يا قلب! يا هيكل قدس الهوى ... ويا مطاف الذكريات العِذاب اضممُ على الحب شراع المنى ... فهو طعام الروح وهو الشراب تالله لولا حرمةٌ للهوى ... لكنتُ أصليتك مُرُّ العذاب أمضَّنى حملك طفلاً وها ... لما تزل طفلاً كثير الشغاب تملك أطراف السماء التى ... لم يمتلكها الدهر، طيف التَّباب تفتُّن فى الضحك وما تأتلى ... تلعب حتى يتعايا اللعاب صبَّرت عنك الروح لكنما ... أضجرها منك مرادٌ عُجاب أضعت من أجلك زهو الصبا ... فضاع ريحانى، وضاع الشباب
لم يبق لي من مأمل يرتجى ... فى راحة الأحلام غيرُ السراب يَرِفُّ، والروح شديد الصدى ... يُعِله فى العمر ماء كذاب *** قيثارتى تمعن فى نوحها ... ونوحها شطرُ فؤادى المذاب أشعارها فى ذى الدُّنى نفحة ... تائهة فى عالم من ضباب تضيع فى غيهب هذا الورى ... ضيعة طفل فى فسيح الرحاب *** يا غيبُ! هذا الطفل جمُّ الرؤى ... مفضض الأفياء، نضْر الشعاب مُخْتَطَفٌ، شاردة روحه ... وشارد الروح طويل الغياب غلغل فى دنيا الهوى فارتمى ... حيران قد ضل سبيل المآب خذه إلى ساحك تغنم به ... أغرودة حالية بالرغاب
