الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 50الرجوع إلى "الرسالة"

الذكرى

Share

أذكارا بعد ما ولى الشباب   ومن الذكرى نعيم وعذاب

لا تقل تعزية عن فاتت  كم عزاء فى ثناياه المصاب

وإذا الدار جفاها أنسها  فمغانيها مع الترب تراب

وإذا الروض ذوت أوراقه   فغناء الورق فى الروض انتحاب

وإذا ما الزهر ولى حسنه  فبقاياه عبوس واكتئاب

واحمرار الشمس فى مغربها  دمعها القاني أو القلب المذاب

إنما الذكرى شجون وجوى  يسكن القلب لها وهى حراب

رب نفس عشقت مصرعها  كفراش النار يغريه الشهاب

ولكم أنس وفيه وحشة   واقتراب هو نأى واغتراب

عالي القلب بذكراك وإن  كان لا يغني عن الماء السراب

وصلينا فى الكرى أو فى المنى  من أباه الصدق أرضاه الكذاب

أو عدينا عدة ممطولة  قد يشام البرق إن ضن السحاب

كم تمنينا عقيمات المنى  ودعونا وصدى الصوت جواب

ورضينا بقليل منك لو  أن مشتاقا على الشوق يثاب

لا أرى بعدك شيئا حسنا   آهل الأرض بعيني يباب

رنة العود بسمعي أنة   وسلاف الخمر فى الأقداح صاب

يا زمانا صفرت منه يدي   غير ما تبقي الأماني الكذاب

ليت نفسي ذهبت فى إثره   فذهاب الصفو للمرء ذهاب

من لقلب حامل من وجده   ما يذوب الصخر منه والهضاب

حمل الأيام ذكرى ومنى   ضاقت الدنيا بها وهى رحاب

والمنى عذر الليالي إن جنت   وهى للشاكي على الدهر عتاب

ونعيم يعد القلب به   نفسه حين المقادير حجاب

ليتها دامت على خدعتها   أحسب الخير ويعدوني الحساب

ربما رفه ظن خاطىء   ولقد يجني على النفس الصواب

غير أن اليأس قد أبقى بها   مثلما يبقي من الشمس الضباب

لم يدع لي اليأس ما أحيا به   غير قد كنا وقد كان الشباب!

اشترك في نشرتنا البريدية