خلصت من زحمة الدنيا وضجتها
إلى طرائق تحت الأرض تنسرب
جرت مفاوزها فى كل ناحية
فلم تزل تتلاقى ثم تنشعب
ظلماء جون كأحجار الأراقم قد
مدوا لها سببا فى إثره سبب
تجري بها مركبات ما يزال لها
تحت الثرى والدياجي مسلك عجب
سرى بها دافع للكهرباء فلم
تقذف دخانا ولم يزفر بها لهب
شتيمة الوجه إذ تنسل ساربة
مثل الثعابين فى أنيابها العطب
ترى على سفر طول المدى فإذا
حواتها صفروا سالت بها القضب
إن يبتغوا انطلقت أو يبتغوا وقفت
لم تشك أنيا ولم يعلق بها لغب
تظل ذاهبة منهم وآيبة
تمضي مولولة صخبى وتنقلب
يرمي بها نفق داج إلى نفق
وينطوي سرب من بعده سرب
كأنما هى سعلاة بها كلب
أو أنها طالب قد شفه الطلب
تجري النهار وما تدري له وضحا
وداجى الليل لا تبدو له شهب
تظل تقطع أنحاء المدينة لم
يشعر على الأرض من جاءوا ومن ذهبوا
وتنثني فى الدياجي غير حافلة
بمن مشوا فى ضياء الشمس أو ركبوا
فكل نهج لها أنى مضت جدد
وكل قاص إذا رامته مقترب

