الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 37الرجوع إلى "الرسالة"

قلبي !

Share

كان كالخيمة فى أعلى الجبل      كل ريح بالهوى مرت عليها

وإذا هبت لها ريح الأمل          مرة لم تنعطف يوما إليها

وأنا فى جوفها أقضي الحياه        حائرا ما بين يأس ورجاء

كلما افترت من الريح شفاه       خفت أن يقضى علينا بالفناء

وانقضى فى خيمتي عهد الصبى     ناعما بين أمان ووعود

تتهادى فوقها ريح الصبا     فى حنان مثل أنفاس الوليد

كلما مرت بها تلك الرياح    قبلتها قبلة الأم الحنون

فترى كالطير يهفو بالجناح     بعض حين ثم يغشاها السكون

قلت يا بشراي لو مر الشباب     مثلما مر الصبى حلو المصير

فإذا أيامه بحر عباب     ثائر اللجة مرهوب العبور!

وأتى فى عهده يوم عصيب     كالح الوجه كأشباح الكهوف

طالع الناس بانذار رهيب     فقضوه هربا تحت السقوف

وأنا فى خيمتي نهب الشجن    قلق الاحشاء كالطير الذبيح

مرغم! مالي سواها من سكن    تفزع النفس له أو تستريح

وجميع الكون حولي مغرق    فى سكون ليس يدري شاطئيه

وظلام الكون جهم مطبق    عمى الناظر فيه عن يديه

وإذا ريح على البعد تثور   فى جنون يملأ الجو دويا

ألهبت قلبي بسوط كالسعير    ثم ألقته أباديد عليا

ويح للقلب الذى كان صبيا    يستقى فى الحب كأس الأمل

خانه الحب فأراده فتيا    ليت شعري من ترى يحييه لي؟

اشترك في نشرتنا البريدية