمل منه رهقا , ولا تتقاصر معه امورى , ولا تختل معيشتى ؟

قلت : فاذا لم يحملك الحمار من القاهرة الى الاسكندرية ! (انه يحملك الى قليوب او طوخ . وفى النساء إسكندرية , وفهن شبرا , وقليوب , وطو خ ؟ وما قرب وبعد ؟ وما رخص وغلا .

قال : ولكن بلدى إسكندرية . قلت : ولكنك لا أملك إلا حمارا ... وللمرأة من كل طيقة سعرها فى هذا الاجتماع الفاسد ؛ ولو تعاون الناس وصلحوا وأدركو الحقيقة كما هى , ما رأينا الزواج من الجمهور كانما يركب سلحقاة يمشى بها . ونحن فى عصر القطار والطيارة , وقد كان هذا الزواج على عهد أجدادنا فى عصر الحمار والجمل - كأنه وحده من السرعة فى طيارة أو قطار

حين يفسد الناس لا يكون الاعتبار فيهم إلا باللمال ؛ إذ تنزل قيمتهم الانسانية ويبقى المال وحده هو الصالح الذي لا تتغير قيمته . فاذا صلحوا كان الاعتبار فهم باخلاقهم ونفوسهم ؛ إذ

تنحط قيمة المال فى الاعتبار , فلا يغلب على الأخلاق ولايسخرها . والى هذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم في قوله اطالب الزواج : " التمس ولو خاتما من حديد (١)". يريد بذلك نفى المادية عن الزواج , وإحياء الروحية فيه , وإقرار فى معانيه الاجتماعية الدقيقة . وكانما يقول : إن كفاية الرجل فى أشياء إنيكن منها المال فهو أقلها وآخرها , حتى إن الأخس الاقل فيه ليجزى منه تحاتم الحدد ؛ إذ الرجل هو الرجولة بعظمتها وجلالها وقوتها وطباعها , ولن يجزئ منه الاقل ولا الآخس مع المال , وإن ملء , الأرض ذهبا لا يكمل للمرأة رجلا ناقصا ؟ وهل تتم الأستان الذهبية اللامعة يحملها الرجل الهرم فى فمه شيئا مما ذهب منه ؟ وما عسى أن تصنع قواطع  الذهب الخالص وطواحته لهذا المسكين بعد أن نطق تحات أسنانه العظمية وتناثرها أنه رجل حل البلى فى عظامه ؟.

طنطا

اشترك في نشرتنا البريدية