الشعور السعيد
أسعد الشعور ما امتزج فيه شعور الانسان بنفسه وشعوره بغيره، أو ما كان فيه الشعور بالغير ضربا من الشعور بالنفس. ومن هذا القبيل شعور الأب بابنه والحبيب بحبيبه والمشهور بشهرته: يرى نفسه فى غيره ويرى غيره فى نفسه، فيلتقى فيه الرضى عن النفس والرضى عن الدنيا. وهما تمام الرضى الذي يحيل الألم والشقاء سرورا وسعادة
كراهة الأخيار
قد يكون الشرير الذى يشتد بغضه لأهل الخير من أقرب الأشرار الى الأخيار. لأنه يحس بما فقد ويحس بما امتاز به غيره فيحسدهم. والحسد إعجاب معكوس، أما الشرير الذي لا يبغض أهل الخير فادراكه للخير قليل، وطلبه للامتياز والرجحان ضعيف
حرية الفكر
فرق بين من يجترئ على العقائد الراسخة لقوة فى نفسه، وبين من يرتاب فيها لتحلل فى طبيعته يعجزه أن يمسك العقيدة القوية ويحتويها
اصابة الجاهل
الساعة المعطلة تكون أضبط الساعات جميعا في لحظة من اللحظات، وكذلك العقل الصغير الخابي يصيب مرة حيث لا تصيب كبار العقول
أنانية الشيوخ
دين المنفعة يغلب على الشيخوخة لانها عهد الضعف والادبار، لا لأنها عهد الخبرة والمعرفة
العظماء
حاجة الناس إلى العظيم حاجتهم إلى اضاء غرورهم لا الى ارضاء غرور العظيم
الشعر والشيخوخة
اذا قال الشيخ لا حاجة بي الى الشعر فلا ترث للشعر بل ارث له هو لأنه ينعى نفسه
وإذا قالت الأمة لا حاجة بى الى الشعر فصدقها، واعلم أنها قد شاخت، فلا حاجة بها إلي الشعر، ولا لى غيره من علامات الفتوة والحياة
الخوف وحب الحياة
الخوف المفرط من الموت علامة الجهل بقيمة الحياة لا علامة المعرفة بتلك القيمة، لأن الذي يؤثر كل حياة على كل موت يقبل الحياة على أي شكل من الأشكال، ويقبلها على أقبح الأشكال، والذى يقبلها على أقبحها لا يعرف لها قيمة تصان.
الزهد والمتعة
الزاهد الذى يروض نفسه على الزهد بتقبيح الدنيا ليس بزاهد، لأنه لا يترك إلا نجسا قبيحا حين يترك دنياه، ولأشرف منه نفسا ذلك الذى ينعم بالدنيا لأنها عنده نفاسة وجمال
تفاؤل القوة والضعف
يتفاءل المرء ثقة منه بالقدرة على مغالبة الخطوب، أو قلة مبالاة بعواقب الهزيمة، وهذا تفاؤل القوة
ويتفاءل المرء خداعا لنفسه كي لا يجشمها التأهب لملاقاة الخطوب والتفكير في عواقبها، وهذا تفاؤل الضعف
الانتقاد والحرية
ليست كثرة الانتقاد دليلا على الحرية فى كل حين إن الناس يكثرون الانتقاد حين يجهلون الحرية، لأنهم لا يرون للآخرين حقا فى التصرف كما يشاءون
الكبرياء
الكبرياء اعتداء، أو رد اعتداء
الواقعيون والخياليون
التعويل على المحسوسات دأب جميع الناس، لكن صاحب النفس الكبيرة يحس ما لا يحسه أصحاب النفوس الصغار، فيعده هؤلاء من الخياليين. . لأن محسوساته غير موجودة عندهم، فهى ضرب من الخيال.
