أهواك لو كان الفؤاد خليا
لهتفت باسمك بكرة وعشيا
أهواك ملء مشاعرى . . لكننى
أدع الكلام يموت فى شفتيا
وأود لو يصفو الزمان وينجلى
لأريح فى وادى الضلوع شجيا
صحراء أسعى فى مناكبها كما
لو كان همى أن أظل شقيا
مالى وللصخر الجديب . . أريده
روضا يضوع عبيره قدسيا ؟
يا هذه الأيام حكمك جائر
ماذا عليك إذا نظرت إليا !
وأخذت أضرب فى الحياة فلم أجد
إنسا ألوذ به ولا جنيا
سأمان آخذها على علاتها
ما دام حظى لا يزال عصيا
ظمآن يقتلنى الهجير . . وأنثنى
لا أستطيع مع القطيع مضيا
قدر يحركنى . . إلى أهدافه
وأنا أطيع . . ولا جناح عليا !
ماذا يؤمل شاعر فى عالم
يدع الأريب ويرفع الأميا ؟
ولقد ألام فلا أحرك ساكنا
هل من عيوبى أن أكون حييا ؟
لما لمحتك قلت : يا أنشودتى
عاد الربيع . فهل نطير سويا
لا ترهقينى بالشكوك . . فإننى
عاهدت نفسى أن أعيش نقيا
والطائر الغريد يحتمل الظما
ويظل للعهد القديم وفيا
وطفقت أبحث عنك حتى عقنى
جلدى وكان - كما عهدت - قويا
أرنو إلى الماضى البعيد محاذرا
أخشى انبثاق الدمع من عينيا
صور من الحرمان ذقت طعومها
ما كان أكثر ما لقيت فتيا !
يا أيها الخفاق بين جوانحى
أولا تحس لما تركت دويا
أولا تحس لما تركت دونا ؟
سر كيف شئت . . فإنها أمنية
أن تستعيد شبابك المنسيا
ولعلها - فى ذاتها - حورية
جاءت تعيد إلى الصواب غويا ؛
ولقد ذكرتك والظلام مخيم
فرأيت وجها كالصباح وضيا
ورأيت أحلامى تعود طروبة
مثل الغريب مضى . . وآب رضيا
ورأيت قلبى بعد أن طال السرى
يصغى إلى همس الربيع حفيا
ويكاد يقفز بين أضلاعى كما
قد كان يفعل حين كان صبيا
واحسرتاه إذ صحوت فلم أجد
إلا حطام الكأس بين يديا !
