إني على شط الحياة أسير لا أدرى المفر
وبظلمة الكون الكبير أدب في وجل وذعر
أمشي وفي جنبي من ألمى أوار يستعر
والصخر يعترض الطريق الموحش القاسي الأمر
واليأس والأحزان والريح الغضوب ولوعتى
والصمت والحرمان والآلام تملأ جعبتى
وجراح قلبي الداميات الغائرات وشقوتي
لا نور لا أفراح لا أشواق . . لا زهر وعطر
إني أسير أدب مذعور الخطى بين الصخور ؛
من أين ؟ لا أدري . . ولا أدري إلى أين الصبر ؟
لكن أسير ولا أعي ما بعد ذلك السير
حيران في ظلم العذاب أدوس أشواك القدر
ونسيت مزهري الحبيب وروعة النغم الحبيب
ونسيت أفراح الهوى ونسيت قيثاري الطروب
وبقيت وحدي والأسى والحزن والأمل الكذوب
وعلى فمي أشلاء بسمة عهدي الخالي الأغر
وبقلي الدامي أنين صامت الشكوى دفين
وبروحي الظامي حنين صارخ طاغ مكين
للحب للأضواء للأنسام سكري المحون
للزهر للأمواج للشطآن في ضوء القمر

