خلق الله للجمال قلوبا اجتباها من صفوة الشعراء
سكب النور فى قلوبهم السو د فعادت تموج بالأضواء
واستحالت مرائيا يعكس الكو ن عليها ما عنده من مراء
واقفا ناظرا محياه فيها غرور كوقفة الحسناء!
ما هو الكون غير ذاك الضعيف ال
حول يسطو به على الاقوياء؟
ما هو الكون غير ذاك الذى يش فى به الداء، وهو عين الداء؟
غير ذاك الذى عليه تلاقى ضربات السراء والضراء
غير ذاك الذى به تعثر الدن يا على مرطها من الخيلاء
غير ذاك الذى به الحب والبغ ضاء بين الأحباب والأعداء
غير ذاك الذى امتحن الل هـ قلوب العصاة والاتقياء
غير ذاك الذى يلوذ به النس ل ويغرى الآباء بالابناء
غير ذاك الذى يصير به الكو ن نعيما على بساط اللقاء
وهو ذاك الذى يصير به الكو ن جحيما اذا طواه التنائى
غير ذاك الذى تجمع فيه ما وعى حسنه من الاسماء
غير ذلك الذى اليه ومنه كل ما الوجود من أشياء
ما هو الكون غير فتنة حوا ء وما فى حواء من اغراء؟
ليت شعرى أكان للكون معنى لو أتى آدم بلا حواء؟!
يا نهودا كأنهن حقاق من بقايا صناعة القدماء!
تعبت جاذبية الارض فيها! وأنيطت بها نجوم السماء!
وحلال العيون ليس بأشهى من حرام النهود تحت الكساء
وهما خير ما تكشف عنه ال حسن من فتنة ومن اغواء
غير أن العيون أمضى قسيا شغاف القلوب والاحشاء
غير أن العيون أذكى حريقا فى الشراسيف والصدور الدواء
غير أن العيون أعصف بالقلب وأهدى فى مظلم الاهواء
غير أن العيون ألعب بالسحر وأقوى فى البعث والايحاء
غير أن النهود أبهج فى العين وأندى على القلوب الظماء!
متعة الطرف ما يمثله النه د من الهمس أو من الايماء!
رافع الرأس دأبه يتحدى السم ثر فى عزة وفي كبرياء!
شيمة الحر لا يطيق احتمال الضي م من ظالم من الرؤساء
يكرع الطرف جهده منه فى ما ء شهى لكن بلا إرواء
سرق الروض من نداه فأخفى بعض تفاحة من استحياء
هو سر الأسرار يستره الكو ن ويبديه فى تقى وحياء!
حلم فى عيون من أسعد الل ه ونار فى أنفس الاشقياء!
فى فم العاشق المدله شهد حضرمى، أو بابلى طلاء
وحياة تمصها شفة الطف ل غذاء يفوق كل غذاء
نغم كله وسحر وشعر ومزيج من الندى والضياء!
عظمت دولة الجمال وعزت وتعالى ما فيه من أسماء
بعض أسمائه يضيع به الده ر فناء وماله من فناء
نفذت من أعماقه حكمة البا رى وضاعت وساوس الحكماء!
والسعيد السعيد من شم منه أرجا من حديقة غناء
والسعيد السعيد من شهد الل هـ على لوح نوره الوضاء
رب غاو يلومنى فى نشيدى وهو لا ينتهى عن الفحشاء
خاشع الطرف مطرق الرأس يمشى بين خلين سمعة ورياء
يظهر الفكر وهو فى السر يغشى ما تندى له جبين الحياء
وأنا الطاهر السراويل والبر د نقى القميص عف الرداء
ليس منى الفسوق، تأباه فى جس مى دماء الجدود والآباء!
ينهل الحسن من غرامى ولكن هو صديان يلتظى من إبائى!
كل حبى طهر وقدس وتسبي ح لربى وصيغة من دعاء
أنا عبد الجمال حررت فى مع بده مهجتى بلا استثناء
مهرقا فى محرابه ذوب قلبى ما تراه مضرجا بدمائى؟!
أعبد الله فيه: اقرأ فيه آية الاقتدار والانشاء
ان يكن فى الحدود جسمى فروحى
تتهادى فى العالم اللانهائى!
نزيل القاهرة
