الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 61الرجوع إلى "الرسالة"

الضجر، للشاعر الأنجليزى هنرى لنجفلو

Share

يا قَدَما من سُرى الليالي    ورحلة العمر والسنين

أدمتكِ أحجارها ففاضت    فجاجها بالدم الثخين

تجرين بالعبء - والأماني    تفرُّ - موصولةُ الأنين

ها أنا أوشكت أن أوافي    لبيتك الهادئ الأمين

هناك ننسى الذي عرانا    ومضَّنا، في حمى السكون

لشدَّ ما أرهقت فؤادي    يا قدمي رحلةُ السنين!

ويا يداً ، لا أراكِ إلا    كثيرة الوثب والنضال

آناً مليكاً ومستبداً    وتارة موطئ النعال

الجود يُعْليكِ بالعطايا    والفقر يدنيك بالسؤال

أنا الذي خضت مستميتاً    معترك العيش بالمقال

يا طالما رحتِ في شقاء    تَشكيَن من كثرة الأمالي

كم أنا يا عدتي حزين ال    فؤاد من دائكِ العضال!

وأنت يا قلب يا صغيري    يا دائم الخفق والوجيب

أراكَ تهتاج بين هذي ال    ضلوع كالثائر الغضوب

كأنما أنت - والأماني      بعيدة - ملتَ للغروب

يا عجباً! هل رماك رامٍ     غير أمانيك بالخطوب؟

نار كنار الغضى وجمر      متقد ثائر الشبوب

( البقية فى أسفل الصفحة التالية )

الآن فاهدأ فسوف نرضى    وتنطفي شعلة اللهيب

وأنت يا روح، يا حياتي      يا هبة الرب والسماء

هبطتَ من عالم خفي        أنقى وأصفى من الضياء

يا روح، هذي سحائب العمـ    ر كالأواذيَّ في الفضاء

تُمْعُن في سيرها وراحت     تنتهب النور في ظَمَاء

يا لي من العمر! كيف ولَّى     وانحدرت شمسه ورائي؟!

يا لي من الموت! كيف حانت     واقتربت ساعة اللقاء؟!

اشترك في نشرتنا البريدية