أرأيت إلى الزوجين إذ ينفث الشيطان نفثته فتفترق أجسادهما؛ أتراهما يفترقان حقيقة وبينهما غلام؟ ألا إن خواطرهما لتلتقي عنده على طواعية ورضى في كل لحظة مرات، وإن لم يتراءيا وجها لوجه. . .!
مضى الصبي يبحث. . . وأنا لا أزال أبحث أنا إلى الآن رجل عزب يحلم. . . وابني إلى الآن لا يزال في الغيب، يستجديني الحياة مني ومن أمه التي لم أعرفها بعد، ولا أزال أبحث عنها، وهي لا تزال تبحث عني. . .!
أين أنت يا ولدي؟ أتراك تعود إليّ حياً كأولاد الدنيا، أم كنت ومضة أمل برقت لعيني خاطفة في الحلم، ثم توارت كلمحة البرق في ظلال السماء!
أي زوجتي التي لم أعرفها لأني لم أرها بعد! أي زوجتي التي تنتظر وراء الستر حالمةً ترقب الميعاد! أي ولدي الذي يتوارى خلف الغيب ينادي أباه وأمه! يا أحبائي الذين يبحثون عني كما أبحث عنهم منذ سنين وسنين وسنين؛ أما آن لنا أن نلتقي حتى ألقى النعم الثلاث في زوجتي وولدي وفتاتي؟ أين أنتم يا أحبائي. . .؟
طنطا

