الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد الرابعالرجوع إلى "الرسالة"

طرف من الشعر السلاطين, طرف من شعر السلاطين

Share

هذه طرف من شعر سلاطين آل عثمان، وقد نبع منهم شعراء كثيرون، ولبعضهم دواوين متداولة. وأعظمهم أثرا فى الشعر بايزيد  الثانى، ومحمد الفاتح، وسليم الأول، وسليمان القانونى، وسليم الثانى،  (وكل واحد من هؤلاء أب لمن بعده) ثم مراد الثالث، ومراد  الرابع، ولكل من هؤلاء السلاطين الشعراء اسم عرف به فى الشعر  فالفاتح (عونى) وسليمان القانونى (محيي) وهلم جرا.

وقد يشوق القارئ أن يسمع إلى السلاطين يتحدثون عن سرائرهم ليرى أن الدولة والسلطان لا يرفعانهم عن مستوى الآلام والآمال.

ومن يظن أن السعادة ملك وغنى وصيت وجاه وجبروت  فليسأل سليمان القانونى، وإرادته قضاء محتوم، وقوله فى العالم قانون،  ليسمع أن السعادة ليست ملك "سليمان"، وأن العروش لا تسمو  على الأشجان.

السلطان محمد الفاتح "عونى"

أيها الساقى هات المدامة! ّفسيذهب البستان من اليد، سيأتى الخريف، وتذهب الحديقة والربيع من اليد، أيها الحبيب! أوف بالعهد، ولا يغرنك الجمال والنضرة

ياملكى، قد جعلتنى أسيراً فى سلسلة طرتك. ويارب لا تحررنى من هذه العبودية، جور الحبيب، وطعان العدو، وحرقة الفراق، وضعف القلب، لهذه الألوان من الآلام خلقتنى يا رب ! قد اجتمع على إحراقى وهدمى حرقة القلب، ونار الآهات، ودمع العين

السلطان بايزيد الثانى (عدنى)

يبدى لنا الفلك حينا حبا ووفاء .. ويتقلب حينا فيبدل بالنعمة ألف نقمة! ما عهدت من قبل تلك الآلام التى احتملت في سبيل العشق وكذلك ترى هذه البدور العاشق ما لم يره هاأنذا أتحامل في طريق العشق غريبا! والجميلات يتغامزن بى

(البقية على صفحة ٣٨)

"بقية المنشور على صفحة 27"

لا تحسبن هذا الفلك الغدار يمكن للسرور فانه يضمر جورا ويبدى صفاء قد سير طبيبى آلامى بنظرة واعدة كأنه لقمان تذهب يده بالسقام ان ضللت طريق العشق فسل "عدنى" فهو يهدى الى السبيل كل من أضل طريقه يهدى!

السلطان سليمان القانونى "محبى"

ان الذى يؤثر الفقر(1) لا يريد عرشا ولا ايوانا ولا يبغى لنفسه الا من زاد الأحزان ولن يتبوأ عرش القناعة ملكا حرا لا يريد أن يكون سلطانا على سبعة الأقاليم كلها

انما أهل العشق من يقيم فى دار الحبيب يجن ولكن لا يريد الصحارى ولا الجبال يا محبى: من يشرب قدحا من يد حبيبه لا يرد حتى ماء الحيوان من يد الخضر

لا شىء أعظم من الدولة فى هذا العالم ولكن الدولة فى هذه الدنيا لا تزن نفسا واحدا من العافية ما هذا الذى يسمى سلطنة الا ضوضاء الخليقة وما فى هذه الدنىا سعادة ولا جد كالوحدة دع هذا العيش واللهو فالى الفناء المصير واذا أردت الصديق الباقى فلا شىء كالطاعة ان يكن عمرك عدد الرمال  فلن يبلغ ساعة واحدة فى زجاجة هذا الفلك (2) ان ترد الحضور يا محبى فأفرغ قلبك فليس للوحدة مقام كزاوية العزلة

اشترك في نشرتنا البريدية