الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 32الرجوع إلى "الرسالة"

الذكرى

Share

تهبط الذكرى على قلبي فيحيا       ثم تنأى عن حماه فيموت

غلب اليأس على مأمله       وطوى ضجته الكبرى السكوت

فهو كالبلبل غنى بكرة       ولدى الامساء وافاه الخفوت

رب ذكرى غلغلت فى ساحه       هى عندي أبد الآباد قوت

نعشت روحي منها نفحة       مثلما ينعشك المسك الفتيت

يا سرابا لم أزل أنشده       طول عمري وهو عن عيني يفوت

بينما الأمر جميع فإذا       عشي المنضور منهوب شتيت

وحياتي نهر معتكر       غيبته فلوات ومروت

أعشب الشوك على أعطافه       ولقد يزهو بها آس وتوت

الدنا بعدك قفر وحشة       ما بها مأوى لقلبي ومبيت

خلت الأكوان من بهجتها       وامحت منها صفات ونعوت

لا تظني شجوها يكربني       إنني فى الألم العاتي ربيت

كل ما لاح لعيني رائعا       هو عندي بعد ما غبت مقيت

زهد القلب الأماني كلها       وثوى يصدفه عنها القنوت

غير ذكرى صورة اعبدها       أنا منها فى عذاب ما حييت

الرزايا رصنتني خبرة       والرزايا قد تربى وتقيت

كلما حرقني جرح الهوى       صاح قلبي: إن جرح الحب صيت

يا لهم مستفيض إن يغب       ملكوت منه يطلع ملكوت

لك فى قلبي طيف ماثل       هو فى عيني تمثال نحيت

غلف الأجفان ما يبرحها       مشرق الساحة بحلوه الثبوت

لم أكن أرضى بأفراح الورى       وأنا اليوم بأوجاعي رضيت

تنشد الروح إذا طفت بها       وإذا غبت تولاها الصموت

أنا كالشارد من فرط الأسى       مضنى هم على العيش مميت

نسج الدهر لحظى دارة       ربما أربت عليها العنكبوت

اشترك في نشرتنا البريدية