ظهر أخيراً كتاب الكاتب الفرنسي جان جاك بروسون عنوانه (الشفاليير ديون) La Chevaliere d, Eor ؛ ويتناول هذا الكتاب موضوعاً مدهشاً لا زال لغزاً من ألغاز التاريخ والمجتمع، هو شخصية لم يتفق المؤرخون على جنسها؛ هل كان الشفالييه ديون رجلاً أم امرأة؟ ويجب أن تعرف أن
هذا الشخص المشكل قد عاش في عصر لويس الخامس عشر، وكان يتبوأ مركزاً هاماً في البلاط وفي سياسة الدولة
وقد عرف الشفالييه ديون أولا بأنه رجل، وتولى بهذه الصفة بعض المناصب، ولكنه كان فتى ناعماً خلاباً يضارع في الحسن ورقة المحيا والتقاطيع أجمل فتاة، وكان إذا مثل في الحفلات الراقصة يرتدي دائماً ثياباً نسوية فيبدو كأنه امرأة فاتنة؛ وكان في أحيان كثيرة يرتدي هذه الثياب ويؤثر الظهور بها؛ وكان يتسلل بهذا الزي إلى أعمق المجتمعات الرفيعة ، وإلى غرف الأميرات والملكات؛ ولما وقف لويس الخامس عشر على مسلكه قضى بأن يعتبر امرأة، وأن يرتدي الثياب النسوية دائماً؛ ثم خشي لويس الخامس عشر من دسائسه فأمر بسجنه في قلعة؛ ولما أطلق سراحه فر إلى إنكلترا، وأحترف تدريس المبارزة، وظهر في المجتمع اللندني بأنه أستاذ بارع في الفن؛ ولما توفي فحصه بعض الأطباء، فيقال أنهم وجدوه رجلاً كامل الأعضاء والرجولة ولكن شخصية الشفالييه ما زالت غامضة. هذه هي القصة التي يعالجها المسيو بروسون في مؤلفه الشائق، ويفضل مسيو بروسون أن يعتبر الشفالييه امرأة ذات خواص غير عادية، وأن صفة الأنوثة هي الأصيلة فيه. ويورد في كتابه كثيراً من السير العجيبة عن هذه الحياة المدهشة التي لبثت تثير دهشة المجتمع الفرنسي مدى حين

