الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 55الرجوع إلى "الرسالة"

تعالي

Share

تَعَالَيْ نَسْأَلِ الذِّكْرَى      عَنِ الحُبَّ وَمَاضِيهِ

وَعَنْ سِحْرِ لَياليهِ        وَعَنْ حُلْوِ أَمَانيهِ

حَكايَا مَا تَني تَنْهَلُ       مِنْ ضِحْكٍ وَتمْويهِ

قَصَصْنَاهَا عَلَى قَلْبيْنِ     مَغْمُورَيْنِ بالتِّيهِ

وَهَذَا اللَّيْلُ كَمْ أَصْغى      وَكَمْ أَصْغَتْ دَرَاريهِ

لَقَدْ قَرَّبَنَا الْحُبُّ          وَضَمَّتْنَا أَوَاخيهِ

وَلَمْ تَنْوِ القِلَى أَهْليِ      فَلِمْ أَهْلُكِ تَنْويهِ

حَيَاتي مِنْكِ في نَوْحٍ      وَتَعْذِيبٍ وَتأْوِيهِ

فَهَلْ أَظْفَرُ في الهَجْرِ      بطَيْفٍ مِنْكَ أُصْبِيهِ

أُفَدِّيهِ بأَحْلاَمِي           فَيُسْليني وَأُسْليهِ

وَأُغْرِيهِ بِأَشْعَارِي      فَيَبْكيِني وَأَبْكيهِ

وَكَمْ قَاسَمَني اللَّيْلُ         أَنيناً بِتُّ أُخْفِيهِ

شَجَانِي مِنْهُ مَا أّشْجى     وَأَضْنَانيَ مُضْنيهِ

أَسًى للْقَلْبِ مَا يَنشُدُ        إِلاَّ مَا يُعَنَّيهِ

وَمَا يَبْرَحُ طُولَ الدَّهْرِ     طِفْلاً في تَمِّنيهِ

يُعِدُّ الفَرْحَةَ الكُبْرَى        لِحُبٍ كامِنٍ فِيهِ

إِذَا سَاوَرَني الْوَجْدُ      وَأَطْيَافُ لَيَاليهِ

وَأَضْنى قَلْبيَ الْهَمُّ        وَأَحْزَانُ عَوَادِيهِ

لَمًسْتُ الْبُرْء في اللَّيْلِ   وَفي صَمْتِ دَياَجيهِ

كلاَنَا موُحَشٌ رُوحاً       سَقِيمٌ غَابَ آسِيهِ

إِذَا ضَاعَ لَكَ الحُلْمُ        الذي عِشْتَ تُرَجَّيهِ

فما تَطْمَعُ في الْعَيشِ     وَلاَ يُغْريِكَ حَاليهِ

لَقَدْ لَقَّنِتني الحُبَّ         وَمَعْسُولَ أَغَانِيهِ

وَأَوْحَيْتِ ليَ الشَّعْرَ      وَمَنْ غَيْرُكِ يُوحِيهِ؟

وَنَجْوَى لحْنِهِ البَاكِي     وَأَنَّاتِ قَوَافيهِ

قَطَعْنَا الْعُمْرَ في الُحْبَ      وَفِي غَمْرَةِ وَادِيهِ

فَلَمْ يَبْقَ لَنا مِنْهُ               سِوَى طَيْفٍ نُنَاجِيهِ

دمشق

اشترك في نشرتنا البريدية