الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 44الرجوع إلى "الرسالة"

القلب الطريد

Share

إن بين الضلوع قلبا طريدا     عاثر الجد لم يقل من عثاره

قام دهرا إلى اليسار ربيئا     مشرفا قابضا على منظاره

آملا أن يلوح قلب نقي   يبذل الود ساذج فى نفاره

يعرف الحب والحياة فيلقى     عن فؤاد المحب ثوب صغاره

عالم بالجمال فى كل لون     وخبير بخافيات مثارة

يستطير الذكاء منه شعاعا     ساكبا ضوأه على اقطاره

يشرق القول من سناه ويمشي     شرطي العفاف فى أنواره

ويفيض الحنان نهرا دفوقا     يجرف العازلين فى تياره

آملا أن يراه منه قريبا     قبل موت الهوى وقبل اندثاره

إن شدا بالغرام هب مجيبا     ذلك القلب شاديا بجواره

يرسل اللحن فى الفضاء قويا     ويسر الأنين فى أوتاره

جامد الطرف ذائبا من حنين     مسندا رأسه إلى قيثاره

ويحه لم يجد مبادل حب     أو صديقا يصون من أسراره

هام شرقا وهام غربا كئيبا     يستميح الحنان فى أطماره

طارقا للفؤاد من كل ظبي     حف أو لم يحف لى بمكاره

ويوالي الهجوم حتى أراه     مشرئبا يشب فى أسواره

كلما دق باب قلب تراءى     فيه شخص يجيل فى أنظاره

خافت رده يقول تأخر     ت كثيرا يا صاح عن ايجاره

طال تسايره وآب ولم يح     ظ بغير الكلال فى تسياره

فأبى بعدها القلوب مقيلا     واستعاض البيوت من اشعاره

يشتكي دهره ويدلع فيها     من سعير الغرام ألسن ناره

كاحلا بالدماء من مهجة القل     ب عيون القصيد فى أشطاره

هدنة ما أقمت شهرا عليها     ثم عاد الفؤاد ماضي سعاره

فهو يغلي به ويطغو عليه     وجده المستثار من أغواره

هابطا بالهموم أو مستطارا     داويا بالانين فوق مطاره

3زاخرا بالدماء فالحب فيه     متعب يرتمي على احجارِه

قابضا كفه على ذكريات     كن بالامس فى رمال قرارِه

باسمات وهن حول غرامى     مغضبات مضين فى آثارِه

ذكريات اثارها من جديد     ستثير الغرام من أوكاره

عابث بالنهى كثير التأبى     حارس غصنه وطيب ثمارِه

باسم عندما يراني وحيدا     وخجول إذا مررت بدارِه

سارح الطرف إن رآني وصحبي     ذاهل كالغريق فى افكارِه

اسجحى يا حبيبتي ففؤادي     قلب كالحياة فى أطواره

قد ملكت القياد منه وصارت     بسمات من فيك إكليل غاره

فاحذرى أن يثور بعد سكون     وفيطير الغرام في إعصاره

اشترك في نشرتنا البريدية