الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 79الرجوع إلى "الرسالة"

تحية الرسالة، فى مستهل عامها الثالث

Share

أردت بشعري إجلالها ... فما طرب القلب إلا لها

تبدت لنا في عطاف الجلال ... عروساً تُجررُ أذيالها

تناهت اليها معاني الجمال ... فما أطلع الشرقُ أمثالها

تسير إلى الناس موموقةً ... وقد أكبر الناسُ إقبالها

عليها من الشرق ديباجةٌ ... توشح بالسحر سربالها

وقد عقدت تاجها من سناه ... وصاغت من الحق أحجالها

وفي مقلتيها يشعُ اليقين ... ويشغل ذكر العلي بالها

وما حفلت بصغار الأمور ... وما صحب المينُ أقوالها

ومن ذا رأى قبلها غادةً ... تقابل بالصفح عذالها؟

تجدد للناس عهد الوفاء ... وقد رافق السعدث آمالها

وتستقبل الفطرَ في عيدها ... فيصبح نور الهدى فالها

أشيع أيامها الحافلات ... وأستعرض اليوم أعمالها

وما عرفتْ قبلُ غير الرشاد ... وقد سجل الدهرُ أفعاله

ألم نر كيف مشت حرةً ... تفك عن الضاد اغلالها؟

وتجري البلاغة رقراقةً ... فترتشف النفس سلسالها

فمن أدب تشتهيه النفوس ... ومن قصص هو أشهى لها

وتزجي القوافي معسولة ... وتسكب في القلب جريالها

تسوق العلوم لأهل النهى ... وتفتح للذهن اقفالها

وترفع ثم صروح الفنون ... وقد كره الناسُ أطلالها

وتحيو إلى مُسْتَكيِنَّ الخدور ... تفتق في الشرق أسدالها

وتخرج ميتدعات العصور ... وتعرض للناس أشكالها

وما الشرق إلا معين الفنون ... وإن أخرج الغرب مثالها

وما هو فن ولكنه ... وميض من الروح أوحى لها

تجدد ماضيه العبقري ... وقد هاج ماضيه بلبالها

وتدعو إلى العزفي أمة ... اطال بنو الغرب إذلالها

تذكرُ بغدادَ عهدَ الرشيد ... وتحصى بجلق أقيامها

وتتلو بمصر حديثَ الخلود ... فتوقظ للجد أشباله

تريك الملاحم في هولها ... وقد توج النصرٌ أبطالها

كأنك تلمح بين السطور ... دخان الحروب وقسطالها

وتسمع فيها صليل السيوف ... وكرَّ الجياد ونصالها

وقد ضاق بالجمع رحب الفضاء ... وزلزت الارض زلزالها

ترى خالداً في غمار الحتوف ... يخوض إلى النصر أهوالها

وتلقي صلاحاً يذل العداة ... وقد كان في الحرب رئبالها

فيملأ نفس ماضي البلاد ... ويذكر قلبك ما نالها

وكم جدد الذكرث بأس الشعوب ... إذا أقعد الخوف أعزالها

حمدنا لصاحبها جهده - فقد ألهم الشرق إجلالها

(رسالته) فيه رمز الأخاء ... إذا رسم الفكر تمثالها

لقد وحدت فيه شمل الشعوب ... وإن فرق الدهر أنسالها

وتهدي إلى الرشد في أمة ... أراد أولو العلم إضلالها!

فلابرحت تصطفيها لقلوب ... وتستقل العين إجمالها

اشترك في نشرتنا البريدية