قال الأستاذ حفظه الله من كتاب خاص: نزلت قبل أسبوعين تقريباً من السيارة عند باب السوق. أريد مقابلة أحد الكتبيين فسقطت مغمى عليّ، فحملونى فى عربة إلى دارى. وبعد انتباهى قلت لعل يومى قد أقترب، ونظمت قصيدة (احساساتى) ورجحت نشرها فى رسالتك الغراء....
قد أنى (١) يا منيتى أن تعودى بى الى حيث كنت قبل وجودى حيث لا أقتنى شعورا يرينى كيف أدنو للفوز بالمقصود حيث لا نبض فى عروقى ولاضر ب لقلبى ولا حراك لعودى هونى يا نفسي فعلك تسطيـ عين عن هوة الردى ان تحيدى ليت أن الحياة ترجع فى يو م الى جسم الميت الملحود ليس من هذا الموت يا نفس بد فهو للناس من تراث الجدود يا أمانى فارقينى ويا نفـ ـس وداعا ويا حشاشة جودى بعد أيام قد تقاربن منى انا يا نفسى لا محالة مودى وسواء على من بعد موتى ان تبيدى معى وألا تبيدى وسواء أكنت أحيا سعيدا قبل موتى أم لم أ كن بسعيد واذا كنت لاتبيدين، نفسى، تبعا لى فاستبشرى بالخلود واذا الشيخ بات يشكو الونى وال وهن فالموت عنه غير بعيد سيقولون شاعر غاب فى اللحـ ـد وكم غاب مثله فى اللحود ! لا تخافى على فالموت سهل لا كما ينعتونه بشديد لا تخافى، فالموت ليس على الار ض ولا فى سمائها بجديد سبقتنى الى المقابر موتى أنا فى الراحلين غير وحيد
من قضى نحبه فنام بقبر لا يبالى طول الليالى السود غير انى ما إن سئمت حياتى وهبوطى وهادها وصعودى فأرى راحة بقبرى وان نا لت على وجه الارض منى جهودى اننا - والفراق صعب - سننفض الى غير ملتقى وشهود جمع الدهر حقبة شملنا ثـمـ ـم رمته يداه بالتبديد ما بلغنا من اللبانات يانفـ سى سوى الئزر بعد جهد جهيد أنت يا "ليلى" كنت ماثلة لى كل يوم فى يقظتى وهجودى انا ماض الى لقاء المنايا بخطى ليس مشيها بوئيد عانقينى قبل النوى لوداعى وضعى الجيد ساعة فوق جيدى وانظرينى بأعين باكيات ترسل الدمع مثل در نضيد لهف نفسى على صبابة عيش هو لولاك لم يكن برغيد أبنينى يا نفس فوق ضريحى بقواف رقيقة وأعيدى غن لى يا هزار أغنية النو م على قبرى كى يطيب رقودى ولعل الصبا تمر رخاء فوق ملحودتى فتنعش عودى ! لست أدرى أللفناء سنمضى بعد ما قد نموت أم للخلود ؟ حبذا لو حظيت من بعد موتى بحياتى التى انتهت من جديد ! اننى فى شك وان ملأ واسمـ ـعى بوعد يروونه ووعيد لا تثق بالجمهور يا عقل يوما ان رأى الجمهور غير سديد ! ولعلى رجوت ما ليس يرجى ولعلى حمدت غير حميد بعد نومى على فراش وتير عن قريب أنام فى أخدود لا أنيس ولا نسيم ولا نو ر يزيل الظلام من ملحودى (١) آه يا نفس إن ذلك سهل لو نسينا ما فيه من تجريد يوم لا نبصر الربيع ولا نصـ ـغى لا نغام البلبل الغريد شاعر الروض يرسل الشدو شجوا جاثما فوق ناعم أملود يوم لا تطلع النجوم علينا باسمات من السماء كخود يوم لا يسفر الصباح لنا من جانب الشرق قائما كعمود يوم أيدى الردى تجردنى من كل مالى من طارف وتليد ****** أنا يا صحبى واحد كنت منكم فاذكرونى ولاتناسوا عهودى أنا فى قبرى اليوم عنكم بعيد وانا عنكم فيه غير بعيد خير قبر يسقي تراب حفيرى هو يا صحبى عبرة من ودود واذا كان للفقيد بقلب خافق مثوى ، فهو غير فقيد ولعل البكاء غير مسل ولعل البكاء غير مفيد ****** تأكل الارض كل حى فلا تبـ ـقى على والد ولا مولود
اسألوها هل امتلأت تقل من شره في الجواب، هل من مزيد؟ أمم كلها تبيد فتأتى أمم أخرى بعدها للبيود سوف يقفو ركب الى الموت ركبا ثم لا أشدو خلفه بنشيدى اننى ان أهلك فمن لقريضى يتغنى به ومن لقصيدى ؟ ***** حشرونى والجامدين، على ما أخذوا من آبائهم، فى صعيد إننى منذ كنت أشدو بشعرى كان يوحى الى بالتجديد أنا لا أدعى الزعامة فيه غير أنى أبث فيه وجودى قلت شعرا فكاد يأكل لما سمعوه كالنار قلب الحسود فدعونى مقلدا ينظم الشعـ ر كما كان فى زمان الرشيى كذبوا انني الى اليوم ما قلـ ـلدت غيرى، مالى وللتقاليد؟ حبذا الليل والنهار بعينى اننى مغرم بكل جديد وجديد القريض قرب معانيـ ـه وبعد له عن التعقيد وشعور كأنه فلق الصبـ ـح اذا فاض ضوؤه من بعيد لا ترد للشعور منى حدا فهو شىء يسمو عن التحديد حبذا النقد لم يكن حين يغزو نائلا من كرامة المنقود ***** لا أغالى ، فربما قلت شعرا لم أكن فى قرضى له بالمجيد ليس فى الارض شاعر قد نجا فى كل ما قاله من التفنيد منه بكر يطرى، ومنه عوان لم تحز رتبة الكعاب الخريد قلته لاهيا به فى شبابى من هموم الهوى وبرح الصدود يوم للغيد كنت أصبوو من ذا ليس يصبوا الى الحسان الغيد ؟ ثم أرهفته فكان سلاحي ثم غنيته فكان نشيدى ثم صيرته بجنا يقينى في "فروق" من شر عبد الحميد ثم أودعته حقائق تسمو فأتى جامعا لكل مفيد حكم تهدم التقاليد قد كا نت تراعى من أهلها للجمود عاب فى الروض العندليب غراب قائلا صه فانت غير مجيد فمضى العندليب فى شدوه غيـ ـر مبال بقول ذاك البليد قائلا ليس للغراب بروض زهره الغض باسم اغرودى انا للورد قد تفتح أشدو فهو إن أصغى تم لى مقصودى يممى يا نفسى السماء فانى لا أرى فى الثرى طريق الخلود هى ممتدة لغير تناه وهى منبثة لغير حدود اهتدى بالشعرى وبعد خفاها من بياض للفرقدين استفيدى انما خشيتى ضلالك فى تلـ ـك المحانى الكثيرة التجعيد
لا تهابى فلست أول روح وغلت فى هذا الفضاء المديد لا تهابى فأنت يا نفس بعدى مثل صمصام ليس بالمغمود ربما جاءوا يمنعونك فيها عن وصول الى المقام الحميد انهم قد يثبطونك عنه بشهاب يلقونه من بعيد فاصدميهم بما لديك من القوة فى صولة الكمى العنيد واذا ما قسوا عليك فلاقيـ ـهم بقلب أقسى من الجلمود واذا ما والوك فيها فوالى واذا ما عدوا عليك فذودى ولقد كان الحق فى كل جيل ضائعا بين سائد ومسود ان تلك السماء كالأرض هذى حومة تدمى للكفاح الشديد لايخيفنك اللقاء بحرب هى بالنار تلتظى والحديد أنت حاربت للتحرر أعوا ما طوالا فحاربى من جديد أنت فى الارض ما تطأطأت حتى تخضعى فى السماء أو تستقيدى إنما أنت للتمرد لا للـ خسف والرسف فى ثقال القيود واذا ما لاقيت سدا منيعا فاخرقيه بحراة الصنديد أسرعى واجتازى عوالم تحشو سدما قد أسرفن فى التحشيد مسرعات الى التوسع لا ير ضين الا اخذ المكان البعيد ليست الطالعات يفجأن، الا رسلا جئن من وراء الوجود إنما مستقر قافلة الأر واح فى غير العالم المشهود للذى يبتغى الولوج جريئا ليس باب السماء بالمسدود انت روح ترقى الى حيث شاءتلا حجاب لها عن التصعيد لا تخافى هلكا من الضرب فيها أنت روح والروح ليس بمود انما العز من نصيب الذى يجـ رأ والذل حصة الرعديد أنت أن تعزمى يهن كل صعبلا ينال المراد غير المريد ***** أحمد البارىء الذى يتساوى عنده ايمانى به وجحودى قيل ان الشهيد يحيا لدى الرب ب فمن ذا فى الارض غير شهيد ؟ انما هذه حقائق صرحـ ـت بها صادعا بلا تمهيد فاسمعيها ولا تبوحى بها للـ ـملأ الأعلى حول عرش المجيد كلنا مؤمن يسبح للرحـ ـمن فى ظل عرشه الممدود اننى ما سجدت يوما لغير الـ ـله فالله وحده معبودى اسألى الله ان يخفف سجنى فى حفيرى وأن يفك قيودى وسلام عليك يوم فراقى وسلام على يوم همودى
بغداد
