الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد السادس عشرالرجوع إلى "الرسالة"

احياء ذكرى ابن خلدون

Share

نشر الأستاذ محمد عبد الله عنان فصولاً فى الرسالة أرَّخ فيها العلامة ابن خلدون، فكانت هذه الفصول ولا غرور خير ما كتب فى تاريخ هذا العلامة، بيد أن الأمر الذى يرجوه الناس ودعا اليه الصحافى  العجوز فى مايو سنة ١٩٣٢ بالأهرام لم يتحقق ولم نصل اليه.

دعا هذا الصحافى الفاضل الى احياء ذكرى ابن خلدون  لكى ينتفع هذا الجيل وما بعده بهذه الذكرى الطيبة، وقام  الكتّاب على أثر ذلك يبينون ما نعمل لأحياء هذه الذكرى،  وكان من رأى الأستاذ احمد زكى باشا أن ينصب له تمثال،  وأن يبحث عن قبره ليشيّد. وكان من الآراء القيمة النافعة أن يطبع تاريخ ابن خلدون ومقدمته وينشرا على الناس بنفقات  طبعهما. وهذا الرأى كان خير الآراء وانفعها، وقد انقضى عام  وبعض عام بغير أن نرى أحدا قد نهض لأحياء هذه الذكرى.

ولقد كنت قرأت فى صيف سنة ١٩٢٣ للمرحوم تيمور  باشا بحثا فى الهلال، أبان فيه أنه لا يوجد فى ما طبع من مقدمة  ابن خلدون طبعة صحيحة، وأنه رأى بخزانة الأستاذ زكى باشا  نسخة مخطوطة صحيحة بقلم ابن خلدون نفسه، فرجعت الى

أحمد زكى باشا لأسأله عما قال تيمور باش فأجاب بأن لديه حقيقة نسخة مخطوطة مصححة بقلم ابن خلدون، وأنه  فى سنة ١٩٣٠ أتى بصورتها عن النسخة الأصلية الموجودة  بمكتبة عاطف أفندى بالأستانة، وزاد على ذلك بأنه يدعو  من يشاء الى طبعها ونشرها. ولما استيقنت من وجود هذه  النسخة أرسلت خطابا الى رئيس لجنة التأليف والترجمة والنشر، رغبت اليه أن تعمل اللجنة على نشر هذا الأثر الجليل،  فرد على حضرته فى أغسطس سنة ١٩٢٧ بأن اللجنة تضع اقتراحنا  موضع البحث، ففرحت بهذا الجواب وجعلته بشرى أذعتها  بجريدة المقطم الغراء بين الناس. وها قد انقضى ستة أعوام  كاملة بغير أن يتحقق ما رجونا.

ولما كان من أغراض اللجنة الموقرة نشر الكتب القيمة، وليس  من شك فى أن تاريخ ابن خلدون بمقدمته الموجودة بالخزانة الزكية هو خير ما ينشر من كتب الأوائل فى هذا العصر، فانى أعيد الرجاء  على صفحات الرسالة الى هذه اللجنة الموقرة، لتعمل على طبع هذا  التاريخ ومقدمته، ويكون ما كتبه الأستاذ عنان تصديرا لهذا  التاريخ، وبذلك تكون اللجنة قد أدت للعلم والأدب أجل عمل،  ولابن خلدون أجمل ذكرى.

اشترك في نشرتنا البريدية