كان الأدب الفرنسي أول ما ظفر بإخراج الموسوعات الأدبية والعلمية والحديثة؛ ويرجع تاريخ هذه الموسوعات الحديثة إلى أواسط القرن الثامن عشر، حيث ظهرت جماعة العلماء المعروفة (بالأنسيكلوبيدين) وعلى رأسهم ديدرو، ودالمبر، وهولباك وغيرهم وقد ظهرت دائرة المعارف الفرنسية الكبرى La grande Encyd منذ أواسط القرن الماضي، وتمت في أواخره؛ ولكنها لم تطبع من ذلك الحين مرة أخرى، وأضحت في عصرنا أثراً قديماً تنقصه عناصر هامة من العلوم والفنون والاختراعات الحديثة، وتاريخ العالم منذ أواخر القرن الماضي، وفد تقدمت الموسوعات الأجنبية على الموسوعة الفرنسية من هذه الناحية تقدماً عظيماً، فصدرت الطبعة الخامسة عشرة من دائرة المعارف البريطانية سنة ١٩٣٠، وأضحت أثر عظيما شاملاً لآخر ما أخرج العصر من آداب وفنون وعلوم؛ وصدرت دائرة المعارف الإيطالية الجديدة منذ عامين أو ثلاثة؛ وصدرت دائرة معارف روسية حديثة. وقد اهتمت وزارة المعارف الفرنسية والهيئات العلمية الفرنسية منذ بضعة أعوام بأمر الموسوعة، وألفت لجنة من أكابر العلماء والكتاب للأشراف على إخراجها في طبعة جديدة وعلى رأس هذه اللجنة، المسيو دي مونزى وزير المعارف السابق، ومسيو لوسيان فابر الأستاذ بالكوليج دي فرانس، وهو المدير العلمي للموسوعة، ومسيو هنري دي جوفنل الكاتب والسياسي، والأستاذ بايان نقيب المحامين السابق، ويوسف بدييه مدير الكوليج دي فرانس، وفرانسوا ميلان عضو الشيوخ، وغيرهم من أكابر العلماء والمفكرين. وقد أتمت اللجنة تنظيم الأعمال التحضيرية؛ وبدأت أعمال التحرير فعلاً، والمرجو أن يصدر الجزء الأول في سنة ١٩٣٥، ثم تصدر الأجزاء تباعاً بعد ذلك، حتى تغدو الموسوعة الفرنسية لائقة بما للأدب الفرنسي من مكانة ممتازة في عالم الآداب الحديثة

