اطلعت فى عدد الرسالة رقم ٣٦ بتاريخ ١٣ مارس سنة ١٩٣٤ صحيفة ٤١٩ على مقال للأستاذ حافظ قدرى طوقان عن ابن سينا، عدد فيه مؤلفاته، وبين اكتشافاته الهامة فى العلوم المختلفة، وأود أن ألفت النظر الى أن ابن سينا أول من اكتشف الطفيلية الموجودة فى الانسان المسماة الآن بالانكلستوما، وكذلك المرض الناشئ عنها المسمى بالرهقان أو مرض الانكلستوما. وقد كان هذا الاكتشاف فى كتابه "القانون فى الطب" فى الفصل الخاص بالديدان المعوية. وهذه العدوى تصيب الآن نصف سكان العالم تقريبا. وقد بلغ ما كتب عن هذا المرض من المقالات والكتب إلى سنة ١٩٢٢، ٥٠.٠٠٠ مرجع عنيت بجمعها مؤسسة ركفلر بأمريكا. وقد سمى ابن سينا هذه الطفيلية باسم "الدودة المستديرة" وقد كان لى الشرف فى سنة ١٩٢٢ أن قمت بفحص ما جاء فى كتاب "القانون فى الطب" عند الديدان المعوية، وأمكننى أن اقوم بتشخيصها بدقة، وتبين من هذا أن الدودة المستديرة التى ذكرها ابن سينا هى ما نسميه الآن بالانكلستوما، وقد أعاد اكتشافها دوبينى فى إيطاليا سنة ١٨٣٨، أى بعد كشف ابن سينا عنها بتسعمائة سنة تقريبا.
وقد أخذ جميع المؤلفين فى علم الطفيليات بهذا الرأى فى المؤلفات الحديثة، وكذلك مؤسسة ركفلر كما يرى من المراجع المذكورة بعد. ولذلك كتبت هذا ليطلع عليه الأدباء، ويضيفون الى اكتشافات ابن سينا العديدة هذا الاكتشاف العظيم لمرض هو من الأمراض الأكثر انتشارا فى العالم الآن.
المراجع
