- ٢ -
- ٤ -
قد هؤلاء الشعراء شياطين عبقر ! إنهم يألمون مرة ثم يحيون الألم مرة أخرى فكأنهم يألمون مرتين . . ألا إن الألم هو الينبوع الزاخر الذي يتدفق منه الشعر . ولا أشك في أنكم متفقون معي على أن الآثار الفنية التي خلفها ألم الشعراء أروع كثيرا من غيرها . وأمامكم الرثاء وأوصاف النفس المتألمة من الحب فإنكم ستجدون فيها كنزا من العواطف والأحاسيس والشواعر الأليمة . اقرأوا قول متمم ابن ثورة الجاهلي يرثي أبناء مالكا :
لقد لامني عند القبور على البكا
صديقي لتذراف الدموع السوافك
يقول أنبكي كل قبر رأيته
لقير ثوي بين الللوى فالدكاءك
فقلت له إن الشجى يبعث الشجى
فدعنا فهذا كله غير مالك
أو اقرأوا قصيدة ابن الرومى في رثاء ولده الأوسط :
توفى حمام الموت أوسط صبيتي
فلله كيف اختار واسطة العقد
على حين شمت الخير من لمحاته
وآنست من أفعاله آية الرشد
طواه الردى عني فأضحى مزاره
بعيدا على قرب قريبا على بعد
أعيني جودا لى فقد جدت للثرى
بأنفس مما تسألان من الرفد
أو اقرأوا قول جميل بثينة في وصف آلامه :
يقولون جاهد يا جميل بغزوة
وأي جهاد غيرهن أريد
لكل حديث بينهن بشاشة
وكل فقيد عندهن شهيد
وأحسن أيامي وأفضل عيشتي
إذا هيج بي يوما وهن قعود
إذا قلت مابي يا بثينه قاتلى
من الحب قالت ثابت ويزيد
وإن قلت ردى بعض عقلي أعش به
مع الناس قالت ذاك عنك بعبد
فلا أنا مردود بما جئت طالبا
ولا حبها فيما يبيد يبيد
فإنكم ستجدون الحزن هو الذي دفع الشاعر الى اكتشاف هذا العالم الروحي الذي غمره الألم فظهره من الأدران ولعلكم ستتفقون معى ومع الشاعر الانكليزي الشاب كيتس الذي قال إن الشعراء يعانون الألم مرة فيتألمون ثم يحيون الألم مرة أخرى في تجاربهم الشعورية فيتألمون مرتين لأن الشاب لا يستطيع أن يعبر عن ألمه في الوقت الذي يدعمه ذلك الألم تعبيرا مؤثرا ، بل لابد من أن يحيا الألم مرة أخرى حين يعاني تجربته الشعورية . والحق أن النفس الإنسانية بأشجانها وأن حواء بجميع أطوارها يتبوءان والهتان من ينابيع الوحى الشعري ، وإذا كنت في شك من أمر حواء فاقرأ قول ابن الرومى :
أعانقها والنفسُ بعدُ مشوقةٌ
إليها وهل بعد العناق تداني
وألثُمُ فاها كي تزولَ حرارتي
فيشتدُّ ما ألقى مِن الهَيَمانِ
وما كان مقدارُ الذي بي مِن جوى
لِيَشفِيهِ ما ترشُفُ الشّفتان
كأنّ فؤادي ليس يشفي غَليلَه
سوى أن يرى الرُّوحَين تمتزجان
كان الشعر العربي القديم صورة لأحاسيس الشاعر
الجاهلي وشواعره وديوانا للعرب كما يقولون ، ولهذا كان لابد من أن يكون الشعر العربي القديم منسجما في موسيقاء وأخيلته وألفاظه مع طبيعة الحياة في ذلك العصر المتقدم . . الصحراء ملهبة الحرارة . مضطرمة الرمال والأفق ممتد وراء كثبان الرمل إلى ما يشاء الله . . والسماء الصافية بنجومها البارقة وبدرها للشرقي عالم غامض مبهم فيه سحر وفيه روعة يؤثران في نفس العربي الساذجة . فيحيلان إحساس الشاعر إلى شعر متين القافية رسين الأسلوب فخم الألفاظ أو جزلها . . على الأغلب . أعني أن الشعر الجاهلي كان متساوقا مع طبيعة الحياة الجاهلية ومع طبيعة البيئة العربية في ذلك الزمن المتقدم ، وأعني أيضا أن " قفا نبك " كانت درة في تاج الشعر الجاهلي لأنها كانت تعبيرا صادقا عن أثر الحياة في نفس الأمير الكندي المتلاف . . ولكن هذا كله لا يعني أن الشعر العربي المعاصر يجب أن يبتلى بمهازل " قفا نبك " هذه وأن يسلك مسالك الشعر القديم من حيث موسيقاه وأخيلته ومعانيه . . إن الموسيقي في أي عصر من العصور تكون متسقة مع طبيعة الحياة في ذلك العصر . ولقد كانت موسيقى الشعر العربي مستمدة في أصلها من إيقاع حداة الإبل في مسالك الصحراء ، ثم إن الخليل الفراهيدي لم يفعل اكثر من أنه جمع هذه النغمات الموسيقية في الشعر العربي وبوبها وجزاعا ، ولم يبتدع من ذلك شيئا لأن الرأي السائد في عصره هو أن الشعر يجب أن يكون صورة مشابهة لشعر الجاهليين . ولهذا ثار النقاد في ذلك العصر على أبي نواس لأنه هجر مسالك الشعر الجاهلي وعاب على الشاعر الحضري أن يتغنى بالبادية وخيامها وبعرائها وهو يعيش في بغداد . . حاضرة الخلافة المشرقة وجنة الدنيا في ذلك الزمان . . ولعلي قد ألممت في كل هذا الحديث إلى ما أريد أن أقوله ، وهو أن موسيقى الشعر العربي المعاصر يجب أن تكون منسقة منسجمة مع الذوق العربي المعاصر ومنبثقة من صميم حياتنا الراهنة . . لا أدعو في هذا الحديث إلى هدم العروض العربي القديم ، ولكني أشير إلى إمكان الاستفادة من هذه الأعاريض القديمة وتحويرها إلى ما ينسجم مع هذه الحياة المعاصرة . . لقد كان الأندلسيون أبعد منا نظرا في هذا الأمر فلم يقصروا شعرهم على الأعاريض العربية القديمة وأوجدوا ) الموشح (
وهو على الأرجح محاولة إلى الانسجام مع الحياة الأندلسية الجديدة في ربوع أسبانيا الجميلة .
ولعلكم تتفقون معي على أن شعراء المهجر أفلحوا في هذا المضمار حين ساروا على نهج الأندلسيين ، ولعلكم تدركون أيضا أن نجاح المهجريين كان أكبر من نجاح الأندلسيين ، لأن تجديد الأندلسيين كان منحصرا في قوافي الشعر على الأكثر وفي أوزانه على الأقل ، ولكنهم لم يحاولوا التجديد في جوهر الشعر في معانيه وأخيلته وأساليبيه ، بينما فطن المهجريون إلى كل هذا ، فهجروا المسالك العروضية القديمة وحوروها وبدلوا فيها وجددوا في أساليب الشعر وأخيلته ومعانيه ، وأوجدوا الشعر المهموس كما يسمعه النقادة المصرى الدكتور محمد مندور ، ومن الواضح أن هذا التجديد في الشعر الهجري كان نتيجة لتأثر المهجربين بالآداب الغربية الجديدة وبالنزعات التجددية في تلك الآداب . . والحق أن الأديب العربي المعاصر يجب أن يتصل بالآداب الأجنبية ، إذ مما لا شك فيه أنه لا يستطيع أن يحيا حياة أدبية مستقلة عن الحياة الأدبية في الغرب . ثم إن لنا من تاريخ العرب الأدنى دليلا ساطعا على أثر الثقافة الأجنبية في الأدب العربي ؛ هذا شعر أبي العلاء والمتنبي فيه دلائل واضحة على أثر الثقافات الأدبية الأجنبية في الأدب العربي ؛ وتستطيع أن تجد الفروق واضحة بين كل من شولي والرصافي مثلا من حيث تأثير الثقافة الأجنبية في كل منهما ، لأن شوقي كان مطلعا عليها اطلاعا أوسع بكثير من اطلاع الرصافي ، ولو هيئت للرصافي تلك الثقافة الواسعة لكان شعره أرفع مما هو بكثير لموهبته الشعرية وتملكه ناصية البيان العربي .
لقد كان من نتائج تأثر شعرائنا الشباب بآثار الغربيين من جهة وآثار المهجربين من جهة ثانية أن حاولوا التجديد في الشعر ، وأوشكت تلك المحاولات أن تصيب النجاح وعلى الرغم من أنها محاولات في بداية الطريق فإنها تبشر دون شك بكل خير .
هذا الشعر المنطلق الذي تقرءونه في كثير من المجلات والجرائد العربية أثر من تلك الآثار .
ولم يكن هذا الضرب من الشعر ضربا مبتكرا
ولا مبتدعا ، ولكنه تجديد مبني على الأصول العربية القديمة في العروض ، فيه يتحرر الشاعر من قيود القافية الواحدة ، ولا يكتفى بذلك ، بل يتحرر من قيود الوزن بعدد التفعيلات العروضية الموجودة في كل بيت . . إن هذا الضرب من الشعر غريب بعيد عن عمود الشعر الذي تغنى به نقادنا القدماء ، ولا يزال بعض الناس يتغنى به حتى هذه الساعة ، والشاعر يجري فيه على نسق منطلق لا يتقيد بقافية واحدة ولا يلتزم عددا معينا من تفعيلات البحور ، فقد يكون في البيت تفعيلة واحدة أو تفعيلتان . وقد يكون في البيت الآخر خمس تفعيلات ، وفي آخر أكثر أو أقل . إن بعض الناس يخطئ حين يعد هذا النوع من الشعر شعرا مرسلا ، لأن الشعر المرسل مطلق من جميع القيود ، وهذا الضرب الجديد ليس مطلقا من جميع القيود ، ولكننا نلتزم فيه شيئا وننطلق عن أشياء أخرى . ثم إننا ننطلق تحت ) المرسل ( على النثر الذي لا يتقيد بأي قيد من قيود الصناعة اللفظية كالسجع أو الازدواج أو ما شابه ذلك . . ولهذا يقول النقاد هذا نثر مسجوع ، وهذا نثر مزدوح ، وهذا نثر مرسل ، وهو مثل هذا الحديث الذي نبثه إذا حق لنا أن نعتبره نثرا فنيا . ولنأخذ مثالا علي هذا الشعر المنطلق قصيدة للشاعر العراقي الشاب بدر شاكر السياب ، وعنوانها ) في السوق القديم ( .
هذا الشاعي شاب من شباب الجنوب ، عاش كما يعيش أكثر الشباب ، عيشة الكبت والحرمان ، فانصرف إلى أحلامه يناجيها . ولقد كانت له نفس حساسة وروح شاعرية جعلته يهيم حبا بالسراب ويتحرق ظمأ إليه . ثم دفعت إليه الظروف فتاة تخيلها فتاة أحلامه ، ومتى نفسه منها بالحب الخالد الذي لا لقاء فيه ولا وداع . . ولكن الظروف فرقت بينهما أيضا في غربيا وحيدا في ) الرمادي ( مدرسا في إحدى مدارسها ، بينما كانت هى في بغداد تعب الحياة والسعادة عبا كما يقولون . . وفي سوق الرمادي القديم هاجت ذكريات الشاعر المسلول ، فبعث هذه النفثة الحرى .
تبدأ القصيدة بهذه النغمة الهادئة المنسابة في رفق ولين . الليل والسوقي القديم . .
خفتت به الأصوات إلا غمغمات العابرين . .
وخطى الغريب وما ثبت الريح من ثم حزين . . في ذلك الليل اليهم . .
هذا الليل الذي هاج خواطر الشاعر يهدوئه وسكونه ، وجعل روحه تهيم في الظلام وتسقط أنغامه من خطى الغريب ووسوسة الريح . . هذا الليل ساق له الذكريات المصورة عن كثير مثله من الغرباء طافوا في ذلك السوق الكئيب وأدلجوا في ليله البهيم . . وفجأة يلمح الشاعر وهو في السوق نافذة تضاء في إحدى الدور ، ويسمع صدى غناء بعيد يذكره بلياليه الحالية مع القمر والنخيل ، ويظل الشاعر يسمع هذا الصدى البعيد فيحلم بالرحيل ويحعلم بالغرام العذب الذي كان له بين أحضان الجنوب . .
وينظر الشاعر في وجوم وشرود إلى البضائع الوجودة في تلك السوق ، فيرى الأضواء الضئيلة قد تناثرت عليها كما يتناثر الغبار أو كأنها ظلال تتناثر على ظلال ، كما يزاحم اللحن الرتيب لحنا رتيباا غيره . . ثم يلمح بين هذه البضائع كوبا ينتظر على الرف وعلم بالشراب العذب وبالشفاء الظامئة . ويحلم كذلك بيد تمتد إليه وتنال منه بغيتها ، وحينئذ تسود خواطر الشاعر فيبمثل الموت أمامه ويخيل إليه أن هذه اليد التي امتدت إلى الكوب بردت عليه ) وحشرجت فيه الحياة ( كما يقول . .
ثم ينصرف الشاعر مرة أخرى إلى ذكرياته القديمة ، وتتداعى المعاني في مخيلته ويستمد من ذكرياته القديمة تصورا المشاهد هذه في المستقبل ، فينظر ) من خلل الزمان ( إلى مناديل أحبابه الحزانى وهى تومئ بالوداع وتشرب الدمع السخين . وما تزال تلك المناديل تطفو وترس في بحر خيالات الشاعر حتى ينصرف خياله إلى عطر مراق عليها . إلى دم قد خضبها ؟ ذلك الدم وذلك العطر عما لون الدجى وتوقد النار في خواطر الشاعر المرهق ، ثم ينتهي خياله الحزين إلى دم يعطيه الشاعر حياة الناس فيجعله يغمغم بالموت وهو يقطر : لقد مات . . مات
ويترك شاعرنا الكوب على رفه وينصرف إلى الشموع المعروضة في تلك الحوانيت . . هذه الشموع التي ستوقد في مخدع مجهول في ليل لن تعرفه . وستلقى ضوءها على ذلك المخدع في ارتخاء وتكاسل يذكر الشاعر بأمسيات الخريف . . ويشبه الشاعر هذه الأشعة المرتخية المتكاسلة
التي تبعثها الشموع بأوراق الحريف في ليلة قمراء . وما يكاد يذكر الليلة القمراء حتي تتداعى إلى مخيلته ذكرياته البعيدة من ليالي الجنوب ، تلك الليالي القمراء التي تسكر بالأغاني وتشمل بنقر ) الدرابك ( . تلك الألحان الشعبية التي ينقلها سعف النخيل الثقيل بهمس وهوادة ، ثم يعود ليصمت من جديد . . ويحلو له أن يشبه قلبه بهذه الشموع ، فلقد كان مثلها يحلم باللهيب حتى أتاح له القدر نارا تشعله ويدا تزيد من وقدة النار في قلبه . . تلك النار هى وجه الحبيب ، وتلك اليد هى يده الغادرة . . ولقد مضى يخترق الحياة عاما بعد عام ووجها بعد وجه ، مثلما يغيب الشراع بعد الشراع في النهر وهو ما يزال يحلم في سكون قاتل بالحب وباللذة ، وبالصدر والفم والعيون . . ولكنه حلم طويل قاس يولد ويموت تحت أفياء النخيل وبين التمطى والتثاؤب . . ولكن ذلك القلب ما فتئ أن خبت ناره وعشش فيه الملل والبأس ، ونسى حتى كيف يحلم بالهوى ، وكانت حياته فراغا هائلا ، فلا حنين ولا اكتئاب ولا بكاء ولا أنين . . ومضى الصيف يحتضن الشتاء والشتاء يأخذ بيد الربيع ، وهو لا يزال يعاني ذلك الفراغ وبقاسي مرارته . ويبدع الشاعر حين يخيل إليه أنه يشبه إلي حد بعيد ذلك المنزل المهجور الذي تعوي الرياح في جوانبه ، أو ذلك السلم المهدم الذي لا ترفاه قدم ولا تهبطه . فما زال قلبه في المغيب ، وما زالت حياته في ظلام ) حتى أنت هي والضياء ( . . هذه التي أتت إليه هى فتاة أحلامه التي التقى بها قبل أعوام وبدات مأساة حبهما منذ ذلك المساء الذي جمعهما تحت أضواء الطريق . . وما أحب أن امضي في تحليل هذه القصيدة الرائعة لأني أريد أن يشاركني القارئ في التمتع بها فيقرأ معي نهاية هذه القصيدة ؛
ما كان لي منها سوي أنا التقينا منذ عام .
عند المساء . . وطوقتني تحت أضواء الطريق . .
ثم ارتخت عني يداها وهي تهمس والظلام . .
يحبو . . وتنطفئ المصابيح الحزانى والطريق . .
أتسير وحدك في الظلام ؟
أتسير والأشباح تعترض السبيل بلا رفيق !
فأجبتها والذئب يعوي من بعيد . من بعيد .
انا سوف أمضي باحثا عنها . . سألقاها هناك . .
عند السراب . . وسوف أبنى مخدعين لنا هناك . .
قالت ورجع ما تبوح به الصدى . أنا من تريد .
أنا من تريد . فأين تمضي . . فبم تضرب في القفار .
مثل الشريد ؟ أنا الحبيبة كنت منك على انتظار
أنا من تريد . وقبلتني ثم قالت والدموع
في مقلتيها غير أنك لن ترى حلم الشباب . .
بيتا على التل البعيد يكاد يخفيه الضباب . .
لولا الأغاني وهى تعلو نصف وسنى والشموع . .
تلقى الضياء من النوافذ في ارتخاء في ارتخاء
أنا من تريد وسوف تبقى لا ثواء ولا رحيل .
حب إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل . .
لا بأس فيه ولا رجاء . .
أنا ايها النائي الغريب . .
لك أنت وحدك غير أني أن أكون .
لك أنت . . أسمعها وأسمعهم ورائي يلعنون .
هذا الغرام . . أكاد أسمع أيها الرجل الحبيب .
لعنات أمي وهى تبكي . أيها الرجل الغريب .
إني لغيرك بيد أنك سوف تبقى . . ان تسير .
قدماك سمرتاا فلا تتحركان . . ومقلتاك
لا تبصران سوى طريقي . . أيها العبد الأسير . .
أنا سوف امضي فاتركيني سوف ألقياها هناك .
عند السراب . فطوقتني وهى تهمس . . لن تسير
أنا من تريد فأين تمضي بين أحداق الذئاب ؟
تتنفس الدرب البعيد ؟ .
فصرخت سوف أسير ما دام الحنين إلى السراب .
في قلبي الظامي . . دعيني أسلك الدرب البعيد .
حتى أراها في انتظاري . ليس أحداق الذئاب
أقسى على من الشموع . .
في ليلة العرس التي تترقبين . . ولا الظلام .
والريح والأشباح أقسى منك أنت أو الأنام
أنا سوف امضي . . فارخت عني يداها والظلام .
يطفى ولكني وقعت وملء ، عيني الدموع . .
( للبحث بقية )
