الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 72الرجوع إلى "الرسالة"

في المصايف

Share

للأديب إبراهيم عبده أسلوب رقيق وخواطر لطيفة يطالع بها  القراء من حين إلى حين. وهذا الكتاب الذي أحدثك عنه  قد انتظم الكثير من ملاحظاته وخواطره الطريفة في المصايف، وطبيعي  أن تكون المصايف موضع حديث إبراهيم، فهي متلقى الناس من  كل صنف ومن كل طبقة، وهي مجال واسع تقع فيه عين الأديب  الناقد وخصوصاً من يهتم بالناحية الاجتماعية كالأديب المؤلف على  كثير مما يثير خواطره ويرسل قلمه. افتتح المؤلف كتابه  في رأس البر ثم انتقل بنا إلى السويس فبور سعيد فالإسماعيلية  فالإسكندرية، وختم الكتاب بفصل رقيق هو حديث العودة.

أجمل ما يحسه القارئ في هذا الكتاب  تلك الروح الهادئة التي تتجلى في سطوره أشبه  بالنسمة الهادئة تهب عليك في ليالي الصيف  وأنت في معزل على الشاطئ. وأنك لتحس من  هذا الشاب بميل شديد إلى القصص. ولقد  أحسن صنعاً بإيراده خواطره في المصايف على تلك  الصورة التي تجدها في كتابه، فلقد كان يأتي بها  مرة على طريقة الحوار بينه وبين فتاة كان قد عرفها  في الخرطوم ودار على ذكرها كتابه الأول    (الحياة الثانية) ، ومرة كان يتبع طريقة المراسلة،  مما أبعد كتابه عن الملال وأكسبه كثيراً من  الجاذبية والظرف.

ولئن كان لي أن آخذ على إبراهيم شيئاً  وهو في صدر حياته الأدبية فهو أنه يجتهد في تقليد  أحد كبار الكتاب عندنا تقليداً يظهر في أسلوبه  وفي طريقة الدخول على موضوعه وتوجيهه ويخشى  منه على أصالته وشخصيته، وهو في غنى عن  هذا فله كما ذكرت استعداد قوي. نعم لا جناح  عليه أن يحذو حذو من تأثر به في تجويد فنه  والعناية بآثاره، ولكن على أن يحتفظ مع ذلك  بشخصيته وروحه.

اشترك في نشرتنا البريدية