تهبط الذكرى على قلبي فيحيا ثم تنأى عن حماه فيموت
غلب اليأس على مأمله وطوى ضجته الكبرى السكوت
فهو كالبلبل غنى بكرة ولدى الامساء وافاه الخفوت
رب ذكرى غلغلت فى ساحه هى عندي أبد الآباد قوت
نعشت روحي منها نفحة مثلما ينعشك المسك الفتيت
يا سرابا لم أزل أنشده طول عمري وهو عن عيني يفوت
بينما الأمر جميع فإذا عشي المنضور منهوب شتيت
وحياتي نهر معتكر غيبته فلوات ومروت
أعشب الشوك على أعطافه ولقد يزهو بها آس وتوت
الدنا بعدك قفر وحشة ما بها مأوى لقلبي ومبيت
خلت الأكوان من بهجتها وامحت منها صفات ونعوت
لا تظني شجوها يكربني إنني فى الألم العاتي ربيت
كل ما لاح لعيني رائعا هو عندي بعد ما غبت مقيت
زهد القلب الأماني كلها وثوى يصدفه عنها القنوت
غير ذكرى صورة اعبدها أنا منها فى عذاب ما حييت
الرزايا رصنتني خبرة والرزايا قد تربى وتقيت
كلما حرقني جرح الهوى صاح قلبي: إن جرح الحب صيت
يا لهم مستفيض إن يغب ملكوت منه يطلع ملكوت
لك فى قلبي طيف ماثل هو فى عيني تمثال نحيت
غلف الأجفان ما يبرحها مشرق الساحة بحلوه الثبوت
لم أكن أرضى بأفراح الورى وأنا اليوم بأوجاعي رضيت
تنشد الروح إذا طفت بها وإذا غبت تولاها الصموت
أنا كالشارد من فرط الأسى مضنى هم على العيش مميت
نسج الدهر لحظى دارة ربما أربت عليها العنكبوت
