نقلنا في العدد الماضي عن الوادي ما سماه صديقنا الدكتور طه (قصة تمثيلية للأستاذ توفيق الحكيم) ، لأن (الرسالة) كانت مسرحاً لهذه الرواية، فمن حق قرائها الذين لا يصل إليهم الوادي أن يشهدوا فصلها الأخير، ولأن (الرسالة) سجل لأوان الأدب الحديث، فمن حق الأدب أن نسجل في تاريخه ما يقع بين رجاله من الخلاف الجدي فيه كاملاً غير منقوص. ولهذين السببين نقلنا أيضاً عن الوادي ما كتبه الأستاذ توفيق الحكيم تعليقاً على تلك (الرواية)، وأنه ليسرنا أن نسجل كذلك أن الود قد اتصل، بين الصديقين الكريمين، وأن الدكتور طه قد أعلن في الوادي (أن ما كان بين الأستاذ توفيق الحكيم وبينه من خلاف قد انتهى أمره ومحي محواً بعد ذلك الكتاب الرقيق) .
أما هذا الذي نشره في الوادي صديقي طه وسماه عتاباً فلعله من الأمور التي تسمى بغير أسمائها وتجري على غير أوضاعها في هذا العهد العجيب الذي استغل الناس فيه كل شئ حتى حياء الحي ووفاء الوفي وتسامح الصديق.

