الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد الثلاثونالرجوع إلى "الرسالة"

السكك الحديدية تحت الأرض

Share

خلصت من زحمة الدنيا وضجتها

إلى طرائق تحت الأرض تنسرب

جرت مفاوزها فى  كل ناحية

فلم تزل تتلاقى ثم تنشعب

ظلماء جون كأحجار الأراقم قد

مدوا لها سببا فى  إثره سبب

تجري بها مركبات ما يزال لها

تحت الثرى والدياجي مسلك عجب

سرى بها دافع للكهرباء فلم

تقذف دخانا ولم يزفر بها لهب

شتيمة الوجه إذ تنسل ساربة

مثل الثعابين فى  أنيابها العطب

ترى على سفر طول المدى فإذا

حواتها صفروا سالت بها القضب

إن يبتغوا انطلقت أو يبتغوا وقفت

لم تشك أنيا ولم يعلق بها لغب

تظل ذاهبة منهم وآيبة

تمضي مولولة صخبى وتنقلب

يرمي بها نفق داج إلى نفق  

وينطوي سرب من بعده سرب

كأنما هى  سعلاة بها كلب

أو أنها طالب قد شفه الطلب

تجري النهار وما تدري له وضحا

وداجى الليل لا تبدو له شهب

تظل تقطع أنحاء المدينة لم

يشعر على الأرض من جاءوا ومن ذهبوا

وتنثني فى  الدياجي غير حافلة

بمن مشوا فى  ضياء الشمس أو ركبوا

فكل نهج لها أنى مضت جدد

وكل قاص إذا رامته مقترب

اشترك في نشرتنا البريدية