الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد السادس عشرالرجوع إلى "الرسالة"

حياة ثانية

Share

أيُّ نورٍ ألقَى علىَّ غرامى  فاشتريتُ الآمال بالآلامِ كان ذا الجسمُ عُصبةً من جراحٍ  تتنزى فى هيكل من حطامِ كان ذا القلبُ شعلةً من عذاب  وشجون ولوعة وضرام كان ذا الطرف منهلاً سرمَدِياً  يغمر الروح بالدموع الدوامى كنتُ واللهِ فى شبابى شيخاً  لاح للناس فى مُسُوح غلام كان ذا الشِّعرُ غنوة اليأس فى القلـ  ب وناياً أنعى به أحلامى كان عمرى كأنه حلكة الليـ ل على الدُجَى المترامى

كنتُ لا أعرف التَبَسُّم حتى ... عوَّدتنى المنى ابتذال ابتسامى شفَتَاى الحزينتان وقلبى ... وعيونى مدينة لغرامى

عالَمٌ أنتِ من جلال وسحرٍ   وجمالٍ وفتنةٍ وسلامِ فيك أمر غير الجمال سيبقَى   أبد الدهر حيرة الأيامِ فيكِ سحرٌ من السذاجة والطه   ر يمدّ الشعور بالا لهام قد هجرتُ الكروم والحان والس ساقى وصوت الكؤوس والأنغام وأبيتُ الحياةَ الاَّ خيالا   وعشقتُ الحياة بالأوهام نتساقى بها الكؤوس من الس   سحر ونحيا فى روضة الأحلامِ والأزاهير حولنا تَتَثنَّى   راقصاتٍ بغير جرحٍ دوامى وطيور الخيال فيها تَنَاغَى   برقيق الغناء عذب الكلام كل شئ حتى الأنين أراهُ   مستحبَّا مُوَقَّعَ الأنغام

أشربى الكأس واتركى لى فيه   قُبلةً تستقر بين عظامى قبل أن يخطر النسيم فيمضى   بأمانى الهوَى ويذروُ حطامى!

اشترك في نشرتنا البريدية