الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 80الرجوع إلى "الرسالة"

البعث

Share

إلى مهد الرسالة في عامها الثالث تحية عيد الوكن وعيد الميلاد

سَلاَماً فِتْةَ الوطنِ المفَدى ... وأَشْبال الفراعِنَةِ القُدامي

دَعَتْ مصرُ العزيرةُ فالتففتمْ ... جُنوداً حَوْلَ رايتها قِياما

وأشعَلتُم بها رُوحاً فَتياً ... يُكشفُ عن جَوَانبها الظلاما

وكان بقلبها جرح تَنزى ... وأرهق جسمها المُضْي سقاما

فَمسته أناُلكم فأغْفى ... وكاد اليومً يلتئمُ الْتِئاما

ألستمْ خَيرَ مَنْ يحنُو عليها ... إذا ما الروع لج بها احتداما؟

شَبابَ النيل مصرُ إليك تشكو ... بَنِينَ تفننوُا فيها اجْنِرَاما

فكانوا الجُند للباغي عليها ... وفي أيدي الدخيل بها حُساما

يُمزق شَملها بدَداً ويُوهي ... حَنايَا جسمها الواهي كُلاَما

وكم في مِصْرَ من أبناءِ سُوءٍ ... أضاعُوها وما حَفَروا الذماما

فكالُوها عَذَاباً واضطهادا ... وسامُوها سِباَباً واتهاما

وعاثُوا في نواحيها فساداً ... احبتْ دونه الموتَ الزواما

وعَبوا كل موردها اخْتِلاساً ... وما عَرَفَتْ نفوسُهمُ احتشاما

أولئك شرُّ من وَلَدَتْه مصرٌ ... فجازاها عُقُوقاً وانتقاما

أولئك داؤهِا يَفْرِى حَشَاها ... وَيُرْهق صدْرَها نُوَباً جِساَما

مُصاَبُ النيلِ أبناءٌ رَعاهم ... ليغْدُوا في كِنَنَتِه سِهاما

فكانو مِعْوَلَ العاَدِي عليه ... وباتوا فيه حرباً لا سلاما

سليل النيل وَيْحَكَ كيف تَغْفوٌ ... وَقَدْ نَخَر الفساَدُ بك العظاما

أترضي أن تَذَل بأرضِ مصرٍ ... ويصبحَ عُودُك النادي حطاما

ونيلُ ما أحَن تَرَاه مهداً ... وأشهىَ عذْبَ مورده مُداما

وأرضُك جَنةٌ شفتْ سماءً ... وطابَتْ مَمبتاً وزَكتْ مُقاما

تُدرُّ على الأجانب ما أرادوا ... وتلقى أنتَ صبيها جَهاما

وكم من أَجْنَي جاء يسعى ... إليها ليس يمتلك الرغاما

فينهل ورْدّها العذب المُصفى ... وَيلتهم الغني فيها التْهاَما

ويعتقد الضياع بها وَيُثرى ... ثراء تحت أعْينه تَرالا

ويحسدُه البنون وقد تناسوْا ... متى أَثْرَى وَكيف بها تَساَمَى

لقد أفنى الحياةَ بها جهاداً ... وَهم عَبَروا حياتهُم نياما

وَكم ضاقت مواردها ولًما ... يَصيقُوا بالكفاف لهم طعاما

وَلو حرِمَتء نفوسثهُمُ جًناًها ... لعاشوا رغم وَفرته صياما

فيالضَرَاعةِ الابناءِ حتى ... رَضُوا بالعيش ذُلاً واهتضاما

وَيالهَوَانهمْ حتى استرحوا ... إلى أن يصبحوا فيها طَغَاما

صَحَوْنا أيها الوًكنُ المُفدى ... وققمنا نًسًترد لكَ السناما

وجَمعنا هًوَاك على صَفاءٍ ... فقد ضقنا بواديك انْقِساما

سَنَدْفعث عن حماكَ فلا يُغشى ... ونًرْعًى عذْبَ وِرِدْكَ أَنْ يُساما

فلا يلقي الغريب له كِفاَفاً ... وَلاَ يًرْوِي بودينا أُوَاماَ

اشترك في نشرتنا البريدية