الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد السادسالرجوع إلى "الرسالة"

السائل

Share

بينما كنت أسير فى إحدى الطرق، وقفني سائل مسكين  بوجه شاحب، وعينين داميتين، وشفتين متقلصتين، وقدمين  مرتجفتين. فقلت فى نفسى:  أُوه! ما أتعس هذا الشقى!

قدم إلى يده الحمراء النحيلة القذرة، وطلب منى صدقة  بصوت يخنقه بالبكاء.

فوضعت يدى دون أن أفكر، وقد أخذتنى الشفقة على  هذا البائس، وضعتها فى جيوبى، ثم جعلت أبحث فيها عن  شىء أعطيه إياه، ولكني وا أسفاه لم أجد شيئا، لا نقودا  ولا ساعة، حتى ولا منديلا!

صار موقفى حرجا، وما زال السائل مادا إلى يده واثقا  كل الثقة من العطية!

لم أعرف ماذا أعمل!. وفى النهاية أخرجت يدى وأنا  حيران خجل، ثم مددتها وصافحت يده الممدودة قائلا:  (أنا آسف يا أخى فليس معى شىء).

ولم أكد أتم هذه الجملة حتى رأيت عينى السائل وشفتيه تفتران عن ابتسامة رقيقة، وإذا به يضغط على يدى شاكرا  ممتنا وهو يقول:  (حسنا يا أخى! شكرا لك! ان هذه أيضا صدقة!)

اشترك في نشرتنا البريدية