الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد الحادى والعشرونالرجوع إلى "الرسالة"

(جاردن ستي(1)) والريف

Share

لمن مقاصير خلف الجسر ضاحكة      يشرقن في العين إشراق الضحى الحالي  تلهو الهناءة نشوى في مسارحها      ويمرح الأنس فيها هادئ البال  ألقى النعيم العصا في ظل سرحتها      وراح يرسل فيها ذيل مختال  ملاعب لبني الدينار ناضرة      خضراء تنضح آمالا لآمال  فلو رآهن كسرى الفرس لاقتحمت      عيناه إيوانه في عصره الخالي  تحبو لدات الدرارى فوق عاتقها      وتطلع الشمس من عرينها العالي  زهراء رفت رياحين الحياة بها      بيضاء دون سناها ومضة الآل  ترنو عيون الأماني في مشارفها      ويبسم العيش في بشر وإقبال  إن كانت الخلد تحكيها فوا لهفي      قد قصرت عن منال الخلد أعمالي  يا أخضر العيش ما للريف تهجره      كأن قلبك عن أنصافه سال؟!  تركته تستبد الحادثات به      ويستطيل الأسى في عوده الحالي  كم بالقرى من قلوب سلن من شجن      قد أوغل اليأس فيها أي إيغال  كم بالقرى من جفون غاض مجمعها      من طول ما نزفت من دمعها الغالي  مشى نذير الضنى في سندس خضل      وشوهت صفحتيها أزمة المال

فما الصباح إذا يبدو بمتسق      ولا الغدير إذا تلقى بسيال  ولا الهزار صدوح في خمائلها      يشدو لدى الماء في خفض وإرسال  ضاف من البؤس رواها فأترعها      فغير القوم من حال إلى حال  لا تشهد العين من أبنائها أحدا      إلا خدين هموم ثوبه بال  يمضي النهار وحر الشمس يلفحه      رطب الجبين دءوبا غير مكسال  وحوله مثل أفراخ القطا زغبا      باتوا إلى الفجر في سهد وإعوال  الله يعلم لم أكفر بحكمته      لكنها خطرات هجن بلبالي  هذا يهاب الصبا تدمى أنامله      وذاك يعسف في فقر وإذلال

اشترك في نشرتنا البريدية